في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الهيئة الدولية (حشد) استمرار العجز الدولي الرسمي والشعبي إزاء جرائم الإبادة الإسرائيلية يضع مبادئ التضامن الإنساني في دائرة الشك
التاريخ: 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024
بيان صحافي
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
الهيئة الدولية (حشد): استمرار العجز الدولي الرسمي والشعبي إزاء جرائم الإبادة الإسرائيلية يضع مبادئ التضامن الإنساني في دائرة الشك
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تبرق بتحياتها لشعبنا الفلسطيني ولأحرار العالم، ودعاة الإنسانية والحقوق، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يصادف يوم غدًا الجمعة الموافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
يعد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مناسبة متجددة للتذكير بما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء استمرار احتلال إسرائيلي حربي وعسكري طويل الأمد للأراضي الفلسطينية؛ حيث لاتزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتمييز العنصري وانتهاك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في انحاء تواجده كافة.
تأتي الذكرى السنوية لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وذلك لليوم 419 على التوالي؛ والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 6% من السكان؛ حيث بلغ عدد الشهداء 60 ألف شهيد ومفقود ٧٠% منهم من الأطفال والنساء اضافة الى ١٠٥ الف جريحاً واعتقال اكثر من ٢٣ الف فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والذين تعرضوا لجرائم التعذيب والاغتصاب والتنكيل والحرمان من الحقوق.
كما اسفرت حرب الإبادة والهجمات الحربية بمختلف أنواع الأسلحة إلى تدمير 380,000 وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي اضافة الي تدمير 85% من الممتلكات والاعيان المدنية، وتدمير البنية التحية للقطاع بهدف تحويله لمنطقة منكوبة غير صالحة للحياة؛ وذلك وسط تعمد تدمير المنشآت الصحية، ما أدي الى تدمير واخراج (34) مستشفى عن الخدمة، واخراج (160) مؤسسة ومركز صحية وتدمير (131) سيارة إسعاف وتدمير ٣٦٥ مدرسة وجامعة و٨٠% من الأراضي الزراعية والمنشأت الاقتصادية والآثار والاماكن التاريخية.
وعلي مدار حرب الإبادة الجماعية بات القتل الجماعي بمختلف أنواع الأسلحة وان لم يكن الوحيد الذي ادي إلى أهلاك المدنيين الفلسطينيين وإبادتهم؛ فكان إلى جواره القتل عبر الجوع والحصار؛ الذي لايزال يفرض واقعا كارثيا، فاكثر من 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والمجاعة الكارثية، حيث استشهد الالاف نتيجة المجاعة و الأمراض المزمنة، فيما ربع السكان يعانون من “مستويات كارثية من الجوع ؛ حيث توفي ما يزيد عن (5,000) نتيجة المجاعة و تفشي الأمراض و نقص العلاج، مع انتشار حالات التهاب الكبد الوبائي لأكثر من 71,338 حالة بسبب النزوح، ونقص وانعدام الخدمات و الاحتياجات الإنسانية.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين في الضفة الغربية واقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية ما تسبب في استشهاد ٧٥٠ فلسطيني واصابة قرابة ٦٥٠٠ اخرين، عدا عن استمرار حملات الاعتقالات التعسفية والتنكيل بالمعتقلين والاسري وعمليات مصادرة الأراضي وتعزيز الاستيطان الاستعماري وتهويد مدينة القدس وفرض السيادة الإسرائيلية علي المسجد الأقصى وباقي لاماكن الدينية الإسلامية والمسيحية ، واطلاق يد مليشيات المستوطنين الإرهابية في الاعتداء علي المواطنين والاعلان عن ضم كتل استيطانية في تمهيدا لضم الضفة الغربية بدون سكان الي دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وتتعمد استهداف المدنيين بالقتل والإصابة والتهجير القسري وعدم الاكتراث بالحماية العامة والخاصة للمدنيين ولاسيما الأطفال والنساء والمنشآت المدنية وممتلكات المواطنين الأمر الذي يعكس أقصى درجات إرهاب الدولة المنظم والاستهتار بالقانون الدولي. عدا عن ان الاعمال الانتقامية والعقاب الجماعي يتعارض مع المادة الثالثة والثلاثون من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، كما يظهر بان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني لمنعه من استمرار نضاله العادل من اجل تحقيق حقوقه الوطنية واستقلاله، وحقه في تقرير مصيره.
ولان التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم هو تضامنا مع الإنسانية والحق ومبادئ ونصوص الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية، وتضامنا مع العدل الذي يتطلع الشعب الفلسطيني للعيش في ظله، بعد نيل حقوقه التي أقرتها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعترفت بها دول العالم إلا قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي وشريكتها امريكا ومن ساندها في ظلم الشعب الفلسطيني، ومدها بأسباب القوة والحماية لإبقاء احتلالها لأرضنا يمنعون تمتع الشعب الفلسطيني بمعايير حقوق الانسان.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) إذ تعبر عن تضامنها مع عائلات الضحايا، وإذ تحي الشعب الفلسطيني في كل مكان وخاصة في قطاع غزة وإذ تنظر بترحاب لحركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني المستمرة رفضا لجرائم الإبادة الجماعية واحتجاجا على شريعة العاب وتماسكا بقيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي؛ وإذ تؤكد أن المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة يتحملان المسؤولية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وما تعرض له من جرائم وانتهاكات جسيمة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتطالبهما بالعمل الجاد من أجل توحيد الجهود عبر المبادرة إلى وقف العدوان الإسرائيلي وتفعيل مسار محاسبة قادة وجنود الاحتلال علي جرائمهم بحق الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية وباستخدام مبدا الولاية القضائية الدولية، العمل الجاد لإنهاء حالة الاحتلال ووضع المعاناة الإنسانية التاريخية للشعب الفلسطيني وإعادة الحقوق إلى أصحابها؛ فإنها تسجل وتطالب بما يلي:
- الهيئة الدولية (حشد): تؤكد على ضرورة الإسراع في فتح ممرات إنسانية وادخال الوقود والمعدات المنقذة للحياة، ومعدات وطواقم الدفاع المدني لأجلاء جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والاغاثية لسكان قطاع غزة، وخاصةً للنازحين قسرا والبالغ عددهم قرابة مليون وسبعمائة ألف نازح يعيشون في ظروف كارثية مليون منهم يعيشون في مدراس الايواء التابع معظمها لوكالة الغوث الدولية فيما الباقي يعيشون في مدراس حكومية وفي المستشفيات والكنائس، والمساجد، وبيوت الأقارب، والأصدقاء.
- الهيئة الدولية (حشد): تقدر كل المواقف المناهضة لجرائم الإبادة وجرائم الحرب والإرهاب الإسرائيلي، ولا سيما المواقف العلنية الأخيرة التي دعمت قرار الدائرة التمهيدية القاضي بإصدار مذكرات اعتقال بحق الوكلاء السياسيين والعسكريين الإسرائيليين.
- الهيئة الدولية (حشد): تجدد تحذيرها من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار شح المساعدات الإنسانية واغلاق المعابر وفرض حصار خانق مس بمناحي حياة المواطنين ومجمل حقوقهم الإنسانية فقد ادي قطع الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات تدمير وتضرر الإنشاءات الصحية والخدمية في مأساة إنسانية كارثية، في ظل استمرار حرب التجويع والتعطيش والاهلاك للسكان، مضاف إليه انتشار الأمراض والاوبئة الصحية والبيئة لدي سكان القطاع.
- الهيئة الدولية (حشد): تري أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يشكل فرصة متجددة للوقوف على معاناة الفلسطينيين ولفت انتباه العالم إلى المأساة والكارثة الإنسانية المستمرة والمتفاقمة جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستمرار حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، وهو مناسبة لتعزيز الجهود المبذولة لوقف العدوان ودعم النضال من اجل استعادة الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق تقرير المصير والحق في الاستقلال والسيادة الوطنية، وحق العودة للاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948م.
- الهيئة الدولية (حشد): تحث جميع المهتمون بالعدالة والإنسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان والحرية في أنحاء العالم كافة، وتدعوهم لتنظيم فعاليات التضامن المختلفة ما يضمن تحويل هذا اليوم إلى انتفاضة ويوما عالميا للتحرك والعمل التضامني بكل أشكاله وذلك لمطالبة حكومات العالم الحر إجبار إسرائيل إنهاء جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والتمييز العنصري والاضطهاد للشعب الفلسطيني.
- الهيئة الدولية (حشد): تحث على ضرورة تضافر جهود احرار العالم دول وشعوب ومؤسسات ونقابات وحركات شعبية وسياسية للضغط من أجل إنقاذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني، ومواجهة الدعم والانحياز الأمريكي السافر لدولة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لسياسة ازدوجبة المعايير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ذات الخلفية الاستعمارية والتوقف عن التسيس الدائم لحقوق شعبنا الفلسطيني.
- الهيئة الدولية (حشد): تدعو لإعلان عن قطاع غزة منطقة منكوبة ومنطقة مجاعة وتقديم كل ما يلزم للقطاع وضحايا جرائم الاحتلال من احتياجات صحية إنسانية واغاثية عاجلة، والعمل السريع على بناء استراتيجية فلسطينية ترتكز على استعادة الوحدة الوطنية، والنظر لذلك بوصفة واجباً وطنياً وأخلاقياً يجب أن تحتل أولويات ومسؤوليات الكل الفلسطيني، بما في ذلك الدعوة الى تطبيق اتفاق بكبن واتفاقيات المصالحة في القاهرة وعقد اجتماع الأمناء العامين لتشكيل قيادة وطنية جماعية لحين إجراء الانتخابات الشاملة وبما يضمن تفعيل وتوحيد كل مؤسسات النظام السياسي وعلى راسها منظمة التحرير الفلسطينية.
- الهيئة الدولية (حشد): تطالب دول العالم بوقف كافة أشكال العلاقات والتعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وطردها من الأمم المتحدة باعتباره كياناً عنصريا منتهك لكل معايير حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية لحين التزامها بحقوق الانسان وحقوق الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال طويل الأمد.
- الهيئة الدولية (حشد):تطالب احرار العالم دولا وشعوب وحركات سياسية وشعبية ومنظمات أهلية وحقوقية بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية بشكل فردي وجماعي، واتخاذ الاجراءات والتدابير العملية وتصعيد التحركات الدبلوماسية والحقوقية والشعبية التي تفضي الى وقف العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والصحفيين والاطقم الصحية ومقدمي الخدمات الانسانية، وضمان احترام مبادئ واحكام القانون الدولي الإنساني واعراف الحرب واحكام القضاء ، بما يضمن لاحقا برنامج عمل دولي لإعادة الاعمار وانهاء الاحتلال واحقاق الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، واتخاذ كافة التدابير الدولية الملزمة بما ينهي الاحتلال، ويوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.