بيان ونداء انساني وحقوقي الهيئة الدولية “حشد” تدعو إلى تشكيل تحالف إنساني دولي لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف العدوان وحماية المدنيين
التاريخ:29-10-2023
التوقيت: 13:00 بالتوقيت المحلي
بيان ونداء انساني وحقوقي
الهيئة الدولية “حشد” تدعو إلى تشكيل تحالف إنساني دولي لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف العدوان وحماية المدنيين، وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان قطاع غزة.
في اليوم الثالث والعشرين من حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى تاريخه، تتكشف المزيد من المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان المتبقين في قطاع غزة. بعد استعادة الاتصالات والإنترنت جزئيًا، أعلن الدفاع المدني عن وجود جثث لمواطنين متفتتين في الشوارع، فقد استغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي انقطاع الاتصالات في توسيع كثافة النيران والأحزمة النارية المدمرة في مختلف مناطق القطاع التي شهدت كثافة في عمليات القصف الجوي والبحري والبري.
حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المجازر بحق العائلات واحداث دمار واسع في المناطق والاحياء التي تستهدفها القصف، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة.
لترتفع اعداد ضحايا العدوان الى 1.5٪ من سكان قطاع غزة بين قتيل وجريح ومفقود، حيث استشهد حتى الآن (805) مواطن من بينهم 3342 طفل و2062سيدة، 460 مين نصفهم من الأطفال و30٪ منهم نساء، و116 من المسعفين والطواقم الطبية، و34 صحفيًا. وما زال أكثر من 2000 شخص مفقودًا حتى الآن، نصفهم من الأطفال، نتيجة انتشار جرائم الحرب والهجمات الوحشية بريًا وبحرًا وجوًا، واستخدام القوة المميتة غير المتناسبة بلا مراعاة لمبادئ التمييز والضرورة العسكرية ومبادئ الإنسانية. الانتهاك الأكثر خطورة هو استهداف العائلات وهدم منازلهم فوق رؤوس سكانهم دون سابق إنذار كنمط ثابت في جرائم الإبادة الجماعية المستمرة، مما أدى إلى ارتكاب مجازر بحق 881 عائلة 20٪ منها شطبت من السجل المدني.
منذ بدء العدوان، تم استخدام كثافة نيران لم تستخدم منذ حرب عام 1973، وفقًا لاعتراف الجيش الإسرائيلي. إلى جانب آلاف الأطنان من البارود التي تجاوزت إلقاء قنبلة نووية على مساحة 360 كيلومتر مربع. تم وما زال يتم استخدام مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك القنابل الثقيلة الارتجاجية والتي تنبعث منها غازات كيميائية سامة والفوسفور الأبيض، بهدف تدمير المنازل والمناطق السكنية والبنية التحتية المدنية. دمرت وتضررت أكثر من نصف المنازل والمباني في قطاع غزة. تسبب ذلك في زيادة الهجرة القسرية للفلسطينيين بشكل يومي، وصلت إلى حوالي 1.6 مليون مواطن، نصفهم أطفال، بالإضافة إلى النساء، يعيشون في ظروف قهر وترويع وغياب الحد الأدنى من شروط الحياة الإنسانية في مراكز الإيواء أو منازل الأقارب والأصدقاء الذين ازدحموا بهم.
وادي استمرار الحصار الخانق والعقوبات الجماعية وإغلاق المعابر وقطع الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات والإنترنت جزئيًا وكليًا، ومنع وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية وشحنات الوقود الضرورية لتشغيل محطة الكهرباء لضمان وصول مياه الشرب، ومولدات المستشفيات وسيارات الإسعاف وعربات الدفاع المدني، ما أدى إلى توقف معظمهم عن العمل. توقفت معظم الأجهزة الطبية الحيوية، مما يضع حياة المرضى والجرحى في خطر الموت. بالإضافة إلى خطر توقف المستشفيات، وخطر استهداف مستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة والمستشفى القدس والمستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث يتم التهديد بإخلائها قسريًا من خلال القصف، وسط اتهامات إسرائيلية زائفة لهذه المستشفيات لتبرير استهدافها، وتدميرها واستكمال عملية إفراغ محافظات غزة والشمال من سكانها قسرا.
واليوم الثالث والعشرين توقفت معظم آبار المياه والمخابز ومحطات معالجة المياه وخدمات النفايات عن العمل جزئيًا أو كليا بسبب الاستهداف المباشر وعدم توفير الطاقة أو الوقود، عدا عن عدم القدرة على انتشال الاف من الجثث من تحت الركام، الأمر الذي أسفر عن بدء انتشار الأمراض المعدية والأوبئة لدي سكان قطاع غزة بشكل خاص في مراكز الإيواء، وفقًا لتقارير منظمات صحية، وخاصة بين الأطفال الذين لم يحظوا بحمام واحد منذ بدء العدوان. بالإضافة إلى نقص الرعاية الصحية ونقص المياه النظيفة وتوفير النظافة في مراكز الإيواء ونقص الغداء والمواد الصحية.
وفقًا للمتابعة من قبل الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، تزداد حالة العبء الإنساني يومًا بعد يوم نتيجة ندرة المياه والغذاء والمساعدات فصور طوابير الانتظار لساعات أمام المخابز ومحطات المياه التي لا زالت تعمل بقدر محدود في القطاع تشهد على الوضع الإنساني الكارثي والمأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة.
اذ تؤكد الهيئة الدولية “حشد” وفقًا لمتابعتها وجميع الأدلة والمؤشرات السابقة وسماع الضحايا الناجين، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهداف المدنيين بشكل متعمد، وبشكل خاص الأطفال والنساء، وتدمير منازل المواطنين والمنشآت المدنية والخدمية والبنية التحتية المدنية والمحلات التجارية ومخازن الغداء والأراضي الزراعية والمنشآت الاقتصادية، في استكمال لحلقات جريمة اهلاك وإبادة السكان، وتكشف عن سياسة إسرائيلية تهدف تحويل القطاع إلى منطقة مدمرة غير صالحة للحياة. يتعزز ذلك بالتصريحات العنصرية الزائفة من المسؤولين الإسرائيليين التي تبرر الجرائم الوحشية المرتكبة في القطاع، والتي هي بحد ذاتها تأكيد على تعمد ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية.
الهيئة الدولية “حشد” ترحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل “متحدون من أجل السلام” والذي يدعو إلى وقف العدوان وضمان حماية المدنيين والممتلكات المدنية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية لسكان القطاع. وترحب بكافة المواقف الدولية الرافضة للعدوان والمنددة بجرائم الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وباقي جرائم الاحتلال وانتهاكاته الجسيمة في الضفة الغربية ومدينة القدس والتي وصلت حصيلتها منذ بدء العدوان الي 116شهيد و1560معتقل بشكل تعسفي عدا عن اعتداءات المستوطنين واقتحام الاماكن المقدسة.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” تدعو إلى ضرورة تحويل الإدانات والمواقف الدولية والعربية وخاصة نداءات منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر ووكالة الغوث الدولية ومنظمة اليونيسيف باقي النداءات العربية والدولية إلى إجراءات عملية لوقف العدوان، وحماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وضمان تدفق وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع لمنع مفاقمة الكارثة الإنسانية.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” تطالب بضرورة تفعيل جميع آليات المحاسبة للقادة ودولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال القضاء الوطني والمحكمة الجنائية الدولية والمحكمة العدلية الدولية.
الهيئة الدولية “حشد” تدعو احرار العالم الي تكثيف ومواصلة الجهود الشعبية الدولية والإقليمية والعربية للضغط على الأطراف الثالثة المتعاقدة على اتفاقيات جنيف ودول العالم للقيام بواجباتهم الأخلاقية والقانونية لحماية المدنيين وتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني ووقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
انتهى
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني(حشد)