حشد : تحذر من انهيار وشيك للمنظومة الصحية والعلاجية في قطاع غزة
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تتابع بحذر وقلق شديدين الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، التي شهدت ومازالت تشهد تراجع وتدهور غير مسبوق بفعل الإجراءات غير الإنسانية المرتكبة قبل قوات دولة الاحتلال الحربي الإسرائيلي بهدف تشديد حصار القطاع، من ناحية أخري بفعل الإجراءات غير القانونية وغير الأخلاقية المتعاقبة التي شرعت بتنفيذها مؤسستي الحكومة والرئاسة الفلسطينية.ووفقا لمعلومات المتوفرة، فأن الوضع الصحي يعاني بشكل ملحوظ وكبير خاصة في الآونة الاخيرة وذلك بفعل الإجراءات التضييقية من قبل الحكومة في رام الله، حيث عمدت على انقاص كميات الأدوية والمستهلكات الطبية المرسلة إلى المشافي والعيادات الطبية في قطاع غزة، و تأثير أزمة الموظفين المهددين بالتقاعد المبكر فعل، مما يهدد بتراجع الخدمات الصحية التي تقدمها مشافي ت القطاع ومن بينها غسيل الكلى، وجراحة المفاصل، وجراحة القلب، والقسطرة القلبية.القطاع الصحي الفلسطيني، عاني بشدة نتيجة أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة، وسوف تزيد وتيرة هذه المعاناة خاصة في ظل التطبيق الفعلي لقرار تقليص مد قطاع غزة بالكهرباء عبر الخطوط الإسرائيلية، حيث أنه نفذت قوات الاحتلال الحرب الإسرائيلي، اليوم، وللمرة الثانية على التوالي، خلال فترة وجيزة و بصورة فعلية تقليص على خط الشعف المغذي لمحافظة غزة من 12 ميجاواط إلى 6 ميجاواط، كما تم تقليص خط رقم 8 المغذي لمحافظة خانيونس من 12 ميجاواط إلى 6 ميجاواط، وحاليا المتوفر من الكهرباء من الجانب “الإسرائيلي” هو 88 ميجاوات فقط.إن قطاع الصحة في غزة يعاني بالأساس من ضعف شديد في الإمكانيات الهيكلية والبشرية، ولا يستطيع أن يتعامل مع كثير من الحالات ولاسيما تلك المصابة بأمراض خطيرة كالسرطان وغيره، في ظل ذلك قامت وتعمدت دائرة العلاج في الخارج برمالله بإبطاء الرد ومعالجة طلبات العلاج في الخارج لمرضي قطاع غزة الراغبين والمجبرين على التنقل للعلاج في الخارج ، حيث أن 1720 طلب علاج في الخارج في الفترة السابقة لم يتم الرد عليها حتي الان ، في إجراء يعمق من تأثيرات الأزمة الحالية على المرضي الفلسطينيين الذين يدفعون أثمان الأزمة السياسية والانقسام والعقوبات التي فرضتها السلطة على قطاع غزة .
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ( حشد) إذ تحذر من انهيار وشيك للمنظومة الصحية في قطاع غزة، وّاذ تؤكد على مسئولية دولة الاحتلال الإسرائيلي الأساسية لتوفير كل ما من شأنه تسهيل وضمان حياة السكان في الإقليم المحتل، و إذ تعبر عن صدمتها تجاه حالة الصمت المطبق من كل الأطراف الفلسطينية حول الأزمات المتجددة التي يعاني منها قطاع غزة ومن بينها قطاع الصحة ، بفعل الحصار الإسرائيلي والإجراءات غير القانونية لمؤسستي الرئاسة و الحكومة الفلسطينية التي تعمق تداعيات الازمات الانسانية في قطاع غزة وبشكل خاص المنظومة الصحية والعلاجية ، فإنها تسجل وتطالب ما يلي:
حشد تؤكد أن الحصار وجرائم وإجراءات الاحتلال الاسرائيلي على مدار السنوات العشرة الأخيرة، أفضت إلى تراجع خطير في حالة حقوق الإنسان بقطاع غزة، وخاصة على المنظومة الصحية، ما يشكل مخالفة واضحة وصريحة لالتزامات دولة الاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
حشد تري أن الإجراءات التي قامت وتقوم بها الرئاسة والحكومة الفلسطينية المدفوعة بالانقسام بحق السكان في قطاع غزة وخاصة المرضي وذويهم في قطاع غزة، تعتبر بمثابة عقوبات جماعية غير أخلاقية وغير قانونية، وتخضع الحكومة الفلسطينية للمسائلة بموجب الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها، وبموجب القانون الأساسي الفلسطيني.
حشد تحمل الحكومة الفلسطينية المسؤولية القانونية جراء النتائج الكارثية لاستمرار الأزمات التي يعاني منها المواطنين في قطاع غزة بالذات قطاع الصحة، وتطالب الحكومة الفلسطينية بسرعة التدخل لإيجاد حلول نهائية لهذه الازمات، ما يضمن حق المرضي في توفير العلاج المناسب لهم.
حشد تدعو منظمة الصحة العالمية للتدخل العاجل من أجل الضغط على الجهات الفلسطينية لحثها على أخذ إجراءات حقيقية لتخفيف أزمات غزة وخاصة الازمات التي يعاني منها القطاع الصحي.
حشد تطالب المجتمع الدولي بكافة منظماته الإنسانية للتدخل العاجل من أجل الضغط على دولة الاحتلال لوقف سياساتها الممنهجة بحق سكان المدنيين في قطاع غزة ووقف الحصار المفروض عليه منذ أكثر من عشرة سنوات متواصلة، والوفاء بالالتزاماتها الاخلاقية والقانونية تجاه المدنيين في قطاع غزة، وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.</p>