
حشد تصدر ورقة حقائق بعنوان “الإبادة الصحية في غزة” نظام طبي تحت أنقاض العدوان
التاريخ : 25 مارس 2025
خبر صحافي
حشد تصدر ورقة حقائق بعنوان “الإبادة الصحية في غزة” نظام طبي تحت أنقاض العدوان
أصدرت الهيئة الدولية “حشد” ورقة حقائق بعنوان ” الابادة الصحية في قطاع غزة ” اعداد المحامية رنا هديب تسلط الضوء على حجم الدمار الذي لحق بالقطاع الصحي في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي، وسط استمرار استهداف المرافق الطبية والكوادر الصحية، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، مما ينذر بحدوث “إبادة صحية” بحق السكان المدنيين.
استهداف المرافق الصحية وانهيار النظام الطبي
منذ بدء العدوان، استهدفت إسرائيل المستشفيات والمراكز الطبية بشكل مباشر، ما أدى إلى تدمير 34 مستشفى من أصل 38، بما في ذلك المستشفيات الحكومية والأهلية، وتضرر البقية بشكل جزئي مما أدى إلى عملها بقدرات محدودة. كما دمرت 8 مراكز رعاية أولية من أصل 14، مما أثر بشكل كبير على مرضى الأمراض المزمنة وزاد من مضاعفات الحالات الحرجة، خاصة مع نقص الأدوية والمعدات الطبية.
ضحايا القطاع الصحي
أسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 1000 من الكوادر الطبية، بينهم أطباء ومسعفون وممرضون، بالإضافة إلى اعتقال 360 آخرين، كان آخرهم د. حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، الذي اعتقلته قوات الاحتلال بعد اقتحام المستشفى. كما تم استهداف عائلات بعض الكوادر الطبية، ما شكل ضغطًا نفسيًا هائلًا على العاملين في المجال الصحي.
استهداف سيارات الإسعاف والخدمات الطبية
لم تسلم سيارات الإسعاف من الاستهداف الإسرائيلي، حيث تم تدمير 140 سيارة إسعاف، ما أدى إلى شلل كبير في قدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ، خاصة مع استمرار القصف واستهداف الطواقم أثناء تأدية مهامهم.
نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية
تسبب الحصار المفروض على القطاع واستمرار إغلاق المعابر في نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث يمنع الاحتلال دخول الإمدادات الضرورية، ما أدى إلى نفاد مخزون الوقود والأكسجين اللازم لتشغيل المستشفيات. ووفقًا لوزارة الصحة، فإن 70% من المساعدات الطبية التي يُسمح بدخولها غير صالحة للاستعمال ولا تلبّي الحد الأدنى من احتياجات القطاع الصحي، مما زاد من تدهور الأوضاع الصحية.
استهداف كليات الطب والكوادر المستقبلية
لم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي على المستشفيات، بل امتد إلى تدمير كليات الطب، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 3500 طالب وطالبة من تخصصات الطب والتمريض، مما يهدد مستقبل القطاع الصحي ويؤدي إلى نقص حاد في الكوادر المؤهلة خلال السنوات المقبلة.
انعدام الأمن الصحي وسط استمرار العدوان
مع استمرار القصف وإغلاق المعابر، يواجه 350 ألف مريض مزمن صعوبات بالغة في الحصول على الرعاية الصحية، في حين ينتظر نحو 15 ألف مريض ومصاب دورهم في الإجلاء الطبي للعلاج خارج غزة، مما يزيد من حالات الوفيات نتيجة التأخير في تلقي العلاج.
تدمير البنية التحتية الصحية وانعدام الخدمات الأساسية
تسببت الحرب في دمار واسع للبنية التحتية الصحية، مما أدى إلى توقف العديد من الخدمات الطبية الأساسية، خاصة مع أزمة المياه وانقطاع الكهرباء المتكرر، حيث تعطلت أجهزة العناية المركزة وغسيل الكلى، مما عرض حياة آلاف المرضى للخطر. كما أدى نقص المياه إلى انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال الحاد، مما زاد من الضغط على المستشفيات المتبقية.
الخسائر الاقتصادية للقطاع الصحي
تُقدر خسائر القطاع الطبي في غزة بنحو مليار دولار، نتيجة لتدمير المستشفيات والمعدات الطبية، مما يجعل إعادة بناء النظام الصحي تحديًا هائلًا في ظل استمرار الحصار والقيود المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
أزمة الأونروا وتأثيرها على الخدمات الصحية
كانت الأونروا تدير 65 مركزًا صحيًا قبل العدوان، إلا أنها تواجه أزمة مالية حادة بعد سحب التمويل الدولي خلال الحرب، مما زاد من ضعف خدمات الرعاية الصحية الأولية، وترك مئات الآلاف من اللاجئين دون رعاية طبية مناسبة.
استمرار القتل بعد اتفاق وقف إطلاق النار
على الرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، استمرت إسرائيل في استهداف المدنيين، حيث استشهد منذ ذلك الحين ما يقارب 760 شخصًا، فيما لا تزال المعابر مغلقة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية في القطاع.
إبادة صحية ممنهجة
تؤكد ورقة الحقائق أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة ممنهجة لتدمير النظام الصحي في غزة، من خلال استهداف المستشفيات والكوادر الطبية، ومنع دخول الإمدادات، وحرمان السكان من الرعاية الصحية، مما يجعل القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.