أوراق حقائقاخبار صحفية

“حشد” أكثر من 22 ألف طفل استشهدوا في غزة خلال عامين من الإبادة الإسرائيلية، ومئات الآلاف مهددون بالموت جوعًا

التاريخ: 11 اكتوبر 2025

خبر صحافي  

الهيئة الدولية “حشد”: أكثر من 22 ألف طفل استشهدوا في غزة خلال عامين من الإبادة الإسرائيلية، ومئات الآلاف مهددون بالموت جوعًا

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” ورقة حقائق جديدة بعنوان “الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال في قطاع غزة منذ عامين”، أعدّتها المحامية ريم محمود منصور، كشفت فيها عن أرقام صادمة تُظهر حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والتي وصفتها الهيئة بأنها الأكثر دموية في التاريخ الحديث ضد الأطفال.

ووفقًا للورقة، فقد استُشهد أكثر من 22,000 طفل في قطاع غزة خلال العامين الماضيين نتيجة القصف الإسرائيلي المباشر الذي استهدف المنازل والمدارس ومراكز الإيواء، فيما لا يزال نحو 12,000 طفل مفقودًا، يُعتقد أن معظمهم تحت الأنقاض. كما أصيب أكثر من 40,500 طفل بجروح متفاوتة، بينهم ما يزيد عن 4,800 طفل أُصيبوا بإعاقات دائمة، في حين بلغ عدد الأطفال الأيتام نحو 56,320 طفلًا فقدوا أحد الوالدين أو كليهما.

وأكدت الورقة أن أكثر من مليون طفل نزحوا قسرًا من منازلهم إلى مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وأن 12,000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم أكثر من 600 حالة حرجة تحتاج إلى علاج فوري خارج القطاع. كما يواجه 650 ألف طفل خطر الموت جوعًا بسبب الحصار ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية، وعلى رأسها حليب الأطفال، حيث يُقدّر عدد الرضّع المهددين بالموت جوعًا بأكثر من 40,000 طفل نتيجة نقص الحليب.

وأشارت “حشد” إلى أن الجرائم الإسرائيلية لم تقتصر على القتل والتجويع، بل طالت حتى المواليد الجدد، إذ فقدت أكثر من 12,000 امرأة حامل جنينها، وارتفعت نسبة الإجهاض بنسبة 300%، إضافة إلى تسجيل 1,640 ولادة مبكرة و200 حالة تشوه لكل ألف ولادة، وهو ما يعادل خمسة أضعاف المعدل العالمي.

وفيما يتعلق بالحق في التعليم، بيّنت الورقة أن الاحتلال دمّر بالكامل أكثر من 163 منشأة تعليمية وأكاديمية، فيما تضررت 388 مدرسة وجامعة بأضرار جسيمة، ما أدى إلى حرمان 785,000 طالب وطالبة من حقهم الأساسي في التعليم، وتحويل عشرات المدارس إلى مراكز إيواء مكتظة.

كما تناولت الورقة الأبعاد النفسية الكارثية، موضحة أن 80% من الأطفال يعانون من كوابيس واضطرابات نوم، وأن 96% يشعرون بأن الموت وشيك، في حين يعاني 92% من الأطفال من صدمات نفسية حادة نتيجة فقدان الأهل والمنازل والتعرض المستمر للقصف والخوف.

وأكدت الهيئة في ورقتها أن هذه الانتهاكات تشكّل خروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن ما يتعرض له أطفال غزة يُعدّ انتهاكًا صارخًا لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، واتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998.

وأضافت أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجرائم، باعتبار أن استهداف الأطفال والمدارس والمستشفيات واستخدام التجويع كسلاح حرب هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب المادة (8) من نظام روما الأساسي.

وفي ختام الورقة، أكدت الهيئة الدولية “حشد” أن ما يجري بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة يمثل تهديدًا وجوديًا لمستقبل المجتمع الفلسطيني، مطالبة المجتمع الدولي بـتحرك عاجل يتجاوز الإدانة اللفظية نحو إجراءات عملية تضمن حماية الأطفال ومحاسبة مجرمي الحرب.
وأكدت “حشد” أن أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين، وأن السكوت الدولي على هذه الجرائم يمثل مشاركة ضمنية في استمرار الإبادة، داعية المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومؤسسات العدالة الدولية، إلى التحرك الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية وإنقاذ ما تبقّى من جيل الأطفال في قطاع غزة.

لقراءة الورقة بالكامل اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى