بيانات صحفية

حشــد استهداف العائلات والمنشاءات الطبية وجرائم التدمير والمجاعة ينبغي ان يقابل بتدخل دولي بموازاة الخطر الإنساني الذي يتعرض له سكان غزة

التاريخ :28 سبتمبر 2025

 

بيان صحفي

حشد استهداف العائلات والمنشاءات الطبية وجرائم التدمير والمجاعة ينبغي ان يقابل بتدخل دولي بموازاة الخطر الإنساني الذي يتعرض له سكان غزة

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد): تتابع بقلقٍ بالغ استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة التي دخلت يومها الـ723، حيث تشتد المجازر اليومية وتتكامل سياسات القتل والتجويع والتدمير لتشكّل مزيجًا من الجرائم الدولية التي تهدد الوجود الإنساني والحضاري في قطاع غزة ، حيث يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل عبر قصف الأحياء السكنية المكتظة وتدمير الأبراج والمنشآت المدنية والتي كان اخرها تدمير “برج الإيطالي” في حي النصر بمدينة غزة، إلى جانب استهداف مبنى وعيادة الإغاثة الطبية في تل الهوا ، ما أدى إلى توقف خدمات إنسانية حيوية لآلاف المرضى والجرحى. كما يواصل الاحتلال قصف المدارس التي تأوي نازحين، وخيام الإيواء، ومنازل المدنيين في أحياء الصبرة والشيخ رضوان وتل الهوى والشيخ عجلين والشاطئ مستخدمًا الطائرات الحربية المختلفة والمدفعية والروبوتات والعربات المفخخة المحمّلة بأطنان من المتفجرات وضعها داخل الأحياء المكتظة تفيرها الامر الذي تسبب في تدمير الالاف من المنازل ومدارس الإيواء، حيث رصدت الهيئة توسع قوات الاحتلال الإسرائيلي نطاق عملياته البرية داخل مدينة غزة، عبر احتلال أجزاء واسعة من أحياء حيوية (منها تل الهوى والشيخ رضوان وحي النصر وجنوب الصبرة وشمال مخيم الشاطئ)، على مدار يومي الجمعة والسبت (26-27 سبتمبر 2025)، أسفرت جرائم الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل واستشهاد أكثر من (175) شهيد واصابة اكثر من 540 اخرين بجراح مختلفة بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن والصحفيين والنازحين، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، جراء بقاء اعداد كبيرة من المواطنين تحت ركام المنازل المدمرة وعجز الدفاع المدني عن الوصول اليها جراء تكرار المنع الإسرائيلي لطواقم الإسعاف والدفاع المدني ونقص المعدات لانتشال الجثامين واجلاء الجرحى .

الهيئة الدولية “حشد”: وثقت الهيئة ارتكاب الاحتلال سلسلة من المجازر ضد عائلات فلسطينية رفضت ابتزازها ومقايضة حياتها وبقاءها في مدنية غزة مقابل التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، الامر الذي قابلته بالرفض، ليقوم الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها بالقصف المكثف والقتل الجماعي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، حيث استشهد (9) من عائلة بكر في مخيم الشاطئ ودمرت معظم منازل العائلة ما اجبرهم على النزوح القسري ، فيما قتل العشرات من عائلة دغمش والديراوي جراء الاستهداف المكثف للاحياء السكنية التي يقطنوها ، كما وصلت قوات الاحتلال قصف المنازل والأحياء المكتظة، ما أدى إلى إبادة عائلات بأكملها مثل عائلة البنا التي كانت تؤوي ثلاث عائلات نازحة، وعائلة الشرفا التي فقدت 11 من أفرادها، وفي وسط القطاع، استشهد 9 من عائلة الجمل في النصيرات بينهم أطفال ونساء والدكتور خالد أصلان، إلى جانب استشهاد 4 آخرين بينهم طفلان شمال النصيرات. وأما في جنوب القطاع، فقد وصل إلى مجمع ناصر الطبي عشرات الشهداء من عائلات أبو عرمانة، قديح، شيخ العيد، حجازي، فسيفس، إضافة إلى استشهاد الطفلة جنى أبو كرش ووالدتها، واستشهاد المواطن عبد الحي نايف عوض في حي الأمل، والمواطن محمد البشيتي قرب شاليه أطياف شمال غرب خان يونس.

الهيئة الدولية “حشد”: وثّقت خلال يومي الجمعة والسبت مقتل استشهاد 34 مدنيًا وإصابة 157 آخرين ، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات امام مراكز توزيع المساعدات الامريكية والإسرائيلية الاجرامية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 2,560 شهيدًا وأكثر من 18,703 إصابة ممن استُهدفوا أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء والماء، ما يكشف الطابع الممنهج لسياسة الاحتلال باستهداف طالبي المساعدات ، في ظل دخول القطاع مرحلة المجاعة الكاملة، فيما بينما يتواصل سقوط شهداء جوعًا وعطشًا ومرضا كان اخرهم الطفلة الرضيعة آيسيل أبو العرجا (11 شهرًا) التي توفيت بسبب سوء التغذية ونقص الدواء بما يرفع عدد الشهداء جراء المجاعة لقرابة 500 حالة وفاة ، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان منذ بدء حرب الإبادة الجماعية حتي تاريخه إلى 65,926 شهيدًا و 167,783 إصابة، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء. كما جرى اعتماد 300 شهيد إضافي بعد استكمال بياناتهم عبر اللجنة القضائية المختصة بالمفقودين.

الهيئة الدولية (حشد): توثق تدميرًا متعمدًا ومنهجا للبنية الصحية في غزة، شمل إخراج مؤسسات الإغاثة عن الخدمة جراء تدمير مقراتها في مدينة غزة ، كما تسبب توسيع الاحتياج البري في خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة حيث تم إغلاق أربع مستشفيات منذ مطلع سبتمبر، فيما توقفت خدمات مستشفي القدس والمستشفى الميداني الأردني ، إضافة الي معاناة المستسقيات من نفاد وحدات الدم والمستهلكات المخبرية، وتوقف عدد لا يستهان به من العمليات الجراحية، ما جعل أكثر من 15 ألف مصاب ومريض بحاجة ماسة للإجلاء الطبي، في ظل انهيار الخدمات الصحية الذي تزامن أيضا مع تعليق معظم المنظمات الإنسانية الدولية لأنشطتها ، إذ أعلنت “أطباء بلا حدود” تعليق عملها في مدينة غزة الامر الذي يفاقم من معاناة المدنيين لافتقادهم لمظاهر وخدمات الحماية الطبية والإنسانية، وتترافق هذه الجرائم المتعمدة بحق القطاع الصحي مع منع تام لدخول الغذاء والدواء والوقود بكميات تكفي لاحتياجات السكان والمستشفيات في شمال القطاع ومدنية غزة ، إضافة الي ازمة العطش وتوقف تشغيل معظم ابار المياه انهيار شبكات الصرف وخدمات النظافة نتيجة نفاد السولار، ما يهدد بانفجار وبائي ومجاعة مضاعفة قد تؤدي إلى مزيد من الوفيات في صفوف المدنيين الذين بات مئات الالاف منهم ينامون في الشوارع وعلى الأرصفة بلا مأوى أو غذاء أو مياه صالحة للشرب، في مشهد مأساوي غير مسبوق.
الهيئة الدولية “حشد”: يعيش مئات آلاف النازحين في محافظات الوسطى والجنوب وخاصة منطقة المواصي أوضاعًا مأساوية غير مسبوقة، حيث لم تعد هناك أي مساحات آمنة أو خيام كافية، ما أجبر العائلات على نصب مأوى مؤقت بين المكاره الصحية وعلى الطرقات، فيما يعيش الالاف من النازحين في الشوارع مع انعدام الخيام بسبب إغلاق المعابر وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية ما يضاعف معاناة النازحين ويهدد بانتشار الامراض والاوبئة في أوساط النازحين قسرا .

الهيئة الدولية “حشد”: تدين الاستهداف الممنهج للصحفيين، الامر الذي تسبب في استشهاد الصحفي محمد الداية إثر قصف خيمة قرب ملعب العنان وسط دير البلح، بما يرفع عدد الشهداء الصحفيين 251 صحفياً وصحفية منذ بدء العدوان، في محاولة لقتل الشهود وطمس الرواية الفلسطينية وإسكات الحقيقة ومنع التغطية الإعلامية ، تأتي هذه الجريمة بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، الذي يحل هذا العام مثقلاً بمشهد الإبادة بحق مهنة الصحافة والصحفيين، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لتوفير حماية دولية للمدنيين وللصحفيين الفلسطينيين.

الهيئة الدولية “حشد”: تشيد بانسحاب الوفود الدبلوماسية من جلسة الجمعية العامة اثناء القاء مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ومقاطعة خطابه الملي بالأكاذيب التي حاول خلالها تبرير ارتكاب جرائم الإبادة والعدوان وقلب الحقائق عبر اتهام الضحية متجاهلًا لكافة الوقائع الشواهد التي تؤكد ارتكاب جريمة الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، وإذا تدين قيام جيش الاحتلال بث الخطاب قسرا عبر مكبرات الصوت داخل قطاع غزة ، بما يذكّر بآليات الدعاية السوداء التي استُخدمت من قبل النازية في فعل استفزازي ومجرم ويندرج في إطار الحرب النفسية التي تترافق مع حرب الإبادة الجماعية ، كما وشمل بث الخطاب عبر اختراق واقتحام خصوصية هواتف الالاف من المدنيين من سكان القطاع في جريمة حرب جديدة تضاف الي سجل جرائم الاحتلال وخاصة توظيف التكنلوجيا في استهداف المدنيين وانتهاك خصوصيتهم والتجسس عليهم، الامر الذي يضاعف مسؤولية المجتمع الدولي في كشف التضليل وعزل دولة الاحتلال ومقاطعتها ومحاسبة قادتها في اطار التصدي لجرائم الإبادة ومخططات الاحتلال الهادفة الي تهجير سكان القطاع وضم الضفة الغربية وتهويد مدنية القدس في اطار تصفية القضية الفلسطينية والهيمنة على الشرق الأوسط وإقامة ما يعرف بإسرائيل الكبرى .

الهيئة الدولية “حشد”: تثمن بالتحركات الشعبية المتصاعدة في دول العالم ، والزخم الدولي الذي حطت به القضية الفلسطينية في اجتماعات الجمعية العامة في كلمات قادة العالم ، وإذ تطالب بتحويله الي إجراءات عملية لفرض العقوبات على دولة الاحتلال ومقاطعتها ومحاسبتها هي وشركائها ، وإذ تثمن ادراج الأمم المتحدة 58 شركة جديدة الي القائمة السوداء الداعمة للإبادة فأنها ترحب بالجهود الحقوقية التي افضت الي إعلان مايكروسوفت وقف خدماتها التي استغلتها الوحدات العسكرية في مراقبة الفلسطينيين باعتبارها تمثل جريمة تكنولوجية تضاف إلى جرائم الإبادة الميدانية ، وإذ تدعو الي التحقيق في تداعيات هذا الاستخدام المجرم للتكنلوجيا ومحاسبة المسؤولين عنه ، واذا تثمن الموقف الاسباني والإيطالي بأرسال سفن حربية لحماية “أسطول الصمود ” الذي تعرض لسلسلة من الاعتداءات ولازالت التهديدات الإسرائيلية تتواصل بحقه ، واذ تشيد بجهود مجموعة لاهاي (34 دولة بقيادة جنوب أفريقيا وكولومبيا) التي أعلنت خطة عمل لوقف الإبادة تشمل حظر السلاح، مقاطعة الشركات الإسرائيلية، وخفض صادرات الطاقة، ودعم مسار محاسبة قادة الاحتلال وشركائهم وإذ تدعو جميع الدول الحرة للانضمام للمجموعة في اطار تشكيل تحالف دولي انساني لوقف شريعة الغاب وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

الهيئة الدولية (حشد): تُرحب وتدعم بقوة مبادرة فخامة الرئيس الكولومبي غوستاف بيترو ودعوته لتفعيل آلية “الاتحاد من أجل السلام” وتشكيل تحالف دولي إنساني قادر على التدخل الجبري لفتح الممرات وحماية المدنيين وإيقاف التجويع، اذ تؤكد أن كل يوم يمر بلا تدخل دولي فعّال هو يوم إضافي لقوائم الضحايا والجراح، وأن حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الإبادة ليست خيارًا أخلاقيًا فحسب، بل التزام قانوني وواجب إنساني على المجتمع الدولي، وبناء عليه تطالب احرار العالم بتصعد التحركات الشعبية وصولا لعصيان مدني ضاغط على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول الأعضاء للقيام بدورهم واجباتهم الأخلاقية والقانونية لوقف حرب الإبادة بشكل منفرد او من خلال تحرك جماعي عبر تفعيل قرار “الاتحاد من أجل السلام” من خلال الدعوة لجلسة طارئة للجمعية العامة لإقرار آلية حماية دولية عاجلة عبر تشكيل قوات حماية دولية لحماية المدنيين في اطار تحالف دولي إنساني للتدخل الفعلي والجَبْري (وفقاً للقانون الدولي وفي اطار انهاء الاحتلال ) لفرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار مع لإيقاف المجازر، فتح الممرات، وإدخال الغذاء والدواء والوقود ووحدات الدم بكميات كافية وضمان حرية عمل المنظمات الدولية وكسر الحصار وإعادة الاعمار والتعافي لكل ما دمره الاحتلال، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال ومحاسبتها ومحاسبة قادتها امام القضاء الدولي ودعم مسار جاد لأنهاء الاحتلال وتفكيك منظومة الاستعمار الاستيطاني العنصري وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وضمان عود اللاجئين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى