
حشد تصدر ورقة رؤية شبابية جديدة في يوم الاستقلال:”بين إرث النكبة وواقع ما بعد حرب غزة… نحو استقلالٍ حقيقي يبدأ من الإنسان”
التاريخ: 15 نوفمبر 2025
خبر صحافي
حشد تصدر ورقة رؤية شبابية جديدة في يوم الاستقلال:”بين إرث النكبة وواقع ما بعد حرب غزة… نحو استقلالٍ حقيقي يبدأ من الإنسان”
بمناسبة يوم الاستقلال، أصدرت الهيئة الدولية “حشد” ورقة رؤية شبابية جديدة أعدّتها المحامية والناشطة الحقوقية رنا هديب، حملت عنوان:“في ذكرى الاستقلال… رؤية شبابية نحو استقلال حقيقي: بين إرث النكبة وواقع ما بعد حرب غزة”.
وتقدّم الورقة قراءة معمّقة في التحولات الكبرى التي يعيشها الجيل الفلسطيني الشاب بعد النكبة والحروب المتعاقبة، لا سيما حرب غزة (2023–2025)، مؤكدة أن الاستقلال في وعي الشباب لم يعد مرتبطًا بالرموز والشعارات بقدر ارتباطه بالعدالة والمساءلة وبناء الإنسان والمؤسسات.
77 عامًا على النكبة و37 عامًا على إعلان الاستقلال… واستقلال غائب يتطلب إعادة تعريف
توضح الورقة أن سبعة عقود ونيّف مرّت على النكبة، وثلاثة عقود على إعلان الاستقلال، بينما لا يزال الفلسطينيون يعيشون تحت الاحتلال ووسط انقسام سياسي داخلي عميق.
وتشير إلى أن الجيل الفلسطيني الشاب “ورث النكبة كوعي لا كحدث”، وتشكّل إدراكه السياسي عبر دورات متكررة من الفقد والحصار والحروب، وعلى رأسها الحرب الأخيرة على غزة، التي كشفت — بحسب الورقة — هشاشة البنى السياسية، وانهيار منظومة الحماية، وتآكل دور القيادة الرسمية.
وتؤكد الورقة أن الشباب باتوا ينظرون إلى الاستقلال بوصفه مشروعًا وطنيًا تراكميًا يبدأ من الإنسان قبل الجغرافيا، ومن العدالة قبل الرموز السياسية.
تُبرز الورقة أن الحرب على غزة مثّلت نقطة تحوّل تاريخية في وعي الجيل الجديد؛ إذ أظهرت أن غياب الدولة لا يعني فقط غياب الكيان السياسي، بل غياب الحماية وغياب المسؤولية.
وتنقل الورقة عن تجارب ومقابلات شبابية، أن السؤال الذي تردّد خلال الحرب لم يكن:
“أين الدولة؟”… بل: “هل ما زالت هناك دولة أصلًا؟”
وترى الورقة أن الشباب باتوا يميّزون بين تحرير الأرض وتحرير الإنسان، وأن الاستقلال الحقيقي في نظرهم هو استقلال عن الاحتلال الخارجي، وعن الاستبداد الداخلي، والفساد، والمحاصصة، والقيادة غير القادرة على التمثيل الشعبي والسياسي.
بحسب الورقة، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة التي تُظهر أن أكثر من 80% من الشباب لا يثقون بالقيادة السياسية، تعكس عمق الأزمة الوطنية.
وتشير الورقة إلى أن هذه الفجوة ولّدت إدراكًا جديدًا مفاده أن “لا استقلال في ظل منظومة سياسية منقسمة وغير خاضعة للمساءلة”، وأن المستقبل الوطني يتطلب صياغة مشروع فلسطيني موحد يعبّر عن الإرادة الشعبية.
وتشدّد الورقة على أن الاستقلال، في نظر الجيل الجديد، يبدأ من تفكيك البنى السياسية التقليدية، وتجديد الشرعية، وبناء مؤسسات حقيقية تستند إلى الشفافية والحقوق والحوكمة.
تتناول الورقة المتغيرات الاجتماعية والنفسية التي يعيشها شباب غزة تحديدًا بعد الحرب، مشيرة إلى أن جيلًا كاملًا خرج من بين الأنقاض وهو يحمل جروحًا عميقة، لكنه — في المقابل — أطلق موجة مبادرات مدنية ومجتمعية وريادية أعادت تشكيل مفهوم الصمود.
وتبرز الورقة نماذج من:
• مبادرات الإغاثة والمساعدة الذاتية
• منصات التوثيق القانوني
• الدبلوماسية الرقمية
• حركات الاحتجاج على الفساد
• مشاريع اقتصادية ناشئة رغم الدمار
وتؤكد أن هذا التناقض بين الألم والإصرار يمثّل أهم رصيد وطني يجب البناء عليه.
تطرح الورقة تصورًا عمليًا لبناء استقلال حقيقي يقوم على:
1. دولة مؤسسات لا دولة محاصصة
من خلال إصلاح سياسي جذري يعيد الاعتبار للفصل بين السلطات، وسيادة القانون، واستقلال القضاء.
2. عدالة انتقالية تعيد الثقة
عبر توثيق الانتهاكات، جبر الضرر، المحاسبة، ومنع تكرار الأخطاء.
3. اقتصاد مقاوم قائم على الإنتاج
وتقليل التبعية، ودعم المشاريع الصغيرة والاقتصاد الرقمي وسلاسل القيمة المحلية.
4. خطاب سياسي جديد قائم على الحقوق
يعيد صياغة الرواية الفلسطينية بلغة العدالة والكرامة وحقوق الإنسان عالميًا.
5. مشاركة شبابية فعلية في صناعة القرار
عبر مجالس شبابية، غرف سياسات، ولجان تمثيل مباشر داخل المؤسسات الوطنية.
تدعو الورقة إلى جملة خطوات قابلة للتنفيذ، أبرزها:
إنشاء منصة رؤية وطنية تجمع المبادرات الشبابية في إطار موحد.
إطلاق برنامج “سياسات للصمود وإعادة الإعمار” بإدارة شبابية.
الضغط لإجراء انتخابات عامة وتجديد الشرعيات.
تشكيل فرق بحث شبابية لمتابعة ملفات العدالة الانتقالية.
تعزيز قدرات الشباب في الدبلوماسية الرقمية والعمل العام.
اختتمت الهيئة الدولية “حشد” خبرها بالتأكيد على أن الورقة تسلط الضوء على التحول التاريخي في وعي الجيل الفلسطيني الشاب، الذي بات يرى الاستقلال ليس كذكرى عابرة ولا وثيقة رمزية، بل كمشروع وطني تحرري طويل المدى يبدأ من بناء الإنسان ويحمي كرامته وحقوقه.
وتؤكد الورقة أن جيل الشباب هو الوريث الحقيقي لمشروع التحرر الوطني، وأن إعادة بناء الثقة بين المجتمع والقيادة، وتحويل طاقة الألم إلى فعل بنّاء، هو الطريق الواقعي نحو استقلال حقيقي يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني.



