حشد خلال بيان ونداء دولي لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية وتأمين المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وحماية حقوق الإنسان وكرامته
التاريخ: 6 اذار/مارس 2024
بيان ونداء دولي لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية وتأمين المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وحماية حقوق الإنسان وكرامته
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” في اليوم الواحد والخمسون بعد المئة تستمر حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، والذي ارتكبت خلاله ولاتزال قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية ارتكبت خلالها قوات الاحتلال 2675 مجزرة بحق المدنيين الذين تعمدت قتلهم واستهدافهم في منازلهم ومراكز الايواء والمستشفيات واثناء انتظار المساعدات، الامر الذي تسبب في مقتل واستشهاد وفقدان قرابة 40 الف مواطن واصابة 72 الف اخرين بجرح متفاوتة الالاف منهم فقدوان اطرافهم، من الجدير بالذكر بان 70% من بين الشهداء والمفقودين والجرحى هم أطفال ونساء، فيما استشهد 384 من الاطقم الطبية و154 من العاملين في وكالة الغوث الدولية ،126 من الصحفيين ، و300 من المعلمين والأكاديميين 54 من الدفاع المدني ، 67 من المحامين ونشطاء حقوق الانسان ، والمئات من الفنانين والكتاب والرياضيين، كما وتسببت الهجمات الحربية بمختلف أنواع الأسلحة في تدمير 75% من المنازل والممتلكات و الاعيان المدنية والبنية التحية بهدف تحويل قطاع غزة لمنطقة منكوبة غير صالحة للحياة ، وترافق كل ذلك مع استمرار العقوبات الجماعية بقطع امدادات الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات والإنترانت واعاقة دخول المساعدات الإنسانية ما فاقم ولازال من المأساة الانسانية الكارثية التي يعانيها أهل القطاع بتلاشي أدنى متطلبات وأسباب الحياة ، بشكل حصر سكان غزة بين موت بالقصف والرصاص، موت آخر بالجوع والعطش والمرض ونقص وانعدام الخدمات و الاحتياجات الإنسانية .
الهيئة الدولية “حشد”: منذ اليوم الأول للعدوان فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي عقوبات جماعية من خلال قطع الكهرباء والمياه والوقود وغاز الطهي والبضائع عن قطاع غزة ، ما حول حياة المدنيين الي مستوي الكارثة الانسانية بسبب غياب القدرة على الحصول على المياه والخدمات المرتبطة بالكهرباء والبضائع والدواء ، ولم تكتفي دولة الاحتلال بذلك بل قامت خلال العدوان بتدمير أبار وخزانات المياه ومحطات تحلية المياه والصرف الصحي والبنية التحتية ومخازن الغداء والمحلات التجارية والمزارع بهدف تدمير النظام الإنساني والخدماتي حيث توقفت معظم خدمات المستشفيات و اعمال البلديات في جمع القمامة وتشغيل ابار المياه ، وفتح الطرق وغيرها من خدمات إنسانية، ولم تسلم البدائل التي لجئ اليها الموطنين من الاستهداف المنظم حيث تم قصف تجمعات المواطنين امام المخابز وامام محطات التحلية للمياه وفي المستشفيات وخيم النزوح ومدراس الايواء، إضافة الى منع واعاقة عمل المنظمات الدولية عبر تعمد قصف قوافل المساعدات وتسبب في ازمة إنسانية خانقة، ورفع من نسب انعدام الامن الغذائي، وادي اطلاق القذائف من الدبابات والرصاص على المواطنين المتجمعين في انتظار المساعدات الانسانية في سبعة حوادث متفرقة امام الدوار الكويتي ودور النابلسي على شاطي بحر غزة في استشهاد واصابة المئات من المواطنين.
وفيما يلي أبرز انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة:
أولاً: فيما يخص معاناة النازحين داخل مراكز الإيواء
تتواصل معاناة مراكز الايواء وخاصة مدراس وكالة الغوث الدولية التي يتكدس فيها الآلاف من النازحين في المدراس بواقع 5000 -9000 نازح في كل مدرسة يعانون من الجوع جراء شح الإغاثة ونقص المياه الصالحة للشرب وقلة مياه النظافة عدا عن غياب الخصوصية للنساء والاسر ونقص الاغطية والفرشات، ما ادي الي انتشار الامراض التنفسية لدي الالاف من الأطفال وامراض الجدري والسحايا والكوليرا وغيرها من امراض، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين 400000 مصاب بالأمراض المعدية، جراء نقص النظافة الشخصية وعدم القدرة على الاستحمام، كما ان قضاء الحاجة في الحمامات بات امر في غاية الصعوبة في ظل ان كل 800 فرد لهم حمام يتناوبون عليه في ظل نقص حاد في مياه النظافة وباقي الاحتياجات الصحية .
ثانياً: فيما يخص اعتقال المدنيين وتحويل مراكز الإيواء لثكنات عسكرية
خلال العدوان الإسرائيلي قامت القوات البرية الإسرائيلية بعمليات تدمير واسعة النطاق في المدن والمخيمات الفلسطينية في قطاع غزة ، واقتحام مراكز الايواء التابعة لوكالة الغوث والمستشفيات وتحويلها الي ثكنات عسكرية ، والتنكيل بالمواطنين والنازحين قسرا من النساء والأطفال والرجال الذين تم اعتقال الآلاف منهم وتعذيبهم وإعدام بعضهم ميدانيا سواء في مدراس الايواء خاصة مدرسة حمد في بيت لاهيا ومدرسة شادية او غزالة في مخيم جباليا وفي مناطق اخري في قطاع غزة ، فقد رصدت الهيئة عمليات اعتقال لأكثر من 4000 مواطن ونقلهم الي أماكن مجهولة لازال 2600 منهم قيد الاعتقال، فيما شهادات المفرج عنهم تشير الى ان معتقلي غزة يعيشون ظروفًا هي الأقسى داخل سجون الاحتلال، حيث قام الاحتلال بتجريدهم من ملابسهم، ويتم تكبيل أيديهم طوال الوقت، عدا عن شهادات حول عمليات تعذيب ممنهجة ومعاملة قاسية وغير إنسانية، فيما اشارت مصادر حقوقية بان معسكر “سديه تيمان”، الذي يديره الجيش الإسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا ويُحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة تحول إلى سجن “غوانتنامو” جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
ثالثاً: فيما يخص استمرار الاحتلال بإصدار أوامر إخلاء قسري
تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في اصدار أوامر الاخلاء القسري، ودفع النازحين قسرا الي محافظة رفح التي بات يتكدس فيها قرابة مليون ونصف مواطن الذي يهدد قادة الاحتلال بالتوغل البري فيها في إصرار على اهلاك وابادة سكان القطاع وتهجيرهم قسرا خارج قطاع غزة ، فيما لايزال أكثر من 400 ألف من المواطنين في شمال غزة عرضة لمخاطر الهلاك بالقتل والمجاعة جراء نفاذ المواد الغذائية من الأسواق ومنع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية لشمال القطاع منذ بدء العدوان، وتدمير المحال التجارية ومخازن الأغدية والأسواق والمزارع وآبار المياه وقصف المستشفيات وأخرجها عن الخدمة وتدمير مراكز الايواء واحراقها وإجبار النازحين قسرا علي النزوح المتكرر وسط ظروف غير إنسانية.
رابعاً: فيما يخص انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين
يعاني 90%من الأسر في قطاع غزة الذين باتوا نازحين والبالغ عددهم قرابة 2 مليون نسمة وخاصة الأطفال والنساء ، من الأمراض والاوبئة الصحية جراء نقص وشح الأدوية والغداء ومياه الشرب، وسوء الأحوال الجوية الماطرة والبرد القارس، وجراء غرق الخيام ، وعدم توفر الملابس الشتوية والأغطية وسائل التدفئة، ونقص الخيام الصالحة للإيواء وارتفاع الأسعار ، وحالة الفوضى المقصودة والتي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي بقصف مراكز ودوريات الشرطة التي تؤمن دخول المساعدات الإنسانية ، الامر الذي ساهم في أعاقة دخول المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة وخاصة شمال غزة حيث تمضي الاسر أيامها بدون طعام أو مياه صالحة للشرب الامر الذي تسبب في ارتقاء عشرات الأطفال والنساء وكبار السن والمرضي من جراء المجاعة والامراض .
خامساً: فيما يخص تعمد استهداف الاحتلال لقوافل المساعدات
جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إطلاق النار وقتل وإصابة منتظري المساعدات الإنسانية، وقصف شاحنات المساعدات ، ففي مساء اليوم 150 من العدوان أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار علي منتظري المساعدات علي دوار الكويتي ، وسبقها ارتكب مجزرة علي دور النابلسي في مدينة غزة أدت إلي مقتل واستشهاد 118 شخص وإصابة أكثر من 7600 آخرين ، وسبقها ارتكاب خمسة من المجازر بحقهم المواطنين المتجمعين انتظار للمساعدات في اصرار علي إعاقة ومنع دخول المساعدات الإنسانية لسكان شمال غزة الذين يعيشون في ظل مجاعة حادة أودت بحياة العشرات من المواطنين معظمهم من الأطفال والمرضى وكبار السن والنساء في اصرار علي اهلاك وتهجير سكان شمال غزة من خلال تعظيم المجاعة والأوضاع الكارثية وتكريس العقوبات الجماعية، وتكثيف عمليات التدمير الممنهج لكل سبل الحياة ، وارتكاب المجازر اليومية بحق العائلات الفلسطينية وتدمير المنازل فوق رؤوس سكانها ، وإعاقة دخول الوقود والمستلزمات الطبية والأدوية للمستشفيات في قطاع غزة بما عرض حياة المرضي والجرحى لخطر مفاقمة الأوضاع الصحية أو الموت .
سادساً: فيما يخص تدمير مؤسسات العدالة والقضاء والشرطة
تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة تدمير المؤسسات العدلية والقضائية والشرطية في جريمة حرب هدفت لأحداث وإثارة الفوضى وضرب عوامل الامن والسلم الأهلي، ودفع الأمور تجاه الانفلات الأمني ، والأضرار البالغ بحقوق ومصالح المواطنين من خلال تعمد تدمير معظم مقرات الشرطة والنيابة العامة والمحاكم بكل انواعها المدنية والشرعية وتمثل اخطر هذه الجرائم في نسف مبنى مجمع المحاكم المعروف بقصر العدل بكل محتوياته وتدمير ارشيف القضايا التي بلغت حتي نهاية عام ٢٠٢٢ نحو ٤٧٢٨٧٨ بمختلف درجاتها وتدمير مبني نقابة المحامين والعشرات من مكاتب المحاماة ومقرات النيابة العامة ، إضافة الي تدمير معظم مقرات الشرطة والسجون ومراكز التأهيل والاصلاح ما ادي الي مفاقمة حالة الفوضى والانفلات الأمني داخل قطاع غزة ، وبروز ظواهر السرقة والنهب لممتلكات المواطنين والممتلكات العامة، وسرقة بعض قوافل المساعدات جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوي الشرطية المرافقة لها الأمر الذي تسبب في استشهاد العشرات من ضباط وأفراد الشرطة في قطاع غزة، وساهم في ارتفاع وانتشار الجريمة ومظاهر التعدي علي سيادة القانون وارتفاع نسبة المشاجرات العائلية ومظاهر اخد القانون باليد ، و الاحتكار للسلع وارتفاع الأسعار جراء ضعف وتعطل عمل الجهات الرقابية وجهات إنفاذ القانون .
الهيئة الدولية “حشد”: تملي الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تسبب بها عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، وبصورة عاجلة وملحة، وجوب وقف حرب الإبادة، وحفظ حياة الفلسطينيين وحماية المدنيين وتوفير أسباب العيش لسكان غزة بمختلف أشكال المساعدات والإغاثة الإنسانية ومضاعفة الجهود لفتح ممرات إنسانية برية وبحرية وجوية لإنقاذ سكان غزة من اهوال الإبادة والمجاعة والأمراض، وندعو احرار العالم للتحرك لوقف حالة العجز والتقاعس عن وقف الإبادة الجماعية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يسقط من أهدافه جريمة التهجير القسري التي طالت قرابة 2 مليون فلسطيني ولازالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدفع وبشكل منهجي سكان شمال القطاع إلى اقصى الجنوب في مدينة رفح الذي أصبح واقعاً تهجيرياً قسرياً، وان كان داخل القطاع راهنا، تمهيدا للتهجير القسري خارج الأراضي الفلسطينية بما يعيد استحضار صور النكبة لعام 1948.
الهيئة الدولية “حشد”: يتواصل العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الى الضفة الغربية وفي القلب منها مدينة القدس المحاصرة منذ بداية الحرب بإحكام شديد يحول دون الناس وكنائسهم ومسجدهم الأقصى الذي يمنع فيه دخول المصلين ويقتحم يوميا من عشرات المستوطنين، كما يتصاعد إرهاب المستوطنين ، بحماية الجيش واجتياحه الواسع لكافة انحاء الضفة مواصلاً ارتكاب مجازر القتل الميداني والاعتقال التعسفي، والتدمير الهمجي للممتلكات والبنى التحية الى جانب حملات الاعتقال والتنكيل وفرض الاغلاق على المدن والبلدات بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية مضاعفاً من جرائم الاستيطان والتهجير والتهويد.
الهيئة الدولية “حشد”: في الوقت الذي نؤكد فيه على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للصراع عبر انهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في العودة وتقرير المصير، فأنها تطالب دول واحرار العالم تكثيف الجهود لوقف العدوان والإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وتفعيل كافة المساعي لضمان فرض العقوبات والمقاطعة لدولة الاحتلال ومحاسبتها ومحاسبة قادتها امام القضاء ومؤسسات العدالة الدولية.
انتهى
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”