الهيئة الدولية (حشد): التدهور الحاد وغير المسبوق للظروف الإنسانية في قطاع غزة يجرف سكانها لمصير كارثي
بيان صحفي
الهيئة الدولية (حشد): التدهور الحاد وغير المسبوق للظروف الإنسانية في قطاع غزة يجرف سكانها لمصير كارثي
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تتابع بحذر وقلق شديدين التدهور غير المسبوق للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، التي شهدت ومازالت تشهد تراجع وتدهور غير مسبوق بفعل الإجراءات غير الإنسانية المرتكبة من قبل قوات دولة الاحتلال الحربي الإسرائيلي بهدف تشديد حصار القطاع، واستمرار سريان بعض الإجراءات غير القانونية التي نفذتها مؤسستي الحكومة الرئاسة الفلسطينية.
فقد عبر نداء خاص صادر عن القطاع الخاص في المحافظات الجنوبية، يوم أول أمس الثلاثاء الموافق 16 يناير 2018، عن تدني المؤشرات الاقتصادية، والاجتماعية في قطاع غزة، حيث سجلت معدلات البطالة ارتفاع كبير وصلت لنسبة 46%، من بينهم 67% من الخريجين الجامعيين، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص.
بينما تجاوزت معدلات الفقر 65%، وارتفعت نسبة انعدام الأمن الغذائي لدي الأسر في قطاع غزة 50%. وانعدمت القدرة الشرائية في كافة القطاعات الاقتصادية، ما أدي إلى نقص في السيولة النقدية الموجودة في قطاع غزة إلى أدنى مستوى خلال عقود. وارجاع عشرات الآلاف من الشيكات نتيجة الانهيار الاقتصادي بكافة القطاعات. وكذلك ارتفاع عدد التجار الذين سجنوا نتيجة العجز في السداد كانعكاس للعجز الاقتصادي العام، فيما بلغت أوامر الحبس على ذمم مالية وديون قرابة 100 ألف، وذلك خلال العام المنصرم.
كما لا تزال قرابة 4600 عائلة في قطاع غزة مشردة بلا مأوى حتى الآن، و5000 عائلة تعيش في خيام أو بيوت من البلاستيك. ونسبة المياه الصالحة للشرب 05%، فيما تبلغ ساعات قطع الكهرباء اليومية 12 ساعة قطع يومياً، ويُعاني القطاع الصحي من نقص الأدوية والمستهلكات الطبية بعجز يصل إلى 30% شهرياً.
الحقيقة المطلقة إن الحصار الإسرائيلي الممتد على مدار الأحادي عشر عام الماضي، خلق تهديد حقيقي يتصاعد مع مرور الوقت على فرص حصول 2 مليون فلسطيني لحقوقهم واحتياجاتهم بما في ذلك الخدمات الأساسية، وتضعف فرص نجاح أي تنمية مستدامة في المجتمع الفلسطيني، ويفقد الفلسطينيون الأمل في مستقبل ينعمون فيه باحترام حقوقهم كبشر، إلا أن جذور خطورة الوضع الإنساني الراهن في قطاع غزة حقيقة تمتد إلى أبعد من استمرار إجراءات حصار قطاع غزة، بما في ذلك عرقلة إسرائيلية متعمدة لعلمية إعادة إعمار ما دمر خلال العمليات الحربية الثلاثة الواسعة التي شنتها القوات الحربية الإسرائيلية، بل يعزي تدهور حالة حقوق الإنسان في قطاع غزة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتباره حالة احتلال طويل الأمد يُخِضع الشعب الفلسطيني بالقوة الحربية والعسكرية لإرادته، ويُعرقِل قدرة الشعب الفلسطيني على ممارسة حقهم في تقرير المصير السياسي والاقتصادي.
إن المعاناة الإنسانية والتدهور غير المسبوق في حالة حقوق الإنسان بقطاع غزة، خلف ومازال يخلف سقوط الضحية تلو الضحية، جراء تدهور كل المنظومة الحياتية وخاصة قطاعي الصحة والتعليم والكهرباء والماء والاقتصاد والتجارة والبنوك وغيرهم من القطاعات الحيوية الهامة.
كما أن استمرار بعض من العقوبات الجماعية أثر بشكل ملحوظ على مدي تمتع الإنسان الفلسطيني بحقوقه المشروعة في القانون الوطني والمواثيق الدولية، وكذلك الإجراءات الحكومية الرامية لتقيد الحريات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة تساهم في المزيد من التدهور للأوضاع الإنسانية، وخاصة استدعاء الأجهزة الأمنية بقطاع غزة لعدد من النشطاء الشباب على خلفية تخطيطهم الشروع بحراك شبابي.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني(حشد) إذ تحذر من مغبة استمرار الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة على حلها، وإذ تري أن استمرار هذه الظروف على حلها من شأنه أن يجرف سكان القطاع إلى مصير مجهول وكارثي، وإذ تعلن دعمها لكل حراك وطني يساهم في حث الأطراف المختلفة وذات العلاقة للتدخل لمعالجة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، وإذ ترى أن استمرار بعض العقوبات الجماعية المنفذة من قبل الحكومة والرئاسة الفلسطينية بحق قطاع غزة، قد تجاوز كل التوقعات المرتبطة بالبدء الفعلي بتنفيذ المصالحة الوطنية، ما يدلل على أن هنالك منهج مخطط له من أجل جر سكان قطاع غزة إلى مصير مجهول وكارثي، فإن الهيئة الدولية (حشد) تسجل وتطالب بما يلي:
- حشد تطالب المجتمع الدولي للتدخل الفوري لإنهاء الحصار الخانق المفروض عن قطاع غزه من قبل الاحتلال الإسرائيلي للعام الحادي عشر على التوالي، وضمان تحمل دولة الاحتلال للالتزامات الواردة في القانون الدولي الإنساني ولاسيما احكام اتفاقية جنيف الرابعة، والعمل على تأمين حرية السفر والتنقل لأبناء الشعب الفلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزه، وتأمين حرية حركة الأفراد والبضائع مع جمهورية مصر الشقيقة.
- حشد تطالب الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الفلسطيني بالعمل الجاد من أجل وقف ومعالجة أثار كل العقوبات التي فرضت بالآونة الأخيرة.
- حشد تحث الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور رامي الحمد لله، بإصدار توجيهات واضحة لكل الجهات الإدارية والتنفيذية في قطاع غزة، لوقف جباية أي ضرائب أو رسوم في قطاع غزة، ما من شأنه تخفيف الأعباء الإضافية الملقاة على عاتق المواطنين وخاصة الفقراء في قطاع غزة.
- حشد تطالب الأجهزة الأمنية بقطاع غزة، باحترام حق المواطنين بالتظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، وعدم تكرار سلوك استدعاء النشطاء الشباب على خلفية مشاركتهم في التظاهرات الشعبية والشبابية.
انتهى،
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني(حشد)