التاريخ: 9 نوفمبر2023
التوقيت: 13:00 بالتوقيت المحلي
بلاغ عاجل للتحرك واحاطة حول تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستسقيات والاطقم الطبية خلال حرب الإبادة الجماعية والعدوان المستمر على قطاع غزة
السيدات والسادة، الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، والأمين العام للأمم المتحدة، والمنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة البدنية والعقلية، وأعضاء ورئيس مجلس حقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، مدعي عام محكمة الجنائية الدولية، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الصحة العالمية، جامعة الدول العربية. ومنظمة التعاون الإسلامي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة أطباء بلا حدود، والمنظمات الحقوقية والأهلية الصحية وأحرار العالم.
تهديكم الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تحياتها وتحيات الضحايا المدنيين من الشعب الفلسطيني الذين يعيشون ولليوم 34 تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر علي قطاع غزة ونقدر حرصكم على التدخل من أجل ضمان تمتع المواطنين حول العالم، بحقهم في بلوغ أعلى مستوى من الصحة، بما يشمل حقهم في تلقي خدمة صحية وقت النزاعات المسلحة ، انطلاقاً من أن الحق بالصحة هو حق فطري وأساسي لا يمكن العيش بدونه أو الانتقاص منه لما يترتب على ذلك من مضاعفات كارثية، وفي هذا الإطار اسمحوا لنا مخاطبتكم اليوم لوضعكم في صورة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المستشفيات والمراكز الصحية وتعمد الاحتلال استهداف الاطقم الطبية والمسعفين وسيارات الإسعاف ومقرات ومحطات الإسعاف والمستشفيات والتعقيدات الكارثية التي تمر بها مرفق الصحة بقطاع غزة والتي تضرر عددها منها من جراء القصف المباشر فيما لا زال عدد منها يتعرض للتهديد اليومي بالإخلاء عبر القصف العنيف لبعضها ولمحيط المستشفيات.
حيث وبحسب التوثيقات فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر بحق ما يقارب 2000 عائلة فلسطينية فيما بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 1700 شهيداً وإصابة 25956 مواطناً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. من بين الشهداء 4237 طفل و2719 سيدة و631 مسن فيما لا زال الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل الكوادر الطبية حيث حتى لحظة اعداد المذكرة بلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 192 كادراً صحياً فيما دمر 40 سيارة اسعاف.
السيدات والسادة
نفذ الاحتلال الإسرائيلي أكثر من229 هجوما على مستشفيات القطاع منذ السابع من أكتوبر تنوعت ما بين تدمير بعض من مرافقها واخراج بعضها عن الخدمة نهائياً وتهديد البعض الأخر حيث استهدف الاحتلال 120 مؤسسة صحية واخرج 18 مستشفى و40 مركز للرعاية الأولية عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود ويمكن اجمال ذلك بالتالي:
أولاً: تعمد قصف المستشفيات بشكل مباشر: حيث تعمد الاحتلال الإسرائيلي قصف مستشفى المعمداني بتاريخ 17/10/2023 الأمر الذي تسبب في مقتل واستشهاد 472 مواطن غالبيتهم من الأطفال والنساء وإصابة المئات فيما قصف الاحتلال الاسرائيلي
ثانياً: تهديد المستشفيات بالإخلاء واخراجها عن الخدمة: استمر تهديد المستشفيات بالإخلاء وعبر القصف الهمجي والمتواصل في محيطها ما خلف أضرار بالغة في المستشفيات وخاصة مستشفى القدس والشفاء والاندونيسي في شمال غزة فيما يتعمد الاحتلال استهداف بوابات المستشفيات واخراج بعض المستشفيات كاملا وبعض اقسام من أخرى عن الخدمة
-تم استهداف بوابة مستشفى الشفاء وقصف قافلة إجلاء الجرحى التي كانت تهم بنقلهم الي معبر رفح للعلاج في جمهورية مصر العربية، الأمر الذي ادي الي مقتل 23 مواطن واصابة 63 آخرين
– استهداف مداخل مستشفى القدس والمستشفى الاندونيسي ما خلف عدد من الاصابات وترويع المرضي والجرحى والنازحين في داخل المستشفيات
– صباح اليوم الموافق 9-11-2023 تم استهداف ساحة مستشفى الشفاء بقذيفة مدفعية وكذلك قصف بوابة مستشفي النصر للأطفال وقد خلف استهداف الاحتلال للمستشفيات عدا عن الأضرار التي لحقت بها خلف عشرات الشهداء والجرحى وتسبب بخروج 18 مستشفى عن الخدمة
– لا زال الاحتلال الإسرائيلي يكرر تهديده لمستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال ويطلب اخلاءها فوراً مما يعرض حياة الأطفال المرضى والجرحى لخطر الموت حيث هناك 15 طفل تحت أجهزة دعم الحياة فيما يتابع بها أكثر من 3000 طفل مريض بالسرطان في قطاع غزة وكذلك يهدد حياة 38 طفل في قسم غسيل الكلى الوحيد للأطفال في قطاع غزة وكذلك 10 أطفال تحت أجهزة التنفس الصناعي و20 جريحا بجراحات مختلفة عوضا عن مئات الطواقم الطبية ونحو 6 الاف نازح
-استهداف المستشفى التركي الوحيد الذي يقدم خدمات العلاج لقرابة 10الالف مريض بالسرطان الأمر الذي ادي لتدمير الطابق الثالث واشتعال النيران في المستشفى واجبر الطاقم الطبي على إجلاء من فيه لينضم الى 16 مستشفى و52 مركز رعاية أولية خرجوا عن الخدمة جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي
ثالثاً : منع ادخال الوقود والمستلزمات الطبية للمستشفيات: حيث منذ بدء العدوان فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي عقوبات جماعية انتقامية تمثلت في قطع الكهرباء والمياه ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء ومولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف والانقاذ والدفاع المدني ، كما منعت ولاتزال تعيق مرور ارساليات الدواء والمستهلكات الطبية، جراء استمرار سلطات الاحتلال بعملياتها العسكرية بحق المدنيين لليوم الواحد والثلاثون على التوالي مما اجبر الطواقم الطبية و في حالات كثيرة لإجراء العمليات الجراحية علي أرضية المستشفيات وفي الممرات واحيانا بدون تخدير واستخدام ما يعرف بطب المشرحة، وادي الي توقف الخدمات الطبية لدي مستشفي القدس ومستشفي العودة وتعطل عمل المولدات الرئيسية في مستشفي الشفاء والاندونيسي الذين يتهددهم خطر التوقف عن الخدمة .
رابعاً: تعمد استهداف الاطقم الطبية: حيث وحتى تاريخ كتابة المذكرة، فقد أسفرت العملية العسكرية التي تنفذها سلطات الاحتلال الحربي الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزة، عن استشهاد أكثر من 192 من العاملين في مجال الرعاية الصحية وذلك أثناء عملهم.
السيدات/ السادة
إن الطواقم الطبية تعمل في ظروف غير أمنة، وفي ظل ارهاق شديد وتحت خطر التهديد والاستهداف المباشر وغير المباشر، الأمر الذي ينعكس بشكل كارثي على طبيعة الخدمة الصحية المقدمة لجرحى العدوان ولعموم المرضى بالقطاع ويحول دون تمتع المواطنين بحقهم المكفول دولياً في أعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، مما يتطلب وبشكل فوري وعاجل لتكاثف دولي بغية وضع حد لتلك الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي ترقي لمستوي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
السيدات / السادة
لكل ما تقدم فإننا ندعوكم لبذل المزيد من الجهود عبر قيامكم بإجراءات محددة، من أجل إنهاء ووقف العدوان علي قطاع غزة ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الاطقم الطبية والمسعفين وسيارات الإسعاف والانقاذ والمستشفيات وبما يوقف الأزمة الصحية بقطاع غزة ويسمح باستمرار تقديم الخدمات الصحية وقف انهيار المستشفيات ، بما في ذلك الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها المتواصلة بحق كل ما يتصل بمرفق الصحة، وفتح المعابر أمام حركة تنقل الجرحى وضمان مرور الاطقم الطبية من الخارج وارساليات الوقود والدواء والمستهلكات الطبية لضمان استمرار قدرة المستشفيات وطاقمها من القيام بدورها، إلى جانب تعزيز جهود فضح هذه الانتهاكات الفظيعة ومحاسبة المسئولين عنها، انسجاماً مع اتفاقيات القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة مواثيق حقوق الإنسان والأعراف المستقرة التي تؤكد على أن حماية البنى التحتية الطبية وطواقم المعالجين أمر واجب في كل الظروف . وتدعو الهيئة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية العمل على حماية المستشفيات والاطقم الطبية والمسعفين عبر التواجد الدائم فيها وتنسيق ومرافقة سيارات الاسعاف لإخلاء الشهداء والمصابين من ممرات الموت التي يصنعها الاحتلال الإسرائيلي لقتل المواطنين الذين يجبرهم على التحرك خلالها من شمال قطاع غزة الى جنوبه باعتبار ان القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة كفلت الحماية للمنظومة الصحية ودعم احتياجاتها الطبية الطارئة والوقود وتمكينها واعطائها الفرصة الكاملة للقيام بوظائفها في انقاذ حياة الاف المرضى والجرحى
نأمل منكم سرعة التحرك، الآن، فغداً قد يكون متأخراً جداً، وختاماً دعونا نتصور ما المصير الذي سينتظر مريض أو جريح يحتاج لرعاية صحية غير متوفرة؟، أو حالت العمليات العسكرية الإسرائيلية واستهداف المستشفيات دون وصوله لها، إنه مشهد إنساني مأساوي وقاسي مجرد التفكير بهذه الأسئلة، وعليه نتطلع ومعنا الاطقم الطبية والمدنيين والضحايا، لجهدكم الفوري والفاعل عملاً بولايتكم القانونية والأخلاقية لوقف العدوان وحماية المدنيين والمنشآت المدنية الصحية.
تقبل فائق الاحترام والتقدير،
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني