
تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الوحشية والتجويع لسكان غزة بدعم وغطاء أمريكي
التاريخ : 8 يوينو 2025
بيان صحفي
تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الوحشية والتجويع لسكان غزة بدعم وغطاء أمريكي
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” : في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون حول العالم بعيد الاضحى المبارك , تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها العسكري ارتكاب ابشع جرائم الابادة والمجازر الوحشية بحق المدنيين في قطاع غزة لأكثر من 610 يوم على التوالي ، وبدعم وشراكة امريكية، تجلى اخرها باستخدام حق النقض “فيتو” ضد مشروع قرار يقضي بوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، بما يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة ارتكاب الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين عدا عن مواصلة تصدير السلاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات كبديل لعمل المنظمات الدولية الإنسانية، وفرض عقوبات علي اربعة قضاه في المحكمة الجنائية الدولية وتبني المقاربة الإسرائيلية بما يقطع الطريق علي الجهود الدولية لضمان وقف العدوان الإسرائيلي وتدفق المساعدات الإنسانية وكسر الآمال في حماية الامن والسلم الإقليمي والدولي .
وبحسب متابعة الهيئة ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية فقد وثق استشهاد (213 ) مواطناً،و إصابة (697)خلال الساعات ال48 ساعة الماضية خلال اليوم الاول والثاني من عيد الأضحى المبارك ، وذلك اثر مواصلة قوات الاحتلال تصعيد اعتداءاتها وقصفها المدفعي والجوي لمناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة في شمال القطاع ومدينة خانيونس ، وخلال يومي العيد سجل مقتل 13 شهيد واصابة 100 اخرين، إثر استهداف المدنيين المجوعين امام مراكز توزيع مساعدات في رفح، جنوب قطاع غزة ما يرفع حصيلة الضحايا الإجمالية لهذه المراكز حتى تاريخ اليوم إلى( 116) شهيداً و (1000 ) مصاباً، وتسعة مفقودين وذلك منذ بدء تشغيل مراكز توزيع المساعدات بجوار النقاط العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 27 مايو 2025.
ويجدر الاشارة الى ان (41) شهيدًا كانو قد استشهدوا اول ايام عيد الأضحى بينهم أطباء ومهندسون وأكاديميون وأطفال، في مجزرة ارتكبها الاحتلال باستهداف منزلًا لعائلة خضر في منطقة الجرن في جباليا البلد شمال غزة في جريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية وجريمة تطهير عرقي متعمدة تهدف إلى اقتلاع العائلات الفلسطينية من السجل المدني. وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023م حتى اليوم لأكثر من ( 54,880 ) شهيد 70% منهم من الأطفال والنساء، فيما بلغ عدد المصابين الذين وصلوا المستشفيات ( 126,227 ) مصاب ومن مجمل تلك الحصيلة ( 4600 ) شهيد وما يقارب (13,793 ) مصاب وذلك منذ استئناف حرب الابادة الجماعية في الثامن عشر – مارس -2025 فيما لا زال الالاف من الشهداء المفقودين تحت الركام اضافة الى ان حصيلة الشهداء مهددة بالارتفاع بسبب خروج جميع مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، فيما تعاني المنظومة الصحية من الانهيار جراء منع دخول المستلزمات الطبية والادوية ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية والصحية ويهدد حياة الالاف من المرضي والجرحى.
الهيئة الدولية “حشد ” تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي استخدام التجويع كأداة حرب ضد سكان قطاع غزة وسط اصرار على عرقلة دخول المساعدات الانسانية لأكثر من ( 95 ) يوماً ، واقتصارها مؤخرا على ادخال مساعدات بكميات محدودة لا تغطي سوى اقل من 1% من الاحتياجات اليومية متمثلة بنوع واحد من المساعدات الغذائية التي لا تلبي احتياجات المواطنين من غذاء في حين لا تزال تمنع ادخال المستلزمات الطبية والانسانية العاجلة من مكملات غذائية وطبية بالإضافة الى المياه والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات والبلديات حيث وبحسب مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ( OCHA) ) فإن قطاع غزة بات يعد المكان الاكثر جوعاً على وجه الارض حيث اصبح نحو 100 % من سكان قطاع غزة يعانون من خطر المجاعة الحادة والكارثية.
الهيئة الدولية “حشد”: تحذر من انهيار البنية التحتية لبنوك الدم بفعل الحصار ومنع الاحتلال إدخال المستلزمات الحيوية. حيث باتت المستشفيات مؤخرا تعاني من أزمة حادة في عدم توفر وحدات الدم، اثر انتشار امراض سوء التغذية الذي يعاني منه المتبرعون، مما يهدد حياة المصابين.
الهيئة الدولية “حشد ” تستنكر بأشد العبارات قيام العصابات المسلحة المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على شاحنات المساعدات الانسانية واطلاق النار على سائقيها والتي اسفرت عن مقتل سائق وإصابة اخر بجروح بالغة على شارع صلاح الدين- دير البلح ، كما ان اعتراف المسؤولين الإسرائيليين بدعم تشكيل عصابي في شرق مدينة رفح بالأسلحة يكشف مخطط الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدف لنشر الفوضى وتعميق حالة المجاعة والانهيار الامني الداخلي وتفكيك السلم الأهلي، ويظهر ذلك جلياً بقيام قوات الاحتلال بتوفير دعم عسكري وغطاء ناري كثيف لحماية هذه العصابات اثناء سرقة المساعدات والاعتداءات علي المواطنين، حيث تواصل قوات الاحتلال استهداف قوات الشرطة وفرق تامين المساعدات الانسانية، الامر الذي تسبب في مقتل واستشهاد (408 ) شخص من عمال الاغاثة والمساعدات واكثر من ( 754 ) عنصر من عناصر تأمين المساعدات، فيما اصيب ( 80 ) سائقاً عدا عن تعطل حوالي (212 ) شاحنة اغاثة.
الهيئة الدولية “حشد” في سياق السياسات الاسرائيلية المتواصلة للتهجير القسري لا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تصدر اوامر الاخلاء القسري المتكررة لكل سكان شمال قطاع غزة ومدينة خانيونس وكافة المناطق السكنية شرق القطاع ودفع السكان الي ثلاثة فقاعات إنسانية غرب مدينة غزة والمنطقة الوسطي ومنطقة المواصي في خانيونس حتى بات النازحون يتكدسون في تلك المناطق بالشوارع والطرقات بدون خيام او مراكز إيواء يعيشون في ظروف كارثية لا انسانية في ظل نقص الخدمات وشح المياه والغداء، وتهدف هذه الجرائم الي تغيير الواقع السكاني والجغرافي داخل القطاع، حيث اصبحت نحو 80 % من اجمالي مساحة قطاع غزة يسيطر عليها الاحتلال الاسرائيلي اما عبر الاحتلال العسكري والسيطرة المباشرة او عبر تصنيفها كمناطق حمراء محظورة يمنع السكان من الوصول لها ضمن مخطط اوسع لجعل القطاع غير صالح للحياة ودفع الفلسطينين للهجرة القسرية خارجه في انتهاك فضح لمبادئ القانون الدولي الانساني والاتفاقيات الدولية .
الهيئة الدولية “حشد”: يواصل الاحتلال استهداف الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف و يتعمد إيقاف منظومة الدفاع المدني كليًا عن العمل من خلال تكرار الاستهداف للأطقم الإنسانية اثناء تأديتهم لمهامهم الانسانية والتي كان اخرها استهداف الملازم أول وليد عادل البطش، احد افراد الدفاع المدني وذلك باستهداف إسرائيلي لمنزله في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وتأتي هذه الجرائم في سياق السياسة الممنهجة لتدمير المنظومة الصحية ومنظومة الدفاع المدني حيث ادت سياسات الاحتلال الى خروج 75% من مركبات الدفاع المدني عن الخدمة واستشهاد 118 من افراد الدفاع المدني ، و1460 من العاملين في القطاع الصحي ، عدا عن تدمير 36 مستشفى و (81 ) مركزاً صحياً واخراجهم عن الخدمة و( 144 ) سيارة اسعاف ، فيما تواصل قوات الاحتلال عرقلة وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني لاجلاء الشهداء والمصابين.
الهيئة الدولية “حشد” تعرب عن بالغ قلقها حول مصير النشطاء المتواجدين علي متن سفينة كسر الحصار “مادلين ” التي انطلقت رحلتها من السواحل الإيطالية والتي تحمل معها بعض المساعدات الإنسانية وتقل (12 ) ناشطاً دولياً بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة ورفضا لاستمرار جريمة الإبادة والتجويع، وإذ تعبر عن استنكارها وقلقها ازاء تصريحات وتهديدات الاحتلال للنشطاء والتي تهدد باعتقالهم وتحويل السفينة الي ميناء اسدود لمنع وصولها للمياه الإقليمية الفلسطينية وشاطئ غزة، الامر الذي يعكس العقلية الاجرامية و عدم الاكتراث بقواعد القانون الدولي، ويعكس الاصرار الإسرائيلي علي مواصلة عزل وحصار القطاع وتجويع سكانه ومواصلة ارتكاب جرائم الإبادة بحقهم عدا عن منع ادخال الشهود من النشطاء المتضامين والصحفيين الأجانب .
الهيئة الدولية “حشد ” : في خطوة تعد الاكثر خطورة من نوعها منذ ثلاثون عاماً صداق دولة الاحتلال على تحويل نحو (22 ) بؤرة استيطانية غير شرعية الى مستوطنات معترف بها رسمياً في انحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، حيث يهدف المخطط لإقامة ( 4 ) مستعمرات جديدة في محافظة رام الله وجنين والخليل بالإضافة الى مستعمرتين في منطقة نابلس و (3 ) في اريحا والاغوار و مستعمرة واحدة في القدس المحتلة في خطوة تعُد بمثابة تصعيد خطير واسع النطاق وممنهج يهدف الى اعادة تشكيل الخارطة الجغرافية، تمهد فعلي لعملية ضم الضفة الغربية بدون سكان وتكريس منظومة الاستعمار الاستيطاني الغير قانوني والذي يعد اعتداء سافر وتمرد صريح على قواعد القانون الدولي الانساني وقرارات الشرعية الدولية والتي كان اخرها القرار رقم ( 2334 ) الصادر من مجلس الامن عام 2016 واكد فيه على عدم شرعية كافة الانشطة الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
الهيئة الدولية “حشد”: تدين الموقف المشين والمتكرر من قبل الولايات المتحدة الامريكية واستخدامها لحق النقض ( الفيتو ) ضد مشروع القرار الجديد في مجلس الامن الدولي المطالب بوقف اطلاق النار الفوري في غزة وضمان تدفق المساعدات الانسانية دون عوائق، رغم دعم (14 ) عضواً من اصل (15 ) صوت لصالح القرار، ما يعكس الشراكة والانحياز الامريكي الفاضح لدولة الاحتلال الاسرائيلي، ويشكل غطاء لمواصلة جريمة الابادة الجماعية وتقويض لأسس القانون الدولي.
الهيئة الدولية “حشد” : تستنكر وبشدة فرض عقوبات تعسفية على قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من قبل الولايات المتحدة الامريكية، في جريمة انكار للعدالة تهدف الى تقويض عمل المحكمة ومنعها من ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين في تكريس لشريعة الغاب وسياسة الافلات من العقاب.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”: اذ تدين استمرار حالة التؤطؤ و العجز الدولي والتقاعس عن مواجهة جرائم الإبادة والتجويع والعدوان المتواصل في غزة وباقي الجرائم المتصاعدة التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينين في الضفة الغربية والقدس والتي ترقي لمستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، واذ تحمل سلطات الاحتلال الاسرائيلي والادارة الامريكية المسؤولية الكاملة عن جميع الجرائم والانتهاكات المستمرة والتي تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الانساني واتفاقية منع الابادة الجماعية 1948 وميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية وقرارات مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية.
واذ تؤكد علي ان صمت المجتمع الدولي وعجزة عن وقف جرائم الإبادة الجماعية عدا عن كونه اهدار لقيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي وقبول بشريعة الغاب، فانه بات يرقي الي مستوي جريمة الامتناع عن القيام بالواجبات القانونية والأخلاقية والإنسانية، فحماية الإنسانية والقانون الدولي لن يتحقق بالاكتفاء بالإدانة والبيانات وإنما عبر تداخلات إنسانية حددها قواعد القانون الدولي الإنساني والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والتي تتطلب التدخل الإنساني الجبري لحماية المدنيين الفلسطينيين،
وعليه تسجل وتطالب الهيئة الدولية “حشد” بما يلي:
- الهيئة الدولية “حشد” : تدعو المجتمع الدولي والدول الموقعة على اتفاقيات منع الابادة الجماعية واتفاقية جينيف الى اتخاذ تدابير فورية وعاجلة ملزمة بوقف جريمة الابادة وضمان تدفق المساعدات الانسانية والطبية العاجلة دون شرط او قيد وتحت اشراف الامم المتحدة والغاء الالية الأميركية – الاسرائيلية الغير قانونية والغير اخلاقية لتوزيع المساعدات .
- الهيئة الدولية “حشد”: تطالب دول العالم بمقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها بما في ذلك حظر تصدير السلاح ومحاسبة قادتها السياسيين والعسكريين أمام المحاكم الدولية ودعم عمل محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية.
- الهيئة الدولية “حشد”: تطالب بتوفير الحماية الدولية الفورية لسكان قطاع غزة عبر آليات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعبر صيغة متحدين من اجل السلام لضمان تشكيل تحالف دولي انساني وقوة حفظ السلام في اطار رؤية لأنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، لضمان حماية المدنيين والمنشاءات المدنية وتوفير مناطق وممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية.
- الهيئة الدولية “حشد”: تطالب بالعمل علي تمكين الأونروا وباقي المنظمات الإنسانية من أداء مهامها دون قيود او عراقيل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حماية العاملين فيها وباقي العاملين في المجال الإنساني.
- الهيئة الدولية “حشد” : تطالب المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في الولايات المتحدة بالتحرك امام القضاء الامريكي والقضاء الدولي لملاحقة الأمريكيين المسؤولين والمشاركين في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين وخاصة الشركات الأمريكية المسؤولة عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية .
- الهيئة الدولية “حشد”* تدعو احرار العالم لمواصلة الجهود والتحركات الشعبية للضغط علي الدول الثالثة للقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية لوقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وانهاء الاحتلال الإسرائيلي وتفكيك منظومة الاستعمار الاستبطاني العنصرية.
انتهى