حشد : الرد المناسب على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بناء استراتيجية فلسطينية جديدة تتجاوز الخلافات الداخلية وترتكز على استعادة الوحدة الوطني؟
واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تنفيذ إجراءاتها القمعية وجرائهما بشكل ممنهج ومخطط له بشكل مسبق وذلك بحق الالاف من المدنيين والمصلين والمتظاهرين الفلسطينيين، الذين تظاهروا بشكل سلمي لتعبير عن غضهم ورفضهم لاستمرار نصب القوات الاسرائيلية بوابات الكترونية عند مداخل المسجد الاقصى، وعرقلة حق المدنيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ورفضا للإجراءات السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي تهدف للسيطرة الفعلية على المسجد الأقصى والمدينة القديمة، وتطبيق مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
حيث أنه من ساعات ظهر اليوم الجمعة الموافق21 يوليو ( تموز) 2017 هاجمت القوات الحربية الإسرائيلية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، المتظاهرين من المدنيين الفلسطينيين في القدس و مدن متعددة من الضفة الغربية، وعلى الحدود الشرقية لقطاع غزة،، حيث هاجمتهم قوات الاحتلال الحربي والشرطة الإسرائيلية مستخدمه كل أنواع الأسلحة وبشكل مفرط، ما أدي – حتى لحظة إصدار البيان – إلى إصابة ما يقرب عن 400 مدني، واستشهاد ثلاثة مواطنين، من بينهم الطفل الفتى محمد محمود شرف ( 17 عاماً) الذي قتل في اعقاب قيام مستوطن بإطلاق الرصاص الحي عليه في منطقة راس العامود، وقد ترافق مع هذا الهجوم منع وعرقلة رجالات الصحافة من الإداء بمهامها وكذلك عرقلة وصول سيارات الإسعاف للمصابين، واعتقال المئات من بين المشاركين والمشاركات في هذه التظاهرات.</p><p dir=”RTL”>هذا ويذكر أن اليوم الجمعة، هو اليوم الثامن على التوالي الذي تستمر السلطات الإسرائيلية تطبيق إجراءاتها القمعية الجديدة في القدس، والتي بدأتها بإغلاق المسجد أمام المصلين الفلسطينيين واستمرت بنصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وذلك إلى جانب استمرار إجراءات إغلاق البلدة القديمة، ما قد صاحب هذه الاجراءات حالات اعتداء جسدية واعتقال واحتجاز عدد العشرات من القيادات الفلسطينية في القدس والمواطنين المدنيين الفلسطينيين، وتأتي هذه الإجراءات العسكرية و الحربية الإسرائيلية استكمالا لجملة الإجراءات والأعمال الإسرائيلية القائمة على تطبيق سياسة تهويد القدس والسيطرة المكانية على مسجد الأقصى، وحرمان أهلها من حقوقهم المكفولة بموجب القانون الدولي.</p><p dir=”RTL”>إن الجرائم الإسرائيلية، المرتكبة منذ ساعات ظهر اليوم حتى اللحظة، جعلت من هذا اليوم دموي بامتياز، وخاصة لجهة عدد المصابين والجرحى الذي ينذر أن عدد الضحايا والشهداء من بين المصابين والجرحى سوف يترفع، وذلك في ظل التوجهات الحربية الإسرائيلية التي تتيح لقواتها الحربية مهاجمة كل المدنيين المتظاهرين بكل ما يملكون من أسلحة، وبشكل مفرط وغير متناسب ولا ينسجم مع قواعد استخدام القوة المعروفة والمستقرة في القانون الدولي الإنساني.</p><p dir=”RTL”> كما أن الاجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس تعد انتهاكاً مباشراً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان المادة رقم (9) حيث تنص على “حرية ممارسة الدين أو المعتقد بشكل علني أو خاص، منفرد أو جماعي، وحرية التدين في العبادة والتدريس والممارسة والشعائر..” والعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية الصادر عن الأمم المتحدة لعام 1966. وكذلك انتهاك فاضح لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تضمن حرية المدنيين في العبادة والوصول إلى الامكان العبادة، وعدم عرقلة أو حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية.</p><p dir=”RTL”>الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ( حشد ) إذ تعبر عن استنكارها الشديد لتصعيد سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي لعدوانها على السكان المدنيين في مدينة القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، الذي يعتبر بمثابة جرائم و انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ، وإذ نؤكد على أن مدينة القدس، مدينة محتلة حربياً، فإنها :</p><p dir=”RTL”>حشد تري أن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتجاوز الخلاف السياسي الداخلي، وتجاوز وهم إمكانية العودة للمفاوضات مع حكومة يمينة متطرفة مشكلة من غلاه المستوطنين فلا يمكن الوصول لسلام عادل وشامل يضمن حقوق شعبنا دون بناء استراتيجية فلسطينية جديدة ترتكز على تدويل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتكثيف الجهود من أجل محاسبة قادة دولة الاحتلال على جرائمهم أمام المحافل الدولية، وعزل الاحتلال ومقاطعته، وتوفير حماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، باعتبار ذلك يمثل الرد المناسب سياسياً وطنيا على الاستخفاف الإسرائيلي المستمر بحقوق شعبنا ودماء ومقدساته.</p><p dir=”RTL”>حشد تؤكد أن حالة الصمت الدولية والعربية التي تعتبر بمثابة ضوء أخضر للاحتلال للاستمرار في جرائمه في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، كما وتعتبرها تتساوق مع الدعاية الإسرائيلية الهادفة الي خلط نضال الفلسطينيين ومقاومتهم المشروعة بالإرهاب ، وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية وبشكل خاص في مدينة القدس.</p><p dir=”RTL”>حشد تجدد دعوتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية تحمل مسؤولياتها في التدخل الجاد والفعلي لمواجهة أي تقاعس أو تقصير من أي جهة فلسطينية في طرح مسألة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في القدس والضفة الغربية، على جدول أعمال مجلس الامن ومجلس حقوق الإنسان الدولي، بما في ذلك التحرك العاجل للدعوة لعقد دورة استثنائية للمجلس، واحالة جرائم الاحتلال لمحكمة الجنائيات الدولية واستخدام كافة الاليات الدبلوماسية والقانونية لأدانه ومحاسبة وعزل ومقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي ، وتعزيز صمود المواطنين في مدنية القدس .</p><p dir=”RTL”>حشد تطالب المجتمعالدولي ومنظمة الأمم المتحدة بكافة هيئاتها المعنية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكافة المنظمات الإقليمية والعربية، التوقف عن مؤامرة الصمت، والامتثال لواجباتهم الاخلاقية والقانونية الدولية والعمل الجاد والحقيقي من أجل إجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص مدينة القدس</p><p dir=”RTL” align=”center”>حشد تدعو الدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لضرورة القيام بواجباتها القانونية في الضغط على دولة الاحتلال لضمان احترامها لالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.</p>