خلال لقاء نظمته الهيئة الدولية (حشد).. مجتمعون يؤكدون على ضرورة إجراء بعض التعديلات على بنود قانون الضمان الاجتماعي وتخفيض نسبة اشتراكات العاملين
خلال لقاء نظمتها الهيئة الدولية (حشد).. مجتمعون يؤكدون على ضرورة إجراء بعض التعديلات على بنود قانون الضمان الاجتماعي وتخفيض نسبة اشتراكات العاملين
فلسطين المحتلة/ غزة: نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) اليوم السبت الموافق 10/11/2018 ورشة عمل بعنوان “التحديات التي تواجه قانون الضمان الاجتماعي”، بمشاركة عدد من الموظفين المتقاعدين والعاملين والنقابات والهيئات الممثلة للموظفين في مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية والعديد من الشخصيات الاعتبارية، في مقر الهيئة في مدينة غزة.
وأوصى المجتمعون بضرورة تخفيض نسبة اشتراكات العاملين في صندوق الضمان الاجتماعي إلى 6%، مع حصولهم على نسبة عادلة من أرباح استثمارات صندوق الضمان الاجتماعي.
كما أكد المجتمعون على ضرورة تحديد جدول زمني للاستفادة من التأمينات اللاحقة وفقاً لقانون الضمان الاجتماعي، مع إجراء بعض التعديلات على بنود قانون الضمان الاجتماعي، وإدراج نصوص ضمن القانون أو ضمن اللوائح التنفيذية، تقرر التنسيق بين هيئة التقاعد ومؤسسة الضمان للاستفادة من الخبرات وتقليل النفقات، وعدم تعارض الاستثمارات.
وفي كلمته الترحيبية أكد د. علاء حمودة مدير التدريب والتوعية بالهيئة الدولية (حشد) على أهمية موضوع اللقاء وقام بتعريف الحضور بقانون صندوق الضمان الاجتماعي، وكيفية الانضمام الى الصندوق، والفئات التي يستهدفها، بالإضافة إلى المساهمات المطلوبة من العمال وأصحاب العمل، وما هي التـأمينات التي سيغطيها الصندوق.
من جهته أشار مصطفى شحادة الخبير القانوني إلى أهمية قانون الضمان الاجتماعي الذي يعتبر حلم الحركة العمالية رغم أنه بحاجة لإجراء بعض التعديلات على مواده بما يضمن حماية حقوق العمال وأفراد أسرهم.
وقال أن الضمان الاجتماعي حق من حقوق الانسان التي نصت عليها الإعلان العالمي لحقوق الانسان، والمواثيق الدولية، واتفاقيات العمل الصادرة في منظمة العمل، خاصة اتفاقية 102 للضمان الاجتماعي التي وضعت المعايير لتكون مرشداً لجميع دول العالم.
وأكد على أهمية فهم فلسفة القانون ومعايره وحدوده وخصائصه، قبل نصوصه، وبدون ذلك يكون من الصعب فهم نصوصه.
وشدد أن الحراك الرافض للقانون ناتج عن تحريض أصحاب المصالح المتعارضة ومن بينهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي يقع عليها التزام وفقاً لاتفاقية باريس الاقتصادية لعام 1994 بتحويل مستحقات العمال للسلطة الفلسطينية وتحولها الأخيرة للعمال سيما أنه هناك مستحقات عمالية متراكمة لدى الاحتلال.
وتابع حديثه إلى ذلك معارضة شركات التأمين وأصحاب العمل الذين لا يدفعون مكافئة نهاية آخر الخدمة للعمال، مشيراً إلى وجود ثقافة سلبية للعمال حول ما يوفره القانون من حماية مستقبلية لحقوقهم.
وأوضح أن قانون الضمان الاجتماعي جيد ومقبول وهو من أفضل القوانين في المنطقة العربية، سواء لصاحب العمل، أو للعامل.
بدوره قال محمد المنسي ممثل عن المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص:” إن قانون الضمان الاجتماعي سن في ظل ظرف اقتصادية صعبة يعاني منها قطاع غزة، وفي ظل الانقسام والتعامل معها بمعيارين، مؤكداً أن التوقيت غير مناسب سواء في الضفة أو قطاع غزة.
وأضاف في اللحظة التي تم فيها اصدار هذا القانون وبدأ تعميمه على المؤسسات الرسمية، بدأنا نواجه إشكاليات مع العمال الذين يعملون في المنشآت الاقتصادية، فبدأنا برفع القضايا على أصحاب العمل، وهذا أضر بالمصلحة.
وتابع حديثه:” ففي الفترة الأخيرة تراجع عدد العمال العاملين في القطاع الخاص نتيجة للظروف التي تعاني منها غزة من حصار وتدمير وإغلاق وعدم السماح بإدخال مواد خام وانقطاع الكهرباء، حيث أصبح تراجع عدد العمال في القطاع الصناعي من 136 ألف إلى 8 ألف عامل”.
وأكد أن هناك مئات القضايا المرفوعة أمام النائب العام والمحاكم على أصحاب العمل والشركات والمصانع في غزة.
وأوضح المنسي أن هناك بند في قانون الضمان الاجتماعي أن الحد الأدنى للأجور 1457 شيكل( 375 دولار) وهذا هو قانون الحد الأدنى للأجور، فأنا مثلا صاحب شركة ولدي موظفين رواتبهم تجاوزت 2000 شيكل، سأضطر لتخفيض راتبه للحد الأدنى للأجور، وإدخاله في الضمان الاجتماعي”.
من جانبه، قال سمير الدقران الخبير الاقتصادي، إن هناك تحفظات كبيرة على قانون الضمان الاجتماعي، من قبل الحملة الوطنية للضمان الاجتماعي، وارسلت مجموعة من التوصيات طالبت خلالها بتعديله.
وأكد الدقران، أن أهم تلك التحفظات هي صدور القانون بعيدًا عن غزة، التي ليس لها علاقه به من قريب أو بعيد، كما أنه تم اعتماده بعيدًا عن المجلس التشريعي، بالقراءات الثلاث حسب الأصول القانونية في إقرار القوانين.
وأوضح الدقران، أن القانون لا يشمل كافة فئات الشعب الفلسطيني، بل أخذ جزءًا من ما يشبه نظام التقاعد، لأنه يوجد فيه مساهمات ويجب أن يكون هناك عامل براتبًا شهريًا، ولم يغطي بفلسفة الضمان الذي يجب أن يغطي كافة فئات الشعب ويمنع حالات الفقر، وبحد أدنى لأجور 1450شيكل وهو أقل من حد الفقر، إضافة إلي أنه لا يقبل العمال الذين يعملون أقل من 16 يومًا، كما أنه لا يقبل من يقل راتبه عن الحد الأدنى للأجور، علاوة أن تكون مدة عمله وصلت لـ 15عامًا، وفي حال ساهم عامل براتبه لمدة تقل عن 12 شهر وتوفي لا تستفيد أسرته من الضمان الاجتماعي وتصادر كل مساهماته.
وأضاف الدقران، أن القانون لم يحترم الزوجة في قانون الضمان الاجتماعي، حيث لا تستفيد اسرتها من الضمان الاجتماعي، في حال وفاتها.
بدوره أكد أ. حجازي القرشلي الخبير القانوني أن قانون الضمان الاجتماعي هو أقرب لقانون التقاعد ولا يوفر الضمان الاجتماعي للعمال وأفراد أسرهم، بل أن المنافع الذي يقدمها قانون التقاعد أكبر رغم مساواتهما في نسب الاشتراك.
رغم ذلك أشار أ. حجازي إلى أهمية وجود القانون وسريانه وإلزاميته على العمال وأصحاب العمل كافة، إلا أن القانون بصيغته الحالية لا يوفر عدالة أو شفافية ونصوصه تحتاج إلى إعادة صياغة، حيث يقع عبء الاشتراكات فيه على فئة العمال فقط، ولا ويوفر حماية للعاطلين عن العمل ولا تأمين صحي لهم.
كما أن الحكومة غير ضامنة لصندوق الضمان الاجتماعي بشكل حقيقي، مؤكداً على أن نسبة الاشتراكات التي يتم استقطاعها من العامل وهي 7% مرتفعة مقابل ما يدفعه صاحب العمل وهي 9% والتي لا تتعدى في نهاية الأمر أن تكون استحقاق مكافئة آخر الخدمة الواجبة عليه.