
حشـــــد الاحتلال الإسرائيلي يرتكب أوسع خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقصف المدنيين والبنية التحتية في غزة وسط كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة
التاريخ: 20 اكتوبر 2025
بيان صحفي
حشــــد الاحتلال الإسرائيلي يرتكب أوسع خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقصف المدنيين والبنية التحتية في غزة وسط كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة
تعبر الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للتصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير والمتواصل ضد المدنيين في قطاع غزة، والذي يُعدّ أوسع وأخطر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ.
حيث وثّقت الهيئة، استناداً إلى متابعة باحثيها والمتابعة مع الجهات الرسمية اكثر من 140 خرقاً، منذ قرار وقف الحرب، باستخدام الطائرات الحربية والدبابات والآليات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنية، في مشهد يعكس رغبة الاحتلال الواضحة في التصعيد واستمرار سياسة العدوان والعقوبات الجماعية.
وكان من أخطر هذه الانتهاكات قيام جيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين بشن أكثر من 100 غارة جوية ومدفعية على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن استشهاد 99 مدنياً بينهم أطفال ونساء وصحفيون، وإصابة أكثر من 230 آخرين، وقد استهدفت جرائم الاحتلال خيام النازحين والمدارس والمنازل والمرافق المدنية، ومنها مدرسة السردي في النصيرات ومستشفى كمال عدوان وخيام نازحين قرب خان يونس، بالإضافة إلى تدمير منشآت خدمية حيوية، مما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في مختلف محافظات القطاع.
واذ تؤكد الهيئة بان الاحتلال يواصل استهداف الإعلاميين والمؤسسات الصحفية ضمن سياسة ممنهجة لإخفاء جرائمه، حيث استُشهد الصحفي أحمد أبو مطير ومهندس بث في شركة إعلامية محلية، بينما ودّع الصحفي محمد الزعانين ابنه الذي استُشهد في قصف الزوايدة في اعتداءً سافراً على حرية الصحافة والحق في الحياة .
الهيئة الدولية حشد تحذر من كارثة بيئية وصحية وشيكة في قطاع غزة، بعد إعلان بلدية غزة عن تلوث مياه البحر واختلاط مياه الصرف الصحي بخزانات مياه الشرب، نتيجة توقف المضخات ونفاد الوقود ومنع إدخال معدات الصيانة والمولدات الكهربائية اللازمة لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي. وتؤكد الهيئة أن هذه التطورات تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين وتشكل جريمة إهمال متعمد.
الهيئة الدولية حشد تحذر من خطورة الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة جراء عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر إغلاق المعابر ومنع إدخال الإمدادات، الأمر الذي يهدد بعودة المجاعة والانهيار الكامل للقطاع الصحي والبيئي، خصوصاً في ظل تحذيرات الأونروا من “خطر جدي لعودة المجاعة” بعد توقف إدخال الإمدادات. وتشدد الهيئة على أن خطة الاستجابة الإنسانية الأممية يجب أن تركز على إدخال المساعدات وتعزيز التعافي، لمنع الانهيار الإنساني الذي تسببت به جرائم الاحتلال واستمرار العجز عن إزالة الركام وانتشال الشهداء من تحت الأنقاض بسبب منع إدخال المعدات الثقيلة والوقود اللازم لتشغيلها. وتعتبر الهيئة أن استمرار الاحتلال في هذا المنع يشكّل استخدامًا متعمدًا للتجويع والشلل الخدمي كسلاح حرب ضد المدنيين.
الهيئة الدولية حشد تدين وبشدة استشهاد الأسير المسن كامل محمد العجرمي (69 عاماً) من غزة، الذي قضى في مستشفى سوروكا بعد احتجازه في سجن النقب وسط ظروف قاسية. وتعتبر الهيئة أن وفاته تمثل جريمة قتل بالإهمال الطبي المتعمد تستوجب تحقيقاً دولياً ومساءلة قادة الاحتلال والمسؤولين عن الجرائم بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
الهيئة الدولية حشد تحذر من استمرار الاحتلال في سياسات القتل والحصار والتجويع والسيطرة على أكثر من نصف مساحة القطاع وإغلاق معبر رفح سيؤدي إلى تداعيات إنسانية خطيرة، ويفتح الباب أمام مواصلة العدوان الإسرائيلي ضمن سياسة ممنهجة تقودها حكومة نتنياهو لتفجير الاتفاق وتوظيف الدم الفلسطيني كأداة سياسية للبقاء في الحكم.
وبناءً على ما سبق، تطالب الهيئة بما يلي:
1. التحرك الدولي الفوري للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف العدوان والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وتفعيل دور الأمم المتحدة والوسطاء في وضع آلية ملزمة لمراقبة وتنفيذ الاتفاق.
2. رفع الحصار فورًا وفتح المعابر بشكل دائم للسماح بدخول المساعدات ومواد إعادة الإعمار دون قيود.
3. التدخل الدولي العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني والبيئي في غزة، ودعم البلديات والمؤسسات الخدمية لضمان استمرار الخدمات الأساسية.
4. إحالة جرائم الاحتلال الأخيرة إلى المحكمة الجنائية الدولية وفتح تحقيق عاجل في جرائم القتل العمد واستهداف المرافق الإنسانية والإعلامية



