الهيئة الدولية “حشد” تنظم لقاء بعنوان “الشباب الفلسطيني بين الواقع والطموح”
التاريخ: 18 أغسطس 2021
خبر صحافي
الهيئة الدولية “حشد” تنظم لقاء بعنوان “الشباب الفلسطيني بين الواقع والطموح”
فلسطين المحتلة/ غزة: نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، اليوم الأحد، ورشة عمل بعنوان “الشباب الفلسطيني بين الواقع والطموح”، بمشاركة كلٍ من الأستاذ عماد الباز مدير دائرة الاتحادات والمؤسسات الشبابية في الهيئة العامة للشباب والثقافة، والاستاذ أيمن علي القيادي في حركة المبادرة الوطنية والناشط المجتمعي والحقوقي أدم المدهون وعددٍ من المهتمين والمثقفين.
بدوره قال عماد الباز مدير دائرة الاتحادات والمؤسسات الشبابية في الهيئة العامة للشباب والثقافة: إن ” الدائرة تُشرف على 70 مركزًا شبابي على مستوى قطاع غزة، وهدفها تنمية قدرات الشباب واستثمار قدراتهم في خدمة المجتمع، نظرًا لواقع البطالة المرتفع بقطاع غزة حيث تُمكنكم تلك المراكز من اقامة الأنشطة داخل المجتمع”.
وأضاف الباز: أن ” وفق القانون الفلسطيني فإن أي مجموعة شبابية لديها مجموعة من الأهداف يحق لها انشاء مركز شبابي من خلال تقديم الأوراق المطلوبة للترخيص، ولا يشترط انتماء تلك المجموعات الشبابية لأي فصيل أو حزب سياسي، مشيراً إلى أن المراكز الشبابية موزعة من رفح حتى جنوب قطاع غزة ونُشرف عليهم بصورة مستمرة بهدف تطوير متخصصة في جميع المراكز الشبابية تهدف إلى صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم”.
و أشار، إلى أن كثيرًا من المراكز حصلت على التراخيص اللازمة وأشادوا بالعمل الشبابي، حيث استطاعوا انشاء مخيمات صيفية من خلال الدعم المباشر من الهيئة العامة للشباب والثقافة، مؤكدًا صعوبة الوضع الشبابي في قطاع غزة نظرًا للمعيقات العديدة المحيطة به سيما مع العدد الكبير للخريجين مقارنة مع نسبة فرص العمل أو التوظيف.
وأوضح الباز: “مهمتنا كمراكز شبابي الى انه في حالة لم نستطع توفير فرص العمل نقوم بتوفير التدريب المناسب الذي يهدف إلى تنمية قدرات الشباب عبر المشاريع الاستثمارية التي تُمكن الشباب من تحقيق التنمية المستدامة في ظل الحاجة لمثل هذه المشاريع”.
من جانبه، تحدث القيادي في حركة المبادرة الوطنية أيمن علي عن دور الأحزاب السياسية في دعم الشباب الفلسطيني قائلًا: إن ” الأحزاب ليس بمنأى عن هموم وقضايا الشباب العامة والتي في مقدمتها ارتفاع نسبة البطالة التي تُعيق دور الشباب بتقديم ما يستطيعون لتطوير المجتمعات التي يعيشون فيها، وتراجع الخدمات الصحية المقدمة والتعليم الذي يمس شريحة كبيرة من الشباب ويُشكل هاجسًا لدى كثيرين منهم وضرورة تعزيز دورهم مجتمعيًا عبر المشاركة السياسية”.
وأضاف علي مهنئًا رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني د. صلاح عبد العاطي بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه مشيدًا بالجهود التي بذلها في سبيل الحصول عليها، وجهود الهيئة في عقد وتنظيم مثل هذه الورشات لتقريب وجهات النظر وتعزيز دور الشباب.
وأكد “علي” على أهمية مشاركة الشباب في صنع القرار السياسي، وضرورة تفعيل دورهم بالمؤسسات المختلفة وهذه مشكلة يُعاني منها الشباب، مستذكرًا فترة الانتخابات الماضية وكان بينها 36 قائمة رشحت نفسها للانتخابات التشريعية معظمها كانت يرأسها الشباب والذي يُدل على تعطش الشباب للمشاركة السياسية وهي مؤشر واضح على تحمس الشباب لتفعيل دورهم في صنع القرار وقد دق الشباب ناقوس الشباب بالنسبة للأحزاب بعدما أصبحوا خارج ثوب الحزبية وهو ما يعني امكانية التعبير عن الشباب بشكل حِيادي ومستقل”.
واستذكر القيادي علي، أن الشباب كانوا يُشكلون من قائمتهم الانتخابية التي كانوا ينوون خوض الانتخابات فيها ما نسبته 45 % وكانوا يطمحوا لأكثر من ذلك، في ظل الغياب القسري لدور الشباب خلال الفترات الماضية وابتعادهم عن دوائر صنع القرار في الحياة السياسية، لافتًا إلى أن ذلك يبدأ من الجامعات حيث انتخابات مجلس الطلبة، والمؤسسات النقابية والأهلية والمهنية.
وأوضح القيادي في حركة المبادرة، أن المحرك الأساس للحياة الديمقراطية داخل المجتمع هي الانتخابات كونها الحلقة الأقوى بين الأحزاب وقواعدها الجماهيرية وبانعدام الانتخابات تنفصل الأحزاب عن قواعدها الشعبية، وكون الانتخابات تسهم في عملية التجديد داخل الأحزاب والتنظيمات، وهي من ستسمح للشباب من تعزيز مشاركتهم السياسية وصُنع القرار.
لافتًا إلى أن غياب الانتخابات والحياة الديمقراطية وتفاقم الأزمات والوضع الاجتماعي بشكل عام، الذي تأثر بالانقسام والأوضاع السياسية حيث بات أكثر المتضررين منه قطاع غزة كونه النواة الأساسية في بناء المستقبل المشرق للمجتمع الفلسطيني.
من ناحيته قال الناشط الشبابي والحقوقي آدم المدهون: إنه ” لا يخفى على أحد واقع الشباب الفلسطيني بعد 15 عامًا من الانقسام والحصار وانعدام فرص العمل، وانعدام حرية الرأي والتعبير لسنوات طويلة بالاضافة إلى السياسات العامة التي يُعاني منها الشباب وتحرمهم من المشاركة السياسية والوصول لأماكن صنع القرار لممارسة دورهم الحقيقي وانتزاع حقوقهم والمشاركة الفاعلة في ترتيب البيت الفلسطيني بعدما فشل السياسيون في اعادة ترتيبه وتوحيده وتحقيق الوحدة الوطنية”.
وأضاف المدهون: ” واقع الشباب الفلسطيني طِيلة السنوات الماضية مؤسف حيث يتعرض لحملات قمع من السلطتين في الضفة الغربية وقطاع غزة أو من خلال الاحتلال عبر القمع والاعتقال والتنكيل، فيما يُصنف المجتمع الفلسطيني والشباب وفق كافة المراكز البحثية والاحصائية على أنه مجتمعي فتي حيث يُشكل الشباب النسبة الأكبر فيه وكان لديهم طموح بالمشاركة في الحياة السياسية عبر التسجيل في السجل الانتخابي لخوض الانتخابات ولكن طبيعة الحياة السياسية أفشلت ذلك الطموح كما أفشلته خلال العديد من الحراكات الماضية”.
وتابع المدهون: ” الحراكات الشبابية التي كانت يتم تنظيمها خلال السنوات الماضية، كانت يتم قمعها بالتضييق والاعتقال والقمع والاحتواء والتفكيك أو عبر “الانقلاب الأبيض”، داعيًا إلى ضرورة وضع بدائل للخروج من هذه الازمات التي طالت جميع فئات المجتمع ومنها “الشباب” وضرورة العودة إلى الحياة الديمقراطية في فلسطين وفق مبدأ الانتقال السلمي للسلطة إضافة إلى العدالة الانتقالية ورد المظالم والسماح باجراء الانتخابات في الجامعات المنظمات الأهلية والنقابات المهنية والمجلس التشريعي والوطني والعمل على ضخ دماء جديدة للشباب والعمل على تجديد النظام القائم واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتكون مظلة حقيقية للشعب الفلسطيني يدخل في اطارها الكل الفلسطيني”.
وطالب الناشط المجتمعي والحقوقي أدم المدهون، الأحزاب السياسية بضرورة تعديل نُظمها الداخلية بهدف تقريب المسافة لوصول الشباب لعضوية المكتب السياسي والقيادة السياسية، كون نسبة مشاركة الشباب في قيادة الأحزاب لا تتجاوز الـ 1 % على صعيد اللجنة المركزية لحركة فتح والمكتب السياسي لحركة حماس، حيث لطالما شكل الشباب نواة الثورة الفلسطينية وهم نواة التحرير وعليهم معلقة أمال كبيرة برغم التحديات التي تعصف بهم ليلًا ونهارًا.
وختم المدهون حديثه بالقول: ” سيبقى الأمل بأن الشباب الفلسطيني قادر على انتزاع حقوقه من الجميع كما تمكنت الشعوب من انتزاع حقوقها من الأنظمة المستبدة طيلة السنوات الماضية”.
وقد أجمع المشاركون في الورشة، على ضرورة تعزيز دور الشباب في المجتمع الفلسطيني، وافساح المجال لمشاركتهم السياسية في الأحزاب والتنظيمات، وضرورة مشاركتهم في صناعة القرار، الذي يُعزز من مبدأ الشراكة الحقيقية في الحياة السياسية، والعمل الجاد نحو تطوير وصقل قدرات الشباب ليكون سفراء لبلادهم ويسهموا في تطويرها، وانتشالها من وحل الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
أنتهى