الرئيسيةتقاريرمهم

منظمات حقوقية: الطفل الفلسطيني يفتقد لأدنى حقوقه الإنسانية

خبر صحافي

منظمات حقوقية: الطفل الفلسطيني يفتقد لأدنى حقوقه الإنسانية

منذ السابع من أكتوبر الماضي ويعيش جميع سكان قطاع غزة أهوال يوم القيامة مع الدقائق والثواني؛ بسبب جنون آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي لم تترك شيئًا من التنكيل إلا واستخدمته ضد المدنيين العزل في القطاع، بل ووضعت استهداف فئة الأطفال هدفًا نصب أعينها، غير عابئة بأي قوانين واتفاقيات دولية تقضي بحماية الأطفال في النزاعات المسلحة، فجعلت من غزة «مقبرةٍ للأطفال»، الذين لم يتذوقوه طعم الطفولة كغيرهم من الأطفال في مشارق الأرض ومغاربها، فـ الطفل الفلسطيني هو الطفل الوحيد في العالم الذي قد يصبح شهيدًا بمجرد مولوده أو أسير إداري وعمره لم يتجاوز 14 عامًا، فضلًا عن إصابته بأشد أنواع الإصابات كـ بتر الأطراف، وفقدان حاستي البصر والسمع؛ بسبب القنابل والصواريخ الفتاكة التي تتساقط على الرؤوس كالمطر.

ولكن ما موقف القانون الدولي من الانتهاكات التي يتعرض الأطفال في غزة.. وكيف يمكن توصيف واقع الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال.. طرحنا هذه الأسئلة وغيرها على المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.. ورئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين .. تزامنًا مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات.

حقوق مفقودة


يبدأ، خالد قرماز المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، قائلًا: واقع الطفل الفلسطيني وسط جريمة الحرب التي يُمارسها الاحتلال في قطاع غزة مأساوي، ولا يتضمن أي حقوق للطفل، فـ كامل منظومة حقوق الطفل المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل تنتهك بشكلٍ ممنهجٍ ومستمر؛ لذلك حق الطفل الفلسطيني في قطاع غزة بات غير مضمون على الإطلاق، وكذلك الوضع في الضفة الغربية، وبسبب هذا العدوان الهمجي المستمر؛ أصبح عدد الشهداء من أطفال قطاع غزة غير دقيق، لكن هناك أكثر من 16 ألف طفل قتلوا في القطاع، وهناك ما يزيد عن 10 آلاف شخص مفقودين تحت الركام معظهم من الأطفال.

وأضاف: عدد الأطفال في المجتمع الفلسطيني يكاد يكون 50% من حجم المجتمع، وبسبب الخسائر غير المسبوقة في الأرواح نحن كـ حركة دفاع عن الأطفال وحتى المؤسسات الدولية الموجودة في قطاع غزة غير قادرين على تحديد عدد ضحايا انتهاكات العدوان بالنسبة للأطفال بشكلٍ دقيق، وعندما نتحدث عن عدد الشهداء فيكون العدد غير محسوم، بسبب الانتهاكات الهائلة؛ تكون الأعداد عبارة عن أرقامٍ تقديرية، ولكن يبقى الشئ الوحيد الواضح في الأمر أن «الأفعال الإسرائيلية الغاشمة طالت جميع حقوق الطفل الفلسطيني»، بدايةً من الحق في الحياة مرورًا بالحق في الصحة والتعليم وحتى البيت الآمن، كل هذه الحقوق البسيطة هي غير مضمونة بشكلٍ نهائي بالنسبة للطفل الفلسطيني.

الضحية الأولى
وتابع: جميع أطفال قطاع غزة بلا مسكن آمن، بلا طعام بلا ماء صالح للشرب، ينامون ويستيقظون على مدار 8 أشهر، وسط حرب ضروس بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعيشون في حالة من الرعب تحت القصف والطيران الحربي، الذي يستهدف كل بقعة في القطاع، وتبقى كل هذه الجرائم مضاعفة على الأطفال أكثر من غيرهم، فالكبار قد يتحملون بعض الصعاب لكن الطفل ليس شريك في كل ما يجري ولا يعلم شئ وليس لديه ذنب في كل ما يحدث؛ بالتالي « الطفل الفلسطيني هو الضحية الأولى» لهذا العدوان الهمجي على قطاع غزة.

واختتم “قرماز” حديثه، قائلًا: نحن كمؤسسة دفاع عن حقوق الأطفال لم نعد قادرين على توثيق كل الانتهاكات المتواصلة والمستمرة، فحاليا هدفنا مُنصب على نقل أصوات أطفال قطاع غزة للعالم، وإيصال رسائلهم من أجل العمل الفوري على وقف إطلاق النار والعدوان على غزة، ثم العمل العالمي الجماعي وإلزام الاحتلال بتوفير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، من المأكل والدواء والشراب والمأوي المناسب، ومن ثم يكون هناك تدخل ودعم نفسي واجتماعي لكل أطفال غزة، فهناك أكثر من مليون ومائة ألف طفل بالقطاع في حاجة إلى دعمٍ نفسي واجتماعي على مدار سنوات، حتى نستطيع تخليصهم من الأثار النفسية لهذا العدوان على الأطفال، وهذا يتطلب جهود جبارة وتقديم برامج لا تستطيع الهيئات المحلية في قطاع غزة عملها ولا تستطيع مؤسسة دولية وحدها عملها، وبالتالي هناك حاجة إلى تكاتف مجتمعي دولي؛ من أجل الوصول إلى ذلك.

كارثة إنسانية


ويلتقط طرف الخيط، الدكتور صلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني؛ ليوضح ماهي القوة الرادعة للاحتلال، وكيف يمكن حماية الأطفال، قائلًا: يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة ضد الإنسانية في حق الأطفال الفلسطينيين دون مراعاة قواعد القانون الدولي الإنساني التي كفل بحمايةٍ خاصة للأطفال واتفاقية حقوق الطفل التي تقضي بحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة وتحت الاحتلال، وقرارات مجلس الأمن القاضي بحماية الأطفال وجعل استهدافهم جريمة حرب، وإضافة إلى كل مواثيق حقوق الإنسان، ولكن مع ذلك إسرائيل جعلت استهداف الأطفال في عين العاصفة، وقتلت عن عمد حتى الآن 14360 طفلًا وإصابة ما يزيد على 30 ألف طفل؛ لتصبح نسبة الشهداء من الأطفال والنساء 70% من ضحايا الحرب.

وأضاف: الاحتلال جعل كل أطفال قطاع غزة في إعداد النازحين الذين يعانون فصول الإبادة الجماعية، فهو جعل من الأطفال أهدافًا عسكرية مشروعة وهناك تصريحات بذلك من قبل الاحتلال وقادته، ببتر بطون النساء وقتل الأطفال، وكل هذه انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية عدا أنها جعلت الأطفال يعيشون فصول كارثية جراء المجاعة التي فتكت بأرواح 36 من الأطفال مسجلين، بجانب العشرات الذي لم يتم تسجيلهم وتوثيق حالتهم، إضافة إلى ذلك يعيش جميع أطفال غزة في حالة من الترويع والإرهاب والصدمات النفسية، فهناك 17 ألف طفلًا لا زالوا بدون ذويهم حتى الآن، إضافة إلى فقدان آلاف الأطفال أطرافهم؛ جراء هذه الحرب التي استخدمت إسرائيل فيها أسلحة فتاكة ومحرمة دوليًا.

انتهاكات ممنهجة
وأكد “عبدالعاطي”، على أن يجب أن تخضع هذه الانتهاكات الإسرائيلية إلى مستوى مساءلة دولية، تبدأ بجعل إسرائيل على القائمة السوداء المنتهكة لحقوق الأطفال، والتي مرارًا وتكرارًا لم تلتزم الأمم المتحدة بوضعها عليها، ولكن آن الآوان لفعل ذلك فالانتهاكات ما زالت مستمرة، إضافة إلى لابد من التحرك إلى مساءلة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية على هذه الجرائم ومحاسبة كل المسئولين عنها، على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية، وتعزيز التضامن مع الأطفال وتقديم كل الدعم الذي يكفل حماية الأطفال في فلسطين كباقي أطفال العالم.

أنتهى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى