ورقة بحثية بعنوان: “سبل تعزيز حركة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية”
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)
دائرة السياسات والأبحاث
ورقة بحثية بعنوان:
“سبل تعزيز حركة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية”
إعداد:
رنا ماجد هديب
i. مقدمة:
لم تكن فلسطين يوما قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل كانت لها أهميتها في النضال العربي ضد الامبريالية الغربية، مما جعلها قضية العرب المركزية في إطار الكفاح العربي من أجل تقرير المصير والحداثة ولكسر أغلال التبعية للغرب على الصعيد الاقتصادي والسياسي وهذا هو السبب الذي دفع العديد من مجتمعات مرحلة ما بعد الاستعمار أن تنظر وتتضامن مع القضية الفلسطينية باعتبارها كفاح من أجل المستقبل المأمول ولكن اليوم لم تعد فلسطين كما كانت ايقونة العرب الا في عيون القلائل، لتصبح القضية الفلسطينية التي كان الاهتمام بها كقضية محورية ومركزية هو الهم المشترك للعرب والمسلمين لدهر طويل، غير مطروحة على اجندة المنتفضين، فانكفاء العالم بشكل عام عن القضايا الكبرى وانغماسه في قضايا الحريات الداخلية وصياغة الدساتير والانشغال الإقليمي بعد انكسار موجة الربيع العربي كان له أثر خطير على القضية الفلسطينية وموقعها ومكانتها، ليأتي هذا اليوم، يوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر والذي اتخذته الأمم المتحدة يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني للتذكير بحقيقة معاناة الشعب الواقع تحت الاحتلال والحصار والتشريد، وبأهمية تحمل مسؤولياته كافة، والقضية الفلسطينية تشهد فتور في الساحات العربية وتحفظ على التعامل معها وعلى دعمها، كما لم تشهده يوماً بل إن الفتور وصل إلى حركات التضامن العالمية التي كانت تبدو، حتى وقت قريب، بأنّها فاعل أساسي في الشأن الفلسطيني، والتي كانت قد قدمت شهداء على أرض فلسطين تضامناً معها، لكن اليوم لا تكاد تلمح لها تواجداً.