التاريخ: 10 مارس 2025
خبر صحافي
الهيئة الدولية “حشد” تصدر مذكرة إحاطة شاملة حول تصاعد الاستيطان الإسرائيلي وانتهاكاته في الضفة الغربية خلال الربع الأول من عام 2025
في إطار جهودها المستمرة لتوثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” مذكرة إحاطة شاملة حول تصاعد الأنشطة الاستيطانية والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال الربع الأول من عام 2025. وقد وجهت المذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، المفوض السامي لحقوق الإنسان، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام، رئيس مجلس حقوق الإنسان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
التوسع الاستيطاني وانتهاكات حقوق الإنسان
أشارت المذكرة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي واصلت سياساتها التوسعية في الضفة الغربية، حيث شهد الربع الأول من عام 2025 تصاعدًا ملحوظًا في الأنشطة الاستيطانية غير المشروعة، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة. ووثقت المذكرة إنشاء 10 بؤر استيطانية جديدة، بالإضافة إلى مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني.
من بين أبرز هذه الانتهاكات:
- إنشاء بؤر استيطانية رعوية في مناطق بنات بر (سلفيت)، وسيلون (نابلس)، وعين فارس (نحالين)، وغيرها.
- مصادرة أكثر من 17,868 دونمًا من أراضي الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
- إقرار مشاريع استيطانية جديدة، مثل مشروع “روز مارين” الذي يهدف إلى توسيع مستوطنة “بيتار عيليت” وربطها بمشاريع استيطانية أخرى.
هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية
كشفت المذكرة عن استمرار سياسة الهدم الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال ضد المنازل والمنشآت الفلسطينية، حيث تم هدم عشرات المنازل والمباني خلال الربع الأول من عام 2025. وشملت عمليات الهدم:
- هدم 200 منشأة في حي وادي الجوز بالقدس ضمن مشروع “وادي السيليكون” الاستيطاني.
- هدم منازل ومنشآت في مخيم طولكرم، قرية الجيب، بلدة حزما، ومناطق أخرى، مما أدى إلى تشريد مئات العائلات.
- تدمير منازل عائلات الشهداء في قلقيلية ونابلس، كجزء من سياسة العقاب الجماعي.
التصعيد العسكري والاعتقالات الجماعية
أكدت المذكرة أن قوات الاحتلال كثفت من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، مما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجراح خطيرة. كما تم توثيق اعتقالات جماعية طالت عشرات الفلسطينيين، بما في ذلك صحفيين ونشطاء حقوقيين.
من بين أبرز الأحداث:
- عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين أسفرت عن استشهاد 19 فلسطينيًا وتهجير 3,200 عائلة.
- عمليات عسكرية في طولكرم ونابلس أدت إلى استشهاد عدة فلسطينيين وتدمير البنية التحتية.
- استهداف الصحفيين والنشطاء، بما في ذلك اعتقال الصحفي عبد الله معطان والصحفية فرح أبو عايش.
عنف المستوطنين وتقييد حركة الفلسطينيين
وثقت المذكرة تصاعدًا في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث نفذ المستوطنون 15 اعتداءً خلال شهر فبراير فقط، مما أدى إلى إصابة 11 مواطنًا وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات. كما تم توثيق سرقة الأدوات الزراعية وتدمير مئات أشجار الزيتون في قرية حارس.
إلى جانب ذلك، فرضت قوات الاحتلال قيودًا مشددة على حركة الفلسطينيين عبر نقاط التفتيش والحواجز العسكرية، مما أدى إلى عزل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض وتقييد وصول المواطنين إلى الخدمات الأساسية.
منع الصلاة والاعتداء على المقدسات
أشارت المذكرة إلى استمرار سياسة منع الفلسطينيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة، حيث منعت قوات الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 61 مرة خلال الربع الأول من عام 2025. كما منعت عشرات الآلاف من الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، مما أثار غضبًا واسعًا بين الفلسطينيين.
مطالب الهيئة الدولية “حشد”
دعت الهيئة الدولية “حشد” المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأنشطة الاستيطانية غير المشروعة والانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وشملت المطالب:
- فتح تحقيق دولي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال.
- محاسبة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية.
- الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم المشروعة.
خاتمة
أكدت الهيئة الدولية “حشد” أن هذه الانتهاكات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقرارات الأممية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يدعو إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية. ودعت إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وضمان حماية حقوقه الإنسانية والقانونية.
