
الهيئة الدولية “حشد”: تدين استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتحذر من توسع الاجتياح البري
الرقم المرجعي : 33 / 2025
التاريخ: 27 مارس 2025
بيان صحافي
الهيئة الدولية “حشد”: تدين استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتحذر من توسع الاجتياح البري
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تدين استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها الممنهجة ضد المدنيين في قطاع غزة، متسببةً في مجازر جماعية وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني. فجر يوم الثلاثاء 18 مارس الجاري، خرقت قوات الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرت في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. كما تصاعدت جرائم القتل واستهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، وسط موجات نزوح جماعية بسبب شح مراكز الإيواء، مما أجبر آلاف العائلات على النوم في العراء في ظل صمت وعجز دولي فاضح.
مع استمرار القصف المكثف واستهداف البيوت والخيام ومراكز الإيواء، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى (830) منذ استئناف القتال، إضافة إلى (1,787) جريحًا، لتصل حصيلة الضحايا منذ السابع من أكتوبر إلى (50,183) شهيدًا و(113,828) جريحًا. كما أصدر جيش الاحتلال نحو (7) أوامر تهجير جماعية، كان آخرها اليوم في أحياء الزيتون وتل الهوى والرمال الجنوبي، مما يهدد أكثر من (15٪) من مساحة قطاع غزة بالتهجير القسري. ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من (142,000) مواطن خلال الفترة بين 18 و23 مارس وحدها.
إلى جانب الجرائم الميدانية، يواجه سكان القطاع كارثة إنسانية ومجاعة حادة نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والتموينية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني بسبب استمرار إغلاق المعابر منذ 25 يومًا، وهو ما يشكل جريمة تجويع ممنهجة، لا سيما مع تزامن هذه الأزمة مع شهر رمضان المبارك.
كما يعاني السكان من جريمة تعطيش متعمدة، إذ يواصل الاحتلال قطع الكهرباء عن محطة التحلية في دير البلح ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه، مما يهدد بانعدام المياه الصالحة للشرب ويعرض حياة مئات الآلاف للخطر.
فيما يتواصل تدهور الأوضاع الصحية جراء ارتفاع عدد المصابين، حيث تعاني المستشفيات والمرافق الطبية من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية وشح الوقود، ما يهدد بتوقف الخدمات الصحية.
وفيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي احتجاز تسعة من طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الذين بات مصيرهم مجهولًا عقب حصارهم واستهدافهم من قبل قوات الاحتلال في حي تل السلطان بمدينة رفح، إلى جوار أربعة من العاملين في الدفاع المدني، الأمر الذي يدعو للقلق على مصيرهم ومصير المحاصرين من السكان في حي تل السلطان في ظل توارد الأنباء عن ارتكاب قوات الاحتلال لعمليات قتل ميداني بحق بعضهم.
ومن الجدير ذكره أن قوات الاحتلال تواصل استهداف الصحفيين لمنع وحجب التغطية الإعلامية، حيث ارتفع عدد شهداء الصحافة إلى (208) منذ السابع من أكتوبر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يكفل الحماية للصحفيين.
أما في الضفة الغربية، فتتواصل جرائم التطهير العرقي والاستيطان، حيث تستمر قوات الاحتلال في هدم المنازل وتشريد آلاف العائلات ضمن سياسة تهدف إلى فرض السيطرة الإسرائيلية وضم المزيد من الأراضي. وقد شهد مخيم جنين مؤخرًا هدم أكثر من (200) منزل، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما جرى في مخيمي جنين ونور شمس سابقًا، مما يعكس استهدافًا ممنهجًا لإعادة تدمير المخيمات الفلسطينية.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ترحب بدعوة مجلس حقوق الإنسان للمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية لحماية الفلسطينيين، ووقف العدوان والجرائم التي تُرتكب بحقهم ومحاسبة المسؤولين عنها. وإذ تحذر من خطورة توسيع الاحتلال لعملياته البرية، وتؤكد أن عجز المجتمع الدولي وصمته المخزي إزاء هذه الفظائع، واكتفاؤه ببيانات الإدانة، يمنح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتجويع بحق المدنيين الفلسطينيين؛ فإنها تسجل وتطالب بما يلي:
-
ضرورة التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية وأحرار العالم لوقف جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة.
-
تفعيل كافة المسارات السياسية والدبلوماسية والقانونية والشعبية لفرض عقوبات على دولة الاحتلال ومحاسبتها أمام المحاكم الدولية.
-
الإسراع في فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وإجلاء الجرحى.
-
تصعيد الضغوط الدولية لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لا سيما قرار مجلس الأمن 2735 والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وغيرها من القرارات التي ترفض إسرائيل الامتثال لها.
انتهى،،