في اليوم العالمي للشباب.. الهيئة الدولية (حشد) تؤكد أنه حان الوقت لتحقيق تطلعات وآمال الشباب الفلسطيني في مواجهة التحديات
الرقم: 102 / 2021
التاريخ : 12 أغسطس 2021
في اليوم العالمي للشباب
الهيئة الدولية (حشد) تؤكد أنه حان الوقت لتحقيق تطلعات وآمال الشباب الفلسطيني في مواجهة التحديات
يحتفل العالم بيوم الشباب العالمي سنوياً في 12 آب/أغسطس، وذلك لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب، والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر. وهو يوم اعتمدته الأمم المتحدة في دورتها الرابعة والخمسين بموجب قرارها 54/120 المعنون “السياسات والبرامج المتصلة بالشباب” العام 1999. بهدف تعزيز حقوقهم ورفاههم في مختلف المجالات، وإذكاء الوعي بقضايا وتطلعات الشباب في مجتمعاتهم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.
تأتي هذه المناسبة هذا العام في ظل تغيرات تنذر بخطورة كبيرة على مستقبل الشباب الفلسطيني ولا سيما في قطاع غزة، فوفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد بلغت نسبة الشباب (18-29 سنة) في فلسطين نحو 23% من إجمالي السكان بواقع (1.16 مليون)؛ وبلغت نسبة الجنس بين الشباب بواقع 105 شباب لكل 100 شابة؛ ونصف الشباب ليسوا في دائرة العمل أو التعليم/التدريب، بواقع 43% في الضفة الغربية مقابل 67% في قطاع غزة، وقد ارتفعت نسب ومعدلات بطالة، اذ بلغت هذه المعدلات حوالي 64% بين الاناث و33% بين الذكور، وكانت الأعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية؛ 67% و24% على التوالي. وتزداد المعدلات في صفوف الخريجين. كما وأظهرت البيانات والمعطيات خلال العام 2020، أن 0.9% من الشباب فقط يعملون في مهنة مشرعين وموظفين إدارة عليا.
ولقد شهد هذا العام أيضاً عدد من التحديات الكارثية، وفي مقدمتها مواصلة سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي التنصل من مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي الإنساني من خلال استمرارها في ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين وفي مقدمتهم الشباب، سواء في الضفة الغربية والقدس وفي قطاع غزة، والتي تأخذ أكثر من نمط وشكل وحشي وسافر، والتي كان آخرها شن عدوان عسكري وممنهج وواسع على قطاع غزة خلال الفترة الواقعة ما بين 10-20 مايو 2021، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 250 مدنياً، بينهم 67 طفلا، و39 سيدة، و17 مسناً. وإصابة أكثر من 2000 مواطنا فلسطينياً بجروح مختلفة، من بينهم 560 طفلاً، و380 سيدة، و91 مُسناً، بالإضافة لدمار واسع ومنظم طال المنازل والممتلكات والمرافق والبنى التحية، وما رافقها من تشديد الحصار وإغلاق المعابر والقيود المفروضة على سكان قطاع غزة، والتي خلفت تداعيات كارثية على مجمل حالة حقوق الإنسان، ولقد طالت تأثيرات هذه الحالة الشباب الفلسطيني ولا سيما في قطاع غزة؛ وظهرت آثارها على جملة واسعة من الحقوق والخدمات الأساسية؛ كالحق في السكن المناسب، والحق في العمل، والحق في الصحة والتعليم، كما تراجع النمو في الأنشطة الاقتصادية، وضعفت قدرة الشباب على التكيف ومواجهة الصدمات.
وفي الوقت نفسه أسهم الانقسام وتعطل المصالحة حتى تاريخه، وما صاحبه من زج حقوق وحريات الشباب في آتون الانقسام، في تردي ظروف الشباب في قطاع غزة، جراء غياب التوظيف الحكومي، ونهج قطع وخصم الرواتب وغيرها من الانتهاكات الأخرى التي طالت الشباب.
كما وألقت جائحة كورونا والتدابير الاحترازية المصاحبة لها في تردي أوضاع الشباب وعلى مختلف الصعد، حيث وثقت وزارة الصحة الفلسطينية خلال الفترة الممتدة منذ بداية جائحة كورونا في العام 2020 وحتى 28/7/2021، إصابة حوالي 316,489 شاب بالفيروس في الضفة الغربية وقطاع غزة، منها 42,072 حالة بين الشباب في العمر 20-29 سنة، أي ما نسبته 13.3% من مجمل المصابين، منهم 20,667 ذكراً و21,405 إناث، وهو ما زاد من هشاشة أوضاع الشباب الفلسطيني وبالأخص في قطاع غزة، في ظل غياب السياسات الحكومية لتذليل العقبات من طريق الشباب.
مازال الشباب الفلسطيني يعاني جراء تفاقهم المشكلات الداخلية والخارجية التي تحول دون تحقيق تطلعاتهم وآمالهم، فتهميش الشباب بسبب الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وسياسته؛ واستمرار الانقسام الداخلي وإفرازاته؛ إلى جانب نقص الاهتمام وضعف أداء المؤسسات الرسمية وانعدام وجود سياسة وطنية تعني بالشباب الذي ترافق مع ارتفاع معدلات الجريمة، وتراجع الوضع البيئي، وتراجع الأوضاع التعليمية؛ والحرمان من المشاركة السياسية والثقافية؛ وانتشار الفقر والبطالة، وتفشي فيروس كورونا، وتوسع عدد حالات الانتحار أو محاولات الشروع بالانتحار؛ كل ذلك جعل الشباب يشعرون بغياب الأمل، وانعدام الطموح والتحدّي، فكانت النتيجة انتشار حالة من الإحباط وانعدام الحيلة، والاغتراب والهجرة أو التفكير فيها، وغياب الثقة في الذات وفي المستقبل.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، إذ تهنئ الشباب في يومهم المجيد، وإذ تجدد دعمها لهم حتى نيل حقوقهم المكفولة، والتي تشكل التزاماً على السلطات ويتعين عليها الوفاء بها وفقاً للعقد الاجتماعي، وتؤكد أنهم يعيشون معاناة انسانية وظروف قاسية في ظل انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي والانقسام الفلسطيني الداخلي بجانب تفشي جائحة كورونا؛ فإنها تسجل وتطالب بما يلي:
- الهيئة الدولية (حشد)، تطالب المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة بضرورة تعزيز تحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان ومجابهة السياسات الإسرائيلية تجاه الشباب الفلسطيني، من خلال تطبيق معايير القانون الدولي، وبما يضمن محاسبة ومساءلة قوات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها بحق الشباب.
- الهيئة الدولية (حشد)، تحث جميع الأطراف الدولية الفاعلة وذات الصلة، إلى تعزيز التعاون الدولي لجهة إيجاد حلول سريعة وجادة للمشكلات المعقدة التي يعاني منها الشباب الفلسطيني ولا سيما في قطاع غزة، بما يضع حداً لسنوات عجز المجتمع الدولي عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وبما يعيد الثقة بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
- الهيئة الدولية (حشد)، تطالب الجهات الرسمية الفلسطينية بوضع قضايا الشباب على سلم أولويات الأجندة الحكومية، سيما شباب قطاع غزة الذين غابوا عن الأجندة على مدار 14 عاماً.
- الهيئة الدولية (حشد)، تطالب الحكومة الفلسطينية برام الله وحكومة حماس في قطاع غزة، بإطلاق العنان للحريات وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد، بما في ذلك تقليص رقعة الفقر والبطالة في أوساط الشباب، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في مراكز صنع القرار وتحديد الأولويات والسياسات، ومكافحة الفقر والبطالة، وتحسين المواءمة بين مخرجات نظام التعليم الأكاديمي والمهني ومتطلبات سوق العمل، وتصميم أنظمة وآليات تساهم في تعزيز التكافل الاجتماعي، بما يعيد ثقة الشباب بأنفسهم ويعزز صمودهم في مواجهة التحديات.
- الهيئة الدولية (حشد)، تطالب بضرورة تطوير أدوار مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ليتمكن من المشاركة كعنصر فاعل في التصدي لظواهر البطالة والتخلف والفقر الاجتماعي والاقتصادي، وصولاً لمجتمع تتكامل فيه الأدوار ويعمل وفق خطط تنموية، بما يضمن إسهام حقيقي من الشباب في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.
- الهيئة الدولية (حشد)، تجدد مطالباتها لحكومة حماس في غزة، بضرورة وسرعة تخفيض الضرائب، ووقف سياسة الجبابة المنتقدة بشكل واسع بين فئة الشباب والمجتمع بقطاع غزة؛ بما في ذلك تقديمها حلول إسعافيه للشباب؛ والتعامل بجدية مع التحديات التي تواجههم، والاستجابة لحاجتهم المتزايدة، باعتباره السبيل الوحيد لتنمية الشباب وتوسيع خياراتهم وقدراتهم، وتمليكهم عناصر القوة والأمل.
انتهى