التاريخ:29 أغسطس 2021
بلاغ عاجل، لحثكم على التحرك الفوري، للضغط على سلطات الاحتلال لإلزامه بالسماح للأسيرة الفلسطينية “أنهار الديك” بالولادة بين أهلها وأسرتها.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، تهديكم عاطر تحياتها، وتقدر دوركم الإيجابي من أجل وضع حد لمعاناة الإنسان والإنسانية
وبالإشارة للموضوع أعلاه، اسمحوا لنا مخاطبكم مجدداً، لوضعكم في صورة الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها الأسيرة الحامل بالشهر التاسع والمتوقع ولادتها قيسرياً في أي لحظة “أنهار الديك” (25 عاماً)، من سكان بلدة كفر نعمة غربي رام الله، والتي اعتقلتها سلطات الاحتلال في شهر مارس/ آذار 2021، ويومها كانت حامل بالشهر الرابع، علماً بأن الأسيرة الأم والحامل المذكورة، هي واحدة من (11) أماً تحتجزهم سلطات الاحتلال في سجن الدامون، وتمنعهن من اللقاء بأبنائهم واحتضانهم.
ان الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ارسلت بلاغاً عاجل لجميع مؤسسات المجتمع الدولي من بينهم : المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن العنف ضد المرأة وأسبابه وعواقبه؛ المقرر الخاص بمسألة الاحتجاز التعسفي؛ المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة؛ الأمين العام للأمم المتحدة؛الأمين العام لمنظمة جامعة الدول العربية؛ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي؛ المفوضة السامية لحقوق الإنسان؛ مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ مدير بعثة الصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية .
بحسب المعطيات فإن الأسيرة الفلسطينية المذكورة تقترب من وضع حملها داخل سجون الاحتلال، وأنها مؤخراً تشكو من آلام مختلفة، ومن مخاوفها من الولادة القيصرية في ظروف غير طبيعية وغير إنسانية أبداً، سيما وأن إدارة السجون تنتهج سياسة الإهال الطبي، وأن السجون غير مهيأة للولادة وتربية الطفل؛ فظروف المعتقل سيئة للغاية، وسوف يصاب الطفل بالصرع، نتيجة العدّ والتفتيشات التعسفية، ودق الشبابيك ليلاً، عدا عن حالات الطوارئ واقتحام غرفة الأسر وغيرها من الممارسات الغير مشروعة.
أنهار، أمٌ لطفلة اسمها “جوليا”، دخلت الشهر التاسع من الحمل، وقد تداهمها آلام المخاض في أية لحظة. وهي تعاني اليوم من اكتئاب حمل (ثنائي القطب)، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وتحتاج لاهتمام ورعاية طبية خاصة، لا تتوفر في سجون الاحتلال.
ليست آلام الأسر والحمل وحدها التي تفتك بجسد الأسيرة الحامل أنهار، فآلام الفراق والاشتياق لأسرتها وطفلتها “جوليا” أشد وأقسى، وهو ما عبّرت عنه في رسالة مؤلمة بعثتها من سجن الدامون عبر محاميتها مؤخراً، والتي قالت فيها: “اشتقت “لجوليا” بشكل مش طبيعي، قلبي يوجعني عليها ونفسي أحضنها وأضمها لقلبي، الوجع بقلبي لا يمكن أن يكتب في سطور. شو أعمل إذا ولدت بعيد عنكم، وقيد السجان يداي وقدماي وأنا على سرير الولادة، أنتم تعرفون ما هي الولادة القيصرية. أنا كثير تعبانة وأصابني آلام حادة في الحوض، لهذا فإنني أطالب كل حر بأن يتحرك ويساعدني على الولادة بين أهلي وأسرتي.
تنظر الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، بقلق بالغ لاستمرار سياسة الاعتقال التعسفي، والتعذيب والمعاملة القاسية والاهمال الطبي التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين عموماً، والأسيرات الفلسطينيات على وجه الخصوص، والبالغ عددهن (40) سيدة وفتاة، بينهن (11) أماً بينهن الأسيرة الحامل على وشك الولادة قيصرياً “أنهار الديك” المذكورة.
وعليه وأمام كل هذه الانتهاكات لحق الأسيرات الفلسطينيات، فإننا إن نؤكد على أن سلطات الاحتلال تتنكر لحقهن في الحرية، الأمومة، الصحة، الحياة العائلية والأسرية، عدم جواز إخضاعهن للتعذيب أو المعاملة القاسية أو المهينة، بالإضافة لحقهن في المحاكمة العادلة …الخ، وعليه فإننا نتطلع لدوركم الإيجابي والفعال، لجهة الضغط على الاحتلال للسماح للأسيرة الفلسطينية لدى سلطات الاحتلال “أنهار الديك” بالولادة الآمنة بين أهلها وأسرتها، باعتبار ذلك حقاً إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً وفق مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ختاماً: نأمل منكم التحرك الفوري الآن، فالتهديد مستمر، الأسيرة المذكورة تتطلع لأن تلد في ظروف آمنة وطبيعية بين أسرتها.
