
حشد: ممرات المساعدات تحوّلت إلى مصائد موت… وجرائم الاحتلال في غزة تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية
الاثنين 4 أغسطس/آب 2025
بيان صحفي
حشد: ممرات المساعدات تحوّلت إلى مصائد موت… وجرائم الاحتلال في غزة تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية
تعرب الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” عن بالغ قلقها وإدانتها الشديدة لما يتعرض له أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة من ابادة جماعية وعدوان إسرائيلي متواصل اتسم بوحشية غير مسبوقة، تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية، وأسفر عن مجازر جماعية وتجويع ممنهج وتدمير ممنهج لمدن ومخيمات القكاع وانهيار شامل للبنية التحتية، وسط صمت وعجز وتؤطؤ دولي فاضح، إذ أدت جرائم الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 وحتى صباح اليوم 4 أغسطس/آب 2025، إلى استشهاد 60,839 مواطنًا، من بينهم 19,000 طفل و13,000 امرأة، إضافة إلى أكثر من 14,000 مفقود تحت الأنقاض، فيما بلغ عدد الجرحى 149,588 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، بينهم الآلاف من مبتوري الأطراف والمصابين بجراح خطيرة.
الهيئة الدولية “حشد” بلغ عدد الشهداء والجرحي في آخر 24 ساعة فقط 119 شهيد، و 866 مصاب، جراء تعمد استهداف المدنيين من قبل طائرات وجنود الاحتلال الإسرائيلي، معظمهم من منتظري المساعدات امام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية الإجرامية وممرات دخول المساعدات الإنسانية بما يرفع عدد الشهداء من المدنيين المجوعين 1,487 فلسطينيًا وجرح 10,578 آخرين أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الإنسانية حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والشركة الأمنية الأمريكية عمليات القتل الجماعي للمدنيين دون ان يشكل اي منهم خطر علي جنود الاحتلال ما يؤكد التعمد في عمليات القتل والتجويع والفوضي ضمن هندسة الابادة وعسكرة المساعدات التي تستكمل خطط جعل القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للحياة وافراغه من سكانه.
الهيئة الدولية “حشد” تؤكد أن ما يدّعيه الاحتلال من تسهيلات لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة لا يعكس الواقع الكارثي، حيث لم يُسمح إلا بدخول 674 شاحنة خلال 8 أيام منذ 27 يوليو 2025، من أصل 4,800 شاحنة كان من المفترض دخولها لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات. بمعدل يومي لا يتجاوز 84 شاحنة فقط، أي 14% فقط من المطلوب فعليًا. وقد تعرّضت معظم هذه الشاحنات للنهب والسطو ضمن فوضى أمنية مفتعلة، تتماشى مع سياسة “هندسة الفوضى والتجويع”، التي يسعى الاحتلال من خلالها لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتجريده من مقومات البقاء. ويُقدّر أن غزة تحتاج إلى 600 شاحنة إغاثة ووقود يوميًا كحد أدنى لإنقاذ القطاعات الصحية والخدمية والغذائية من الانهيار.
الهيئة الدولية “حشد”: تدين إصرار الاحتلال الإسرائيلي على منع الأونروا والمؤسسات الإنسانية من العمل بحرية، واستمرار رفض إدخال المساعدات من طرفها ومواصلة استهدافها ضمن مخطط لانهاء دورها كجزء من مخطط انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الهيئة الدولية “حشد” تشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة إلى ارتفاع عدد ضحايا المجاعة إلى 180 حالة وفاة، من بينهم 93 طفلًا، فيما يهدد الموت قرابة نصف مليون شخص نتيجة انعدام الغذاء وشح المياة الصالحة للشرب. ووفقا للتقارير الدولية بات 96% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي ونقص المياة الحاد ، نتيجة التدمير الممنهج للقطاع الزراعي ومصادر المياه، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما يهدد حياة المرضي والجرحي والأطفال والناس وكبار السن وكل سكان القطاع الذي يعيشون في خطر الهلاك جراء العطش والمجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة.
الهيئة الدولية “حشد” تدين بأشد العبارات التصريحات المنكِرة لوجود المجاعة في قطاع غزة، وخاصة الصادرة عن المبعوث الأمريكي ويتيكوف، وتعتبرها استخفافًا بالحقائق الموثقة والتقارير الأممية والحقوقية عدا عن كونها محاولة لتبرئة الاحتلال من جرائم الإبادة والتجويع.
الهيئة الدولية “حشد” تلفت إلى أن المنظومة الصحية تواجه خطر الانهيار الكامل، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات، ومنع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود، واستهداف الطواقم الطبية. وقد تم مؤخرًا قصف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة الأمل بخانيونس، ما أدى إلى استشهاد أحد العاملين وإصابة آخرين واحتراق أجزاء من المبنى، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف.
الهيئة الدولية “حشد” تدين فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على مسؤولين فلسطينيين بسبب تحركاتهم الدبلوماسية في الساحة الدولية، في سياق تصعيد سياسي منسجم مع التواطؤ الأمريكي المستمر في حماية الاحتلال ومنع محاسبته.
الهيئة الدولية “حشد” تدين مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق أكثر من 10,800 أسير فلسطيني، يتعرضون للتعذيب والعزل والحرمان من العلاج والتجويع والحرمان من الحقوق ، وسط تصاعد حالات القتل في السجون، والتي بلغت 75 أسيرًا خلال عامين بسبب التعذيب والإهمال الطبي، في وقت يتعرّض فيه أسرى قطاع غزة للاختفاء القسري والتعذيب والتجويع والاغتصاب والعزل والحرمان التام من الحقوق المكفولة في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة.
الهيئة الدولية “حشد” تدين اقتحام المسجد الأقصى من قبل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير صباح الأحد 4 أغسطس 2025، برفقة 3,000 مستوطن، تحت حماية جنود الاحتلال، في خطوة استفزازية وتصعيد خطير ضمن محاولات تهويد الأقصى وفرض السيادة الإسرائيلية عليه ضمن مخططات معلنة لهدمه وبناء “الهيكل” المزعوم.
الهيئة الدولية “حشد” تحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن استمرار جرائم الابادة والتجويع بحق سكان غزة، مواصلة الاعتداءات والجرائم بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وباقي الانتهاكات الإسرائيلية الإجرامية في الضفة الغربية والقدس، واذ تحذر من أن استمرار الصمت والعجز الدولي والتخاذل الدولي عن تكريس احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان وتدابير محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، واذ تثمن كافة التحركات الشعبية والدبلوماسية المساندة لنضال وحقوق الشعب الفلسطيني، وبناءً عليه، تطالب الهيئة الدولية “حشد” بما يلي:
1. الأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، واتخاذ التدابير العاجلة لضمان التدخل الدولي الفوري وفتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة، تضمن تدفق الغذاء والماء والدواء والوقود دون عوائق.
2. الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزاماتها، واتخاذ إجراءات فعالة لوقف الجرائم الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين والمرافق المدنية.
3. المحكمة الجنائية الدولية بتسريع البت في الملفات المتعلقة بالجرائم المرتكبة في فلسطين، وإصدار مذكرات توقيف جديدة بحق قادة الاحتلال وشركائهم.
4. الجمعية العامة للأمم المتحدة للانعقاد وفقًا لقرار “الاتحاد من أجل السلام”، ومنحها صلاحيات مجلس الأمن لتشكيل تحالف دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين، وإرسال بعثة حماية دولية وفتح ممرات إنسانية، وفرض عقوبات شاملة على إسرائيل، بما في ذلك تعليق عضويتها في الأمم المتحدة حتى إنهاء الاحتلال ومنظمومة الاستعمارية العنصرية.
انتهى.