خلال لقاء حواري نظمته (حشد).. أبو مرزوق يتحدث عن تفاصيل حوارات المصالحة الأخيرة بين حركتي حماس وفتح
خلال لقاء حواري نظمته (حشد)
أبو مرزوق يتحدث عن تفاصيل حوارات المصالحة الأخيرة بين حركتي حماس وفتح
فلسطين المحتلة/ غزة: نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” لقاءً حواريًا في مكتبها بغزة، عبر تقنية “زوم” حول “المتغيرات الدولية وتداعياتها على الحقوق والقضية الفلسطينية، مساء يوم الثلاثاء الموافق الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وأفتتح اللقاء صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)؛ مرحبا بالحضور، وتحدث أهمية هذه الحوارات التي تأتي للحديث عن المتغيرات الدولية وتأثيرها على الحقوق الحقوق والقضية الفلسطينية.
وتحدث في اللقاء نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومسئول العلاقات الخارجية، موسى أبو مرزوق، وشارك في اللقاء العشرات من قيادات من كل الفصائل الفلسطينية وسياسيين وأكاديميين وحقوقيين وإعلاميين وشباب.
وكشف أبو مرزوق خلال اللقاء أن ما جرى بحوارات القاهرة الأخيرة، أن فتح تمسكت بشرط إجراء الانتخابات بالتتابع بدءًا بالتشريعية ثم الرئاسية، ورفضت خيار المجموع الوطني بإجرائها متزامنة” أو البدء بانتخابات المجلس الوطني.
وأضاف: “فتح تريد جرّنا إلى مربع التسوية السياسية، دون أي ضمانات لاحترام الحقوق الفلسطينية، وكان ردنا أن هذا أمر جُرب على مدار 26 عامًا، ولم يحصد الفلسطينيون أي من الحقوق الفلسطينية، كما تنكرت دولة الاحتلال لكل الالتزامات، وشرعت خلال مسار التسوية بتسريع الاستيطان الاستعماري وتهويد القدس والعدوان على غزة، وتنكرت هي والإدارة الأمريكية لحقوق الشعب الفلسطيني.
وبين أن هناك إجماع فلسطيني على فشل مسار التسوية، وأن البديل المطلوب هو التحلل من التزامات اتفاق “أوسلو” والاتفاق على برنامج وطني وتفعيل المقاومة، واستعادة الحاضنة العربية والدولية للقضية الفلسطينية.
وأكد أبو مرزوق أن استراتيجية حركة حماس، لا تزال ترتكز على استعادة الوحدة الوطنية والاعتماد على شعبنا في ظل الظروف الراهنة، مشددًا على أنه لا بديل عن خيار الوحدة إلا الوحدة، والشراكة السياسية وتطوير وتفعيل منظمة التحرير باعتبارها إطارًا جامعًا للكل الوطني الفلسطيني.
وأشار أن الوحدة المنشودة تتطلبُ تفعيل كل مؤسسات النظام السياسي، واستعادة شرعيتها عبر الانتخابات والتوافق الوطني، لافتًا إلى أهمية الرهان على الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من أجل انتزاع حقوقه المشروعة، في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، باعتبار ذلك برنامج التوافق الوطني، مشيرًا إلى خطورة الاعتماد أو الرهان على حُسن نوايا إسرائيل أو بايدن أو المجتمع الدولي.
وأشار إلى وجود إجماع على تفعيل المقاومة الشعبية، وخاصة في الضفة الغربية، لمواجهة تغول الاستيطان، وعمليات تهويد القدس، ومخططات الضم، ورغم الاتفاق على تفعيل المقاومة الشعبية إلا أنه غابت الخطوات الفعلية، وتم تعطيل ما تم الاتفاق عليه باجتماع “الأمناء العامون” حيث لم تعمل اللجان الثلاثة المشكلة، لمتابعة مخرجات اجتماع “الأمناء العامون”.
ونوه أبو مرزوق إلى خطورة عودة العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما التنسيق الأمني الذي سيسمح لإسرائيل في الاستمرار في فرض سياسة الأمر الواقع، وسيعطي ذريعة للهرولة العربية الرسمية اتجاه التطبيع.
واعتبر أبو مرزوق أن “السلطة بعودة علاقاتها مع الاحتلال تريد أن تعيد تأهيل نفسها وأوضاعها وتقديم نفسها للولايات المتحدة الأمريكية، والمجتمع الدولي، للاعتراف بها من جديدٍ، بعد الضغط الأمريكي عليها، مستفيدة من صعود “بايدن” على أمل عودة المفاوضات.
وأضاف” وكان الأولى في السلطة الرهان على شعبها، واستعادة الوحدة على أساس الشراكة، وإصلاح المؤسسات وإجراء الانتخابات العامة، بدلًا من التعامل مع هذه الخيارات في إطار التكتيك السياسي وشراء الوقت لحين الانتخابات الأمريكية.
وقال أبو مرزوق “إننا نستطيع أن نفعل الكثير، لكن يجب أن نتملك الإرادة”، مشددًا على أن القرار الفلسطيني لا يزال بعيدًا عن شعبنا وفصائله، كما تغيب الاستراتيجية المطلوبة لتدويل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، منوهًا إلى أن “وضعنا كفلسطينيين في الساحة الدولية لا يسر أحدًا لأننا فتحنا بوابة الاعتراف بإسرائيل”.
ولفت إلى أن المنطقة في المنظور القريب ستبقى منشغلة بنفسها، ولا يوجد مؤشر حقيقي على انفراج لأي من الأزمات في الوضع الإقليمي، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية أصبحت مغيبة على الإطلاق “وهي من فعلت هذا بنفسها”، مضيفًا أن بعض الدول العربية، منشغلة في بناء تحالفات بقيادة دولة الاحتلال في المنطقة.
وقال أبو مرزوق:” الرهان على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” باعتبار أنه ليس من أولوياته الموضوع الفلسطيني، بل الوضع الداخلي الأمريكي واستعادة تحالفاتها والتعامل مع أزمات إيران وروسيا، والأضرار التي تسببت بها سياسة ترمب، داخليًا وخارجيًا.
وأوضح أن بايدن سيستمر في دعم دولة الاحتلال كأحد محددات السياسة الخارجية الأمريكية، ولكنه لن يعمل بالفوضى الذي عمل بها ترمب، وربما يعود للسياسة التقليدية الأمريكية السابقة.
وأكد أبو مرزوق بأن حركة حماس، كحركة مقاومة والفصائل الفلسطينية مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومع الشرعية الدولية التي تحافظ على الحقوق الفلسطينية، ولا تنتقص منها، مشيرًا إلى خطورة السياسات الإسرائيلية والأمريكية وبعض الدول الأوروبية التي تحاول، خلط النضال الوطني الفلسطيني بـ “الإرهاب”.
وختم أبو مرزوق حديثه بالتأكيد على أهمية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وإعادة إصلاح وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء انتخابات المجلس الوطني، والاتفاق على استراتيجية نضالية، تقوم على رفع كلفة الاحتلال وتفعيل المقاومة، بكل صورها بما يتناسب مع ظروف التجمعات الفلسطينية، وتعزيز صمود المواطنين في الداخل والخارج، مطالبًا بوقف الإجراءات التمييزية بحق المواطنين في قطاع غزة، كما أكد على حرص حركته على حماية الحاضنة الشعبية في مختلف أماكن التواجد الفلسطيني، وأن حركته تبذل كل جهودها لحل مشكلات القطاع ودعم سكانه، وأن حركته لا ترغب باستمرار سيطرتها على القطاع، وأنها قدمت مقاربة شاملة لاستلام السلطة لإدارة قطاع غزة، وفق اتفاق 2017 ولكن السلطة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه، وحلّت حكومة التوافق واستبدلت بحكومة فتحاوية، وحلت المجلس التشريعي واستمرت بفرض العقوبات على القطاع.
وتوضيحًا لموقف الحركة من الانتخابات أن حركته مع الانتخابات ومع ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، ولكنها ترى الأولوية للبدء في انتخاب مجلس وطني لمنظمة التحرير يتزامن معه انتخابات رئاسية وشرعية، مؤكدًا على موافقة حركته على الذهاب لانتخابات توافقية، وجاهزيتها لمناقشة القائمة المشتركة لتخفيف الاحتقان، وضمان التعاون في إدارة الشأن العام، مشددًا على أن حركته لن تمنع إجراء الانتخابات، في حال تم إعلان المرسوم عن انتخابات متتابعة، ولكنها لن تكون انتخابات بالتوافق، مؤكداً أن آخر ما نفكر به هو سلطة تكون على رأسها حماس وإدارة قطاع غزة عبء وليس حكمًا.
وشدد أبو مرزوق على أن الاستفادة من المتغيرات الدولية تتطلبُ ترتيب البيت الداخلي، والرهان على شعبنا ومقاومته باعتبار ذلك، قاطرة الفعل لمواجهة التحديات الوطنية والإنسانية التي تواجه الشعب الفلسطيني، وأن الفلسطينيين سيستمرون في نضالهم العادل رغم كل التحديات من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة.
وتخلل اللقاء الحواري جولات مناقشة طرح فيها المشاركون جملةً من المداخلات والأسئلة والنقاشات في الحوار عبر تقنية الزوم، ومن خلال التواجد في مكتب الهيئة الدولية في غزة.