الهيئة الدولية (حشد) تُقدم مذكرة إحاطة حول مجمل جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 400 على قطاع غزة
التاريخ: 10 نوفمبر 2024م
خبر صحافي
الهيئة الدولية (حشد) تُقدم مذكرة إحاطة حول مجمل جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 400 على قطاع غزة
طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” بسرعة التدخل الإنساني الفوري والعاجل لضمان وقف حرب الإبادة الجماعية في غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية وفتح تحقيق في هذه الجرائم والحرب بحق المدنيين والأعيان المدنية بما يحقق محاسبة لقادة الاحتلال، كما دعت لاتخاذ الإجراءات والتدابير العملية التي تقضي إلى احترام القانون الدولي الانساني وحقوق الإنسان والعمل على انهاء الاحتلال وتوفير الحماية للمدنيين وإحقاق الحقوق المشروعة للفلسطينيين الغير قابلة للتصرف.
جاء ذلك خلال مذكرة الإحاطة التي وجهتها الهيئة إلى كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة
أعضاء مجلس الأمن، أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، مجلس حقوق الإنسان، لجنة تقصي الحقائق الأممية، محكمة العدل الدولية، المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، المقرر الخاص بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد البرلماني الدولي، البرلمان الأوروبي، الاتحاد الأفريقي، اتحاد دول امريكا اللاتينية، الاتحاد الروسي، جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكدت الهيئة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا زال حربه مستمرة على المدنيين لليوم الـ400 على التوالي حيث ارتكبت ولا زالت أخطر الجرائم والفظائع من جرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الانسانية منتهكة كل قواعد القانون الدولي الإنساني وكافة الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الانسان.
واستعرضت الهيئة الدولية “حشد” صورة جرائم الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وباقي الانتهاكات التي يتعرض لها قطاع غزة في حربه غير مشروعة على القطاع، حيث شنت سلطات الاحتلال الحربي وما تزال عدواناً برياً وجوياً وبحرياً على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم 2023م. والمتواصل حتى الشهر الرابع عشر والذي اسفر حتى اللحظة عن حصيلة ( 53,798 ) شهيدا ومفقوداً و ( 102،765) مصاباً، كما وتسبب العدوان الى نزوح قسري لقرابة 2,2 مليون مواطن بشكل قسري من بيوتهم جراء القصف العشوائي وارتكاب المجازر وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها باستخدام اسلحة محرمة دولياً عدا عن تدمير كافة مقومات الحياة لاسيما في شمال القطاع على مرأى ومسمع العالم بأسره في ظل عجز دولي فاضح ودعم امريكي وتواطؤ اوروبي من الدول ذات الخلفية الاستعمارية والتي منحت الاحتلال الضوء الأخضر في استمرار ارتكابها المزيد من فصول جرائم الابادة
وقدمت أبرز فصول الانتهاكات المرتكبة في قطاع غزة لليوم الـ 400 على التوالي وأبرزها:
أولاً: استهداف المدنيين “القتل العمد” تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على القطاع قتل وإصابة أكبر عدد من المدنيين حيث قصفت المنازل ومراكز الإيواء فوق رؤوس ساكنيها وتعمدت قصف الأماكن المزدحمة بالسكان والمدنيين فيما اتخذت اسلوب القصف العشوائي، وتمثلت انماط ذلك في استهداف وقتل النساء والأطفال حيث شكل عدد الضحايا من الأطفال والنساء (70%) حيث قتلت قوات الاحتلال أكثر من ( 17,385) طفل منذ بدء العدوان على قطاع غزة فيما وثق قتل (209) طفلاً رضيعاً ولدوا واستشهدوا خلال الحرب و(825) طفل استشهد وعمره اقل من عام اضافة للآلاف من المفقودين تحت الركام ، فيما قتلت قوات الاحتلال ما يقارب (11,891) سيدة فيما وثق (20,000) سيدة تعرضت لجروح ادت لإعاقة حركية ستلازمها مدى الحياة
وتعرض قرابة مليون ونصف طفل وسيدة للنزوح القسري مع عائلاتهم بعد فقدانهم لمنازلهم وهم يعيشون الآن تحت ظروف مجاعة وكارثة انسانية صعبة للغاية فبحسب منظمة يونسيف هناك 1 من كل 6 أطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحادة فيما تم توثيق مقتل (38) طفلا نتيجة الجوع ونقص الغذاء فيما العشرات من الأطفال والنساء توفي جراء المجاعة والأمراض.
ثانياً: استهداف الطواقم الطبية: حيث وصلت حصيلة الشهداء من مقدمي الخدمات الصحية إلى (1054) شهيداً، فيما اعتقلت قواته الكوادر الطبية في كل حصار لمستشفى وعملت على تعذيبهم والتنكيل بهم حيث وصلت حصيلة المعتقلين من الأطباء حتى اللحظة (310) معتقلاً، فيما أعاقت قواته عمل الإسعافات والطواقم الطبية من خلال عدم تمكينهم من اسعاف الجرحى وانتشال الشهداء، ووقفهم عن العمل وبشكل قسري في شمال وعبر قصف سيارات الاسعاف بشكل متعمد في مخالفة منها لاتفاقية جينيف الرابعة لاسيما المادة (16).
ثالثاً: استهداف الصحفيين لم يسلم الصحفيون والعاملين في قطاع الإعلام من استهداف الاحتلال الإسرائيلي، حيث قتلت قوات الاحتلال (188) صحفياً وصحفية، وإصابة (398) واعتقلت (38) صحفياً ممن عرفت أسماءهم بخرق واضح لكل الضمانات والحماية التي كفلتها القوانين الدولية لهم
رابعاً: استهداف العاملين في مجال الحقوق: وبلغ عدد المحاميين الذين استشهدوا خلال العدوان على القطاع (180) شهيداً ما بين محامي مزاول وغير مزاول ومتدرب.
خامساً: استهداف رجال الشرطة: استهدفت إسرائيل مقرات الشرطة وأفرادها من أجل العمل على نشر الفوضى في المجتمع الفلسطيني حيث قامت باستهداف كافة مقرات الشرطة بما فيها مقرات الوزارات المدنية التي كانت تقدم الخدمات المدنية للأفراد، حيث بلغت نسبة الوزارات المدمرة (14) وزارة بدون مراكز الشرطة بلغ عدد الشهداء من منتسبي الشرطة أكثر من (700) شهيد.
سادساً: استهداف فرق الإنقاذ: قتلت قوات الاحتلال منذ بدء العدوان (88) عامل من الدفاع المدني ، فيما عرقلة عمل أطقم الدفاع المدني ودمرت معظم عربات الإنقاذ ومنعت تماماً عملهم في شمال القطاع الذي يتعرض لعمليات ابادة بالغة الوحشية.
سابعاً: المجازر الجماعية في مراكز الإيواء: ارتكبت قوات الاحتلال منذ بدء العدوان (3,798) مجزرة بحق العائلات المدنية فيما دمرت (212) مركزاً للإيواء فوق رؤوس ساكنيها وقصف عشرات الخيام التي احترقت فيها جثامين الشهداء .
ثامناً: صعوبة حالات الجرحى والمرضى: سجلت وزارة الصحة أكثر من (35,000) مريض مزمن في خطر بسبب منع ادخال الادوية فيما سجل (12,000) جريح بحاجة للعلاج والسفر ، واكثر من (3,000) مريض بأمراض مختلفة بحاجة للعلاج بالخارج و (12,500) مصاب بالسرطان بحاجة للعلاج في ظل منع قوات الاحتلال سفرهم للعلاج عبر منعها وتشديدها للتنسيقات لاسيما بعد احتلالها لمعبر رفح البري، وفيما تم رصد الالاف من حالات الوفاة جراء نقص الخدمات الطبية والأمراض والمجاعة والذين لم يتم تسجيلهم كضحايا لحرب الإبادة الجماعية.
تاسعاً: المفقودين: بلغ عدد المفقودين حتى اللحظة أكثر من(15،000) مفقود بينهم جثث متحللة لا زالت تحت ركام المنازل وفي الطرقات .
عاشراً: سياسة التجويع: استخدمت قوات الاحتلال التجويع سلاحاً في حربها على غزة حيث سارعت قوات الاحتلال ومنذ بداية الحرب الى فرض حصار شامل على القطاع حيث اغلقت جميع المعابر ومنعت وعرقلت عمليات دخول المساعدات الانسانية الغذائية والطبية ، ودمرت كل المصادر المحلية للغذاء والمخابز والاراضي الزراعية حيث تسببت ممارسات الاحتلال تلك الى تراجع الامن الغذائي حيث صنفت منظمة الصحة العالمية اكثر من نصف مليون انسان في قطاع غزة بانهم في وضع كارثي جراء الجوع ونقص الغذاء الحاد فيما اعلنت منظمة يونسيف ان 1 من كل 6 اطفال دون سن الثانية في القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد منهم 3% يعانون من هزال شديد ، فيما لاتزال المجاعة الحادة تتنشر في قطاع غزة في اوساط النازحين.
حادي عشر: التهجير القسري للمدنيين: شكل التهجير القسري أبرز الانتهاكات خلال العدوان على القطاع حيث ارتكبت قوات الاحتلال كافة أنماط الانتهاكات وصولاً منها لدفع السكان للنزوح القسري المتكرر حيث اضطر المواطنين نتيجة المجازر والقصف العشوائي نسف الأحياء السكنية وسياسة التجويع على الفرار من منازلهم بحثاً عن أماكن أكثر أمناً، ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة فإن حوالي 11% فقط من قطاع غزة لم يخضع لأوامر الإخلاء حتى نهاية أغسطس من العام الحالي، فيما خضع قرابة 90% من سكان القطاع لأوامر الإخلاء القسري ومعظمهم نزح لعدة مرات، فيما غادر القطاع قرابة 160 ألف مواطن بشكل قسري جراء حرب الإبادة الجماعية، التي واصل الاحتلال فيها تدمير قطاع غزة وتقليص المساحة الأمنة.
ثاني عشر: تدمير الممتلكات والمنشئات المدنية: حيث دمرت قوات الاحتلال (150,000) وحدة سكنية بشكل كلي فيما دمرت (80,000) بشكل غير صالح للسكن و(200,000) وحدة سكنية بشكل جزئي بواقع 86% من منازل المواطنين في قطاع غزة، كما اتخذ الاحتلال الإسرائيلي ومنذ بداية عدوانه المدارس أهدافا رئيسية لنيرانه حيث تصاعدت وتيرة قصف المدارس لتصبح شبه يومية حيث ارتكبت عشرات المجازر بداخلها نجم عنها الآف الضحايا، لاسيما أنها أصبحت ملاجئ مكتظة بالنازحين وبحسب الاحصائيات فقد تعرضت (377) مدرسة و(112) مبنى جامعياً ومعهداً للدراسات العليا في القطاع إلى التدمير الكلي أو أضرار بالغة أو جزئية، واستشهد في الغارات الاسرائيلية ما يقارب (١٢) ألف طالب مدرسي و(650 ) طالب جامعي و( 750 ) من المعلمين في المدارس وأساتذة الجامعات، فيما أصيب ( 2500) فيما سببت أزمة النزوح واتخاذ المدارس ملاجئ لانهيار النظام التعليمي وحرمان (630,000) طالب مدرسي و(88,000 ) طالب جامعي من الالتحاق ببرامجهم التعليمية للعام الثاني على التوالي، فيما دمر الاحتلال الإسرائيلي (814) مسجداً بشكل كلي و(148) مسجداً بشكل بليغ يحتاج إلى اعادة ترميم، كما دمر ما يقارب(4,992) منشأة تعمل في نشاط سياحي منها (3,450) منشأة في نشاط المطاعم والتي تشكل 69,1% من المنشآت السياحية في القطاع فيما دمرت (921) منشأة للأنشطة الابداعية والفنون وأنشطة الترفيه الأخرى فيما دمرت (182) منشاة في صناعة وبيع منتجات الحرف و (173)منشأة في انشطة الفنادق والإقامة، إضافة إلى ذلك عمل الاحتلال على تدمير (205) مقر حكومي، كما قام بتدمير المقرات الإعلامية والصحفية الدولية والأجنبية عن طريق استهداف وتدمير الابراج التي تحتوي على المقرات الخاصة بهذه المحطات الاعلامية والاذاعية كبرج وطن وبرج الغفري والجلاء وغيرها من الأبراج والمراكز التي تحتوي على المحطات الفضائية المرئية والمسموعة، إضافة إلى قيامه بقطع وسائل الاتصال والإنترنت وتدمير البنية التحتية الخاصة بالكهرباء وشبكات الانترنت حيث وصل عدد محولات توزيع الكهرباء الأرضية المدمرة إلى (125) محول ما يقارب طولها ( 3,130 )كيلو متر، كما تم تدمير البنى التحتية حيث يعاني سكان قطاع غزة من أزمة حادة في الوصول الى المياه الامنة منذ سنوات عدة وخلال فترات الحصار حيث قبل السابع من اكتوبر كان 4% فقط من سكان القطاع لديهم وصول الى مياه مدارة بشكل امن وخالية من التلوث وفي ظل العدوان ازداد الامر سوءا في ظل عدم توافر الوقود لتشغيل محطات التحلية والمضخات والابار بالتالي بالكاد يستطيع السكان الحصول على مياه للشرب حيث ان محطة تحلية مياه واحدة تعمل بقدرة تشغيلية تبلغ 5%، وتقدر نسبة الحطام للبنى التحتية نحو 26 مليون طن حيث تشير التقديرات إلى أن ازالتها تحتاج سنوات حيث دمر الاحتلال (655,000) متر من شبكات الصرف الصحي فيما دمرت (330,000) متر من شبكات المياه و (2,835,000 ) متر من شبكات وطرق وشوارع تم تدميرها فيما اخرج (700) بئر مياه عن الخدمة، وتبلغ نسبة الخسائر بشكل اولى في القطاع (36) مليار دولار، كما لحق الدمار بنسبة 67,6 % من الأراضي الزراعية في غزة، فيما بلغت نسبة الأضرار في البساتين والأشجار 71,2% وبنسبة 67,1% في المحاصبل الحقلية وبنسبة 85,5% في الخضراوات فيما ألحق ضرر جسيم بنسبة 52,5% في البنية التحتية الزراعية، وتحديداً الأبار الزراعية ونسبة44,3 % من الدفيئيات، وتقدر نسبة الاأضرار في خانيونس 61,5 % من الأراضي الزراعية، بينما في الشمال 78,2%
وبينت الهيئة الدولية (حشد) أن إسرائيل استخدمت خلال عدوانها أسلحة محرمة دولياً ألقتها بشكل عشوائي من الطائرات المقاتلة فحرقت ودمرت المنازل والخيام ومراكز الإيواء والمستشفيات وكل ما هو أمامها، حيث فجرت أحياء سكنية ومربعات كاملة فوق رؤوس ساكنيها باستخدام أسلحة تسببت في تشوهات واعاقات وأشلاء متفحمة وقطع للرؤوس، حيث تم توثيق استخدام 13 نوع من الأسلخة المحرمة ومنها متفجرات المعادن الخامة الكثيفة وقنبلة MK-84 والتي استخدمتها في قصف مستشفى المعمداني، إضافة إلى قنابل “جي بي يو” والتي تخترق التحصينات والملاجىء والأنفاق إضافة إلى قنابل” MK” وقنبلة “GBU31″ وقنبلة” GBU39″ الموجهة بالأقمار الصناعية، وقذائف الهاوتزر عيار 155 مليمترا، وقذائف الدبابات أشهرها ىAPAM” التي تحتوي على 3000 شظية قاتلة اضافة الى قنابل الفسفور الابيض و الروبوتات المفخخة وسلاح البراميل المتفجرة وألحة دايم الفتاكة، حيث بلغت نسبة المتفجرات التي ألقتها على قطاع غزة (100الف) طن من المتفجرات.
كما عمد الاحتلال الى استهداف القطاع الصحي، فمنذ الأيام الأولى من هجومه على غزة حول مستشفيات القطاع إلى ساحة حرب، حيث وجه ضرباته إليها بشكل مقصود، وعمل على تدمير بنيتها التحتية، وارتكب مجازر فيها، بحجة وجود بنى تحتية عسكرية للفصائل الفلسطينية فيها، مما أدى في نهاية المطاف إلى انهيار القطاع الصحي حيث وخلال ما يقارب شهر من بداية الحرب، تسببت الهجمات العسكرية في إخراج (25) مستشفى من أصل( 35) و(51 ) مركز رعاية أولية من أصل (72) مركزاً عن العمل، وفي الوقت نفسه، منع الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية للقطاع، حيث استهدف بعد يومين فقط من بداية الحرب، مستشفى الشفاء، الذي يعد أكبر مجمع طبي في غزة، ويضم 3 مستشفيات متخصصة، ويعمل فيه ربع إجمالي العاملين في مستشفيات القطاع وفي اليوم العاشر من الحرب، قصف الاحتلال المستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال الذين اتخذوا من المستشفى ملجأ آمنا، كما استشهد عدد من أفراد الكوادر الطبية،مما تصاعد عدد سيارات الإسعاف والمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية المستهدفة بالقصف المستمر والمهددة بالإخلاء القسري، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية في القطاع.
وضاعف من حدة المشكلة استمرار الحصار وإعاقة الاحتلال دخول الإمدادات، إذ أصبحت المنظومة الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية والوقود، وهو ما هدد التدخلات الإنسانية، وأثر بعمق على وظائف المستشفيات والمراكز الصحية وخدمات الإسعاف.
ومع مرور 400 يوم على العدوان، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أنه لم يبق في العمل سوى (17 )مستشفى من أصل( 36) مستشفى، كلها تعمل بشكل جزئي، ولا يعمل سوى (57 )من أصل (132) مرفقا للرعاية الصحية الأولية.
فيما نالت الاستهدافات المستمرة من العاملين في المجال الصحي، ما نجم عنه نقص في الطواقم الطبية، حيث بلغ عدد الشهداء من العاملين في القطاع الصحي، نحو (1054)، بينهم أطباء ومختصون وممرضون وموظفون في مهن طبية مساندة وإداريون ومسعفون.
فضلا عن ذلك، اعتقل جيش الاحتلال مئات آخرين من الكوادر الطبية، واشتكى الأطباء المتطوعون في البعثات الدولية من الهجمات المتعمدة، ما اضطر موظفو منظمة أطباء بلا حدود إلى مغادرة 12 منشأة صحية مختلفة، نتيجة تتعرضهم لـ26 حادثة عنف بين قصف وهجوم وإخلاء.
وأشارت الهيئة إلى أن ملامح الحياة في قطاع غزة تلاشت، وأصبح مكانا غير أمن مع عمليات النزوح المتكررة، وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والاغذية والمستلزمات الصحية فاقم الوضع تعمد قطع الاحتلال ومنذ بداية عدوانه امدادات الوقود والكهرباء وانابيب المياه، حيث أغلق الاحتلال جميع المعابر والتي كان يدخل منها بشكل يومي قرابة 600 شاحنة، ليصل عدد الشاحنات إلى قرابة 50 شاحنة في شهر أكتوبر 2024، حيث لم يتعدى نسبة تغطية المساعدات والبضائع أكثر من 18% من الاحتياجات الإنسانية خلال عام وشهر من عمر حرب الإبادة المتواصلة، لترفع نسبة الوفيات جراء المجاعة الحادة وانتشار الأمراض والأوبئة والتي اودت بحياة الالاف من المواطنين، فيما تواصل إغلاق معبر رفح وتمنع قوات الاحتلال المرضى من السفر عبر المعبر للعلاج بالخارج وتمنع ادخال الأدوية للمرضى حيث وثق وجود (12) ألف جربح بحاجة للعلاج بالخارج، وأكثر من (350 ) ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع دخول الأدوية للقطاع، كما أن تدمير أبار المياه وإغلاق محطات التحلية والصرف الصحي بشكل كامل أدى إلى تفاقم مشاكل نقص مياه الشرب النظيفة وتفشي العدوى البكتيرية التي تنقلها مياه الشرب الملوثة مثل مرض الزحار والتيفوئيد وشلل الأطفال.
– الاكتظاظ بين النازحين
ضاعف الاكتظاظ الشديد للنازحين في الملاجىء لزيادة معدلات الامراض مثل الاسهال والتهابات الجهاز التنفسي وامراض الجلد والكبد الوبئي وغيرها فيما انعدمت الخصوصية للعائلات لاسيما للنساء نتيجة تزاحم الخيام ، عدا عن انتشار الفوضي والفلتان الأمني والمشكلات الاجتماعية جراء الاكتظاظ بين النازحين.
– تراكم النفايات
سبب تراكم النفايات في الشوارع وعدم تمكن طواقم البلديات من جمعها ولا الوصول لمكبات النفايات الرئيسية على حدود القطاع الى جعل النفايات تتراكم في الشوارع وبين خيام النازحين ما ضاعف من انتشار الامراض والأوبئة.
– المجاعة وسوء التغذية
لا يزال خطر المجاعة قائما حيث لا يزال 2,1 مليون شخص بحاجة الى المساعدة الغذائية والمعيشية العاجلة مع استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات ولا زالت اسرائيل تتبع سياسة متمثلة في تجويع الفاسطينيين عبر منع ادخال الطعام والمساعدات وقصفها لمراكز توزيع المساعدات واستهداف العمال الاجانب العاملين في مؤسسات الغذاء كالمطبخ العالمي والعاملين في الاونروا .لاسيما في شمال القطاع حيث استنفذ سكان الشمال مخزونهم من الطعام وبدات المواد الغذائية بالنفاذ من المحال مع منع الاحتلال دخول المساعدات لمدة تزيد عن ٣٥ يوميا .
– الخيام المهترأة
حيث سجل 100 ألف خيمة مهترأة غير صالحة للسكن والان مع دخول فصل الشتاء تبدا رحلة العذاب الانساني اللامنتهية في ظل مفاقمة معاناة النازحين قسرا علي مدار ٤٠٠ يوم من القتل و الترويع والمجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة حيث وثق العام الماضي وفاة العديد من الاطفال الرضع غرقا وبردا في الخيام
خامساً : الاعتقالات
بلغ عدد المعتقلين من قطاع غزة (6000) معتقل من نساء واطفال ورجال وكبار السن ومن كوادر طبية وصحفية ويطلق عليهم الاحتلال اسم المقاتلين الغير شرعيين وذلك لحرمانهم من توكيل المحاميين وحرمانهم من ضمانات المحاكمة العادلةوعرف منهم (310) من الكوادر الصحية و
(38) معتقل من الصحفيين ممن عرفت اسمائهم
فيما قتل قرابة 46 من المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي بسبب ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي والاغتصاب والصعق بالكهرباء والشبح عن طريق التوهيم بالغرق والحرمان من النوم والطعام وهناك العديد من الأسرى الذين فقدوا أوزانهم بسبب حرمانهم من الطعام والماء
إلى جانب وضع العديد من الاسرى في غرفة واحد بدون اضاءة او تهوية مناسبة وحرمانهم من الملابس والاغطية وجعلهم مكبلين الايدي ومعصوبين الاعين لفترات طويلة مما ادى الى اصابات العديد منهم بحالات من البتر في اليد والارجل حيث استشهد ما لا يقل عن (37)اسيرا من غزة داخل السجون عرف منهم (3) اطباء من الكوادر الطبية وهم الدكتور عدنان البرش والدكتور اياد الرنتيسي
وختمت الهيئة بالتأكيد على أن مثل هذه الجرائم الدولية والاعتداءات بحق المدنيين الفلسطينيين عبر استخدام أسلحة محرمة دولياً وتدمير البنى التحتية، وإلحاق الضرر بكافة القطاعات لهو انتهاك صارخ وفاضح لمبادىء القانون الدولي لحقوق الإنسان، واتفافية منع جرائم الابادة الجماعية، والقانون الدولي الإنساني وأحكام اتفاقيات لاهاي وجنيف، وميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية ولكافة معايير حقوق الإنسان ولقررات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وتدابير محكمة العدل الدولية.
أنتهى