خلال لقاء نظمته (حشد).. مجتمعون يؤكدون على ضرورة الالتزام بالإغلاق الجزئي في قطاع غزة لمواجهة كورونا
التاريخ: 9 ديسمبر/ كانون الأول 2020
خلال لقاء نظمته (حشد)
مجتمعون يؤكدون على ضرورة الالتزام بالإغلاق الجزئي في قطاع غزة لمواجهة كورونا
فلسطين المحتلة/ غزة: شدد مجتمعون على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والإغلاق الجزئي الذي فرضتها الجهات الحكومية في قطاع غزة للحد من انتشار فيروس كورونا المتفشّي عالميًّا.
ودعا المجتمعون خلال اللقاء الذي نظمته الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) اليوم الأربعاء، بمقرها بمدينة غزة تحت عنوان “واقع الأوضاع الصحية في قطاع غزة” لضرورة إغاثة القطاع الصحي بغزة وتزويده بالأجهزة والمستلزمات الطبية للتعامل مع كورونا، وتحييد الخدمات الصحية عن أي خلافات أو تجاذبات سياسية.
وأفتتح اللقاء أ.صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية (حشد) مرحباً بالضيوف، ومؤكداً أن قطاع غزة يعاني أوضاعاً كارثية تجعل من واقعة ومستقبله محفوفاً بالتحديات والمخاطر، نتيجة لجرائم وعدوان وحصار الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تداعيات الانقسام المستمرة، والعقوبات الجماعية التي فرضتها السلطة الفلسطينية على المواطنين والموظفين في القطاع.
وأشار إلى أن الأوضاع الصحية في قطاع غزة كارثية، لذا حرصت الهية الدولية (حشد) على تنظيم هذا اللقاء لتسليط الضوء على واقع قطاع غزة الصحي خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.
وبين أن الهيئة الدولية (حشد) تنظر بقلق إزاء الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل أزمة مزدوجة يعيشها السكان، والمتمثّل أولها في جائحة كورونا، وتداعيات الحصار الإسرائيلي والعقوبات الجماعية المفروضة من السلطة، كما أن هناك تخوفات حقيقية من “عدم قدرة النظام الصحي المتهالك في قطاع غزة، على الصمود لفترة طويلة، في حال ارتفعت عدد الإصابات بفيروس كورونا.
ونوه عبد العاطي إلى أن القطاع الصحي بغزة يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، جراء استمرار الحصار المفروض عليه، ونتيجة الانقسام الفلسطيني الداخلي، محذراً من خطورة وضع النظام الصحي في قطاع غزة، ومن عدم قدرته على تقديم الخدمات، في ظل جائحة كورونا.
وقال د. مجدي ضهير مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة بغزة:” إن اتخاذ أي إجراءات في قطاع غزة يهدف للحد من تفشّي وباء كورونا، مؤكدًا أن ما يزيد عن 70 حيًّا سكنيًّا داخل القطاع باتوا مصنفين بمناطق حمراء، وأن المناطق الصفراء والخضراء هي مناطق حدودية مع الاحتلال الإسرائيلي يقل بها عدد السكان”.
وأوضح أن قطاع غزة يعيش مرحلة تفشي الوباء، مبيّنًا أن وزارة الصحة وضعت مشفيين “التركي وغزة الأوروبي” لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، وأنها رفعت جهوزية أسرة العناية المركزة لـ 180 سريرًا بعد أن كانوا 150 سرير.
وأضاف ضهير “نسعى مع بداية الأسبوع المقبل إلى زيادة أسرة العناية لتصبح 200 سرير، ما يهمنا هو نسبة إشغال هذه الأسرة، والتي وصلت من 100-135 سريرًا”.
وشدد على أن كل الإجراءات التي تفرضها الجهات الحكومية بقطاع غزة هدفها الحد من تفشي الوباء بغزة، وتقليل عدد حالات دخول المشفى وإشغال هذه الأسرة.، موضحاً أن خطة وزارة الصحة تسير باتجاه اتخاذ إجراءات تصعيدية وتدريجية؛ لمنع الوصول إلى إشغال الأسرة لدينا، مشيرًا إلى أن نسبة الإشغال وصلت إلى 75%.
وأضاف ضهير “نتوقع إذا استمرت هذه الزيادة أن يتم إشغال الأسرة المتبقية خلال 10 ايام، وبالتالي إذا لم يكن هناك التزام من قبل المواطنين وتنفيذ إجراءات الوقاية؛ فإننا لن نستطيع أن ننجح في الحد من خطورة هذا الوباء”، مشدداً على ضرورة تظافر كل الجهود؛ لأن الإغلاق الشامل ليس علينا ببعيد إذا ما استمر منحنى الإصابات في ارتفاع.
وبخصوص جهود وزارة الصحة بتوفير لقاح “فايزر”، أكد أن هناك تعاون بين منظمة الصحة العالمية واليونيسف، حيث سيتم توفر 20% من احتياجات المواطنين بقطاع غزة من اللقاح مجانًا، في حال تم طرحه في الأسواق، حيث تعهدت حكومة رام الله بتوفير نسبة 50% لشعبنا في الداخل والخارج بشكل مجاني في حال توفّره بالأسواق”.
من جانبها، أكدت أ. ساشا بوتسوما مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة، أن إجراءات وزارة الصحة بقطاع غزة نجحت في تقليل عدد الوفيات الناجمة عن تفشّي وباء كورونا، مقارنة بالنسب الموجودة بالضفة وحتى في دول العالم الأخرى.
وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية تعمل بتعاون واضح ومستمر مع وزارة الصحة بغزة لزيادة قدرة المختبر المركزي على إجراء الفحوصات، وتوفير المواد اللازمة للفحص.
وذكرت أن المنظمة تعمل على جلب مزيد من أجهزة تنفس وإحضار مولدات أكسجين لازمة لمحطة توليد الأكسجين بالمشفى الأوروبي، “ونسعى لتوفير إمكانيات كافية من ألبسة لحماية الطواقم الطبية من الإصابة بهذا الوباء”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد المصابين بكورونا داخل الأراضي الفلسطينية وصل إلى نحو 26 ألف حالة، في وقت ازدياد أعداد الحالات التي تدخل المشفى وبحاجة لأجهزة التنفس الصناعي.
وشددت بوتسوما على إجراءات الوقاية التي تتخذها الجهات الحكومية بغزة، متفهّمةً عدم إقدامها على الإغلاق الشامل لتردي الأوضاع الاقتصادي والمعيشية في قطاع غزة.
وأضافت أن “الإغلاق الجزئي من شأنه أن يحد من الارتفاع الكبير في عدد الإصابات وعدم اللجوء الى اغلاق شامل؛ لكن ذلك لا يعني الوصول إلى نهاية الطريق للوباء داخل غزة، بل يجب الاستمرار في إجراءات الوقاية”.
وأكدت بوتسوما أن جهود منظمة الصحة العالمية مستمرة في توفير اللقاح الخاص من هذا المرض، وهناك اجراءات حثيثة لتوفير اللقاح حسب الظروف الموجودة عالميًّا.
ولفتت إلى أنه في حال توفّره سيتم تطعيم الفئات الأكثر عرضة لكورونا، وهم الطواقم الطبية وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
وعلى صعيد زيارة الوفد الأوروبي المكوّن من 18 دولة أوربية، أشارت إلى أنها هدفت للاطلاع على الوضع الصحي بغزة، مؤكدةً أنه تم التعهد بتوفير أموال لدعم القطاع الصحي بغزة.
بدوره، استعرض د. عائد ياغي مدير جمعية الإغاثة الطبية أحدث التقارير الدولية الصادرة حول تفشي وباء كورونا داخل فلسطين، موضحًا أنه في قطاع غزة منذ شهر إبريل الماضي كانت تتواجد 4 أجهزة تنفّس لكل 100 ألف مواطن، مقارنة بالضفة التي كان بها من 7-8 أجهزة لكل 100 ألف مواطن.
وقال ياغي إن عدد الفحوصات التي تم إجرائها في الأراضي الفلسطينية، في غزة نحو 90 ألف فحص لكل مليون مواطن، وفي فلسطين بشكل عام 145 ألف فحص لكل مليون، فيما في الكيان الإسرائيلي أجري نحو 610 آلاف فحص لكل مليون شخص، مؤكداً أن النظام الصحي بغزة حتى اللحظة يستجيب بشكل جيد مع الواقع الذي نعيشه؛ رغم قلة الإمكانيات والحصار وقلة الطواقم الطبية.
وأشار ياغي إلى أن هناك 3 تحديات تواجه نظام صحي بغزة، أهمها تأمين كميات أكسجين لازمة وكافية للمرضى 4 آلاف لتر بالدقيقة؛ في حال كان هناك 200 سرير بمشفى التركي والأوربي، “هناك جهود ومحاولات لكننا لم نصل ل 3 الاف لتر بالدقيقة”.
والتحدي الثاني بحسب ياغي هو عدد الأسرة المخصصة للمرضى وخاصة الحالات الخطرة، مؤكدًا أن هناك جهود لتأمين 200 سرير عناية مكثفة الأسبوع القادم، حتى اللحظة يوجد 180 سرير.
والتحدي الثالث يقول ياغي “هو قدرة الطواقم الطبية على العمل، حيث أن العدد من الأساس غير كافٍ، في وقت يرتفع فيه عدد المصابين بكورونا من الكادر الصحي.، مشيراً إلى أن نسبة الإصابات بكورونا بين المواطنين بلغت 1.02%، في حين وصلت عدد الوفيات إلى 0.06%.
وفي ختام اللقاء فتح باب النقاش لطرح التساؤلات والتعقيب من قبل الحضور لإثراء اللقاء، وطرح بعض الأفكار التي من شأنها المساهمة في التخفيف من حدة ومخاطر جائحة كورونا.
أنتهى