نداء وإحاطة حول العقوبات الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين خلال العدوان المستمر على قطاع غزة

نداء وإحاطة حول العقوبات الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين خلال العدوان المستمر على قطاع غزة

الدكتور صلاح الدين محمد عبد الحميد عبد العاطي
2023-11-13T18:48:43+03:00
الرئيسيةمهمنداءات

التاريخ: 13 نوفمبر2023

التوقيت: 13:00 بالتوقيت المحلي

نداء وإحاطة حول العقوبات الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين خلال العدوان المستمر على قطاع غزة

تهديكم الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بالغ تحياتها، وتثمن لكم حرصكم على التدخل من أجل ضمان تمتع المواطنين حول العالم، بحقوقهم لاسيما وقت النزاعات المسلحة والكوارث وغيرها، واذ تثمن اي جهد لوقف العدوان وتوفير حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي الإنساني وخاصة حماية الأطفال والنساء والمنشاءات المدنية.

واذ نخاطبكم اليوم في وقت تتصاعد فيه حرب الإبادة الجماعية والعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي ركزت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة، مستخدمة بذلك ترسانة عسكرية مميتة من الصواريخ الحربية والقذائف والتي من بينها اسلحة محرمة دوليا، حيث بدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، في 7 اكتوبر 2023. وقد أسفر حتى تاريخ كتابة هذه الرسالة عن حصيلة دموية قاسية تمثلت في استشهاد ما يزيد عن (11280) شهيداً من بينهم قرابة (5000) اطفال و(3700) سيدة. فيما اصيب ما يزيد عن (28) ألف مدنياً آخرين بجراح مختلفة من بينهم 70% اطفال ونساء. فيما لايزال قرابة 3250 مفقود تحت ركام المنازل أكثر من نصفهم من الأطفال حسب البلاغات التي وردت لوزارة الصحة.

فيما وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتقامها وفرض العقوبات الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة وفقا الأنماط التالية:

أولاً: الإبادة الجماعية:

حيث ارتكب الاحتلال الحربي الاسرائيلي أفظع الجرائم ضد المدنيين بقطاع غزة تمثل إبرازها في ارتكب ١١٢٧ مجزرة بحق العائلات الفلسطينية التي قصفت منازلهم والاحياء السكنية فوق رؤوسهم دون سابق إنذار، ما تسبب في استشهاد 80% من عدد الشهداء معظمهم اطفال ونساء.

ثانياً: التهجير القسري للمدنيين:

تسبب قصف منازل المدنيين الى تهجير قرابة مليون و700 الف مواطن من بيوتهم، فقد تسببت جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي السكان الى اخلاء منازلهم ، فيما أمرت قوات الاحتلال سكان شمال غزة للتوجه الى جنوب القطاع زاعما انها اكثر امانا لهم عبر توزيع آلاف المنشورات من الطائرات أو عبر الاتصالات الهاتفية بالسكان، أو بث أوامر الإخلاء في إذاعاتها الرسمية عدا عن تعمد ضرب كل مقومات الحياة والمرافق الخدمية في هذه المناطق ، وتزامنت حالة النزوح الجماعي لآلاف المدنيين مع تعمد استهدافهم علي الطرقات التي حددتها قوات الاحتلال وارتكاب مجازر بحق النازحين ، ولعل اخطر صور اجبار المواطنين علي النزوح تمثلت في استهداف المدنيين في  المستشفيات ومدارس الايواء والبيوت التي بقي فيها السكان المدنيين.

ثالثاً: إغلاق المعابر ومنع وإعاقة ادخال المساعدات الإنسانية

حيث منذ اليوم الاول للعدوان اغلقت اسرائيل جميع المعابر الحدودية  ومنعت ادخال الوقود والمساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية في تعمد منها لتجويع وتعطيش سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,300مليون مواطن نصفهم من الأطفال ، يعيشون ظروف إنسانية كارثية جراء القتل والترهيب والترويع وغياب الحد الأدنى من الاحتياجات في ظل استمرار العقوبات الجماعية التي قامت بها دولة الاحتلال الإسرائيلي من قطع الكهرباء والمياه ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات ومحطة الطاقة لضمان وصول مياه الشرب وتشغيل سيارات الإسعاف والانقاذ ومحطات المياه والصرف الصحي.

وبعد ٢٠ يوم من العدوان تم فتح معبر رفح لأجلاء الجرحى وسفر الأجانب وادخال بعض المساعدات التي حتى تاريخه لا تزيد عن ٤% من الاحتياجات الإنسانية، فيما وصلت قوات الاحتلال منع ادخال اي انواع للمساعدات لسكان شمال غزة عبر فصل القطاع الي قسمين إثر التوغل البري في القطاع.

رابعاً: تدمير البنى التحتية وقطع المياه والكهرباء:

حيث اسفرت الغارات الجوية عن تدمير اكثر من  (11) الاف مبني وبرج سكني ومنشأة مدنية شملت 124 مستشفي ومركز صحي ما تسبب في خروج 22 مستشفي في شمال غزة البالغ عددها 24 مستشفي عن الخدمة آخرها مستشفى الشفاء الذي لا يزال محاصر بالدبابات والذي تم قصفه عدة مرات واطلاق النار علي كل من يتحرك داخلة فيما ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي إجلاء المئات من الجرحى والمرضي منه عبر فتح ممر آمن فيما أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 36 جريح ومريض وطفل جراء توقف مولدات الكهرباء في المستشفى ، والخشية من تحول المستشفى الي مقبرة جماعية في ظل رفض دفن الشهداء وإجلاء الجرحى.

وادي العدوان إلى تدمير والإضرار 260 مدرسة و197 مسجد و3 كنائس وتدمير قرابة 241 الف وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي ، ومئات المحلات التجارية والمنشاءات الاقتصادية واراضي زراعية والبنية التحتية والشوارع ومعظم شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي ،الامر الذي في فقدان ادنى مقومات الحياة ومن ضمنها المياه التي يعجز سكان القطاع عن الحصول علي مياه نظيفة صالحة للشرب ، أو مياه النظافة ما ادى الى انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان لاسيما في المدارس التي تأوي النازحين حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل ما يزيد عن 137 الف حالة إصابات بالإسهال والسحايا والأمراض التنفسية.

ولغاية الآن هناك في توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بما فيها المياه، الأغذية، الأدوية، الأغطية والفراش، الكهرباء والوقود. وأصبحت المهمة صعبة وشاقة، واعترضها الكثير من المخاطر الحقيقية، بسبب الترويع المستمر للسكان والاستهداف المخابز وآبار المياه وحتى ألواح الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها بعض المرافق الخدمية تعميقا لسياسة العقوبات الجماعية الانتقامية والخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان، الذي أضيف إلى جرائم القتل والإبادة وحرب التجويع والتعطيش، والتدمير الشامل، الناجم عن الغارات الجوية المكثفة.

خامساً: قطع الاتصالات

تسبب القصف المستمر والمتعمد على شركات الاتصالات في القطاع الى قطع الخطوط والشبكات مما ادى الى انقطاع التواصل بين المواطنين وبث الرعب والذعر بينهم نتيجة فقدان اي وسيلة تواصل مع العالم الخارجي في ظل القصف المتواصل على القطاع.

السيدات/ السادة

يعيش المواطنون في قطاع غزة في ظروف غير أمنة، وتحت خطر الموت والهلاك والتهديد والاستهداف المباشر وغير المباشر، الأمر الذي ينعكس بشكل كارثي على طبيعة حياتهم اليومية وعلى كافة القطاعات لا سيما الخدمات الصحية المقدمة لجرحى العدوان ولعموم المرضى بالقطاع ويحول دون تمتع المواطنين بحقهم المكفول دولياً الحق في الحياة ووتمتع المواطنون بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه.

وتمت كل الجرائم السابقة علي مراي ومسمع العالم الذي عجز عن حماية المدنيين أو ضمان تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب ما تسبب ولغاية الآن في وصول حالة المدنيين الي اقسي من مأساة وأكبر من كأرثة ما يتطلب وبشكل فوري وعاجل لتكاثف دولي انساني بغية وضع حد لتلك الجرائم المرتكبة والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي ترقي لمستوي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتي تأتي في سياق جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد باسم كل الضحايا المدنيين في قطاع غزة ، تدعو الأمم المتحدة والدول الأطراف السامية المتعاقدة علي اتفاقيات جنيف والمنظمات الإقليمية واتحاد البرلمانات الدولي ، وكل المنظمات الحقوقية والأهلية وأحرار العالم لبذل المزيد من الجهود واتخاذ بإجراءات جادة من أجل إنهاء ووقف العدوان الإسرائيلي وجرائم الحرب والعقوبات الجماعية ورفع الحصار عن قطاع غزة ، الضغط على سلطات الاحتلال لإلزامها بالقيام بمسؤولياتها كسلطة احتلال حربي بما في ذلك فتح المعابر واعادة الكهرباء والمياه وتزويد القطاع بكل احتياجاته الإنسانية مع إجبارها علي التقيد باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية سيما ما يتعلق منها بحقوق الأطفال والنساء.

نأمل منكم التحرك الجاد وفقا لولايتكم ومسؤولياتكم الأخلاقية والقانونية لوقف العدوان على قطاع غزة وضمان حماية الأطفال والنساء ورفع العقوبات الجماعية والحصار عن سكان غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والوقود اللازم لتشغيل كل المرافق الخدمية والإنسانية وإعادة التيار الكهربائي والمياه والسماح بإجلاء الجرحى ، والعمل علي محاسبة مقترفي الانتهاكات الجسيمة وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي طالت الاطفال والنساء أمام المحكمة الجنائية الدولية وباستخدام مبدا الولاية القضائية الدولية، وفرض المقاطعة والعقوبات علي دولة الاحتلال الإسرائيلي وشركائها في هذه الجرائم الدولية،  بما يوقف قتل الاطفال والنساء ويوفر الحماية الدولية لهم ويكسر معادلة ازدواجية المعايير وتسيس وانتقائية إنفاذ القانون الدولي ، انسجاماً مع ولايتكم القانونية والأخلاقية.

نأمل منكم سرعة التحرك، الآن، فغداً قد يكون متأخراً جداً

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني

رابط مختصر