ورقة حقائق حول: واقع الشباب في المجتمع الفلسطيني.

ورقة حقائق حول: واقع الشباب في المجتمع الفلسطيني.

رمزي ابو العون
2023-03-12T13:36:20+03:00
أوراق حقائق

ورقة حقائق حول: واقع الشباب في المجتمع الفلسطيني

إعداد الباحث: أ.طلال أبو ركبة

باتت كافة المؤشرات الإحصائية حول واقع الشباب تشير إلى نتائج خطيرة وتنذر بأخطار محدقة تحيط بالمجتمع الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الاحتلال بسياساته العدوانية والتي تستهدف كافة مقومات الحياة في القطاع، إضافة للانقسام السياسي الداخلي الذي يترك آثار مأساوية على واقع الحياة في المجتمع الفلسطيني وخصوصا على شريحة الشباب.

ولا بد قبل الخوض في عرض الحقائق حول واقع الشباب الفلسطيني، التأكيد على إشكالية تعريف الشباب في المجتمع الفلسطيني حسب القوانين والتشريعات الفلسطينية، ويعود ذلك إلى عدم سن السلطة الوطنية لقانون الشباب. فيما وزارة الشباب والرياضة حددت الفئة العمرية للشباب من (18-35) سنة، في حين أن قانون الشباب الفلسطيني رقم (2) لسنة 2011 الصادر عن كتلة التغيير والإصلاح في غزة قد عرف فئة الشباب بأنها الفئة التي يتراوح أعمارهم مابين 18 إلى 35 من العمر، فيما تعرف الأمم المتحدة وجمعيتها العامة الشباب بأنهم الفئة العمرية التي تقع بين 15-24 عاماً.

مؤشرات وحقائق حول الشباب:-

عدد الشباب :-

تعتبر شريحة الشباب أعلى نسبة في فلسطين من بين الفئات العمرية  الأخرى اذ يشـير التركيـب العمـري للسكان  أن المجتمـع الفلسـطيني مـا زال مجتمعـاً فتيـاً، فقـد قـدرت نسـبة الشباب (15-29) سـنة 30.0%، وتشير مؤشرات الإحصاء المركزي الفلسطيني إلى أنه  3أفرادم كل 10 في المجتمع الفلسطيني هم من الشباب وانه 7 من كل 10 أسر لديها شاب واحد على الأقل.

الشباب والتعليم:-

39% من الشباب ملتحقون بالتعليم،

الشباب واستخدام التكنولوجيا:-

تشير النتائج إلى 7 من كل 10 شباب في فلسطين يستخدمون الحاسوب وحول استخدام ومعرفة الانترنت تبين أن 70% من الشباب (15-29) سنة يعرفون ويستخدمون الانترنت مقابل 23% يعرفون الانترنت ولكن لا يستخدمونه ، في حين بلغت نسبة الشباب الذين لا يعرفون هذه الخدمة ولا يستخدمونها 7% من إجمالي الشباب الفلسطيني ،فبلغت هذه النسبة للشباب الذين يعرفون ويستخدمون الانترنت في الضفة الغربية 75% مقابل 61% في قطاع غزة.  في حين بلغت هذه النسبة للشباب الذكور 75% مقابل 65% للإناث الشابات.

الشباب والبطالة:-

بلغ معدل البطالة في صفوف الشباب 39%، وتشير مؤشرات الإحصاء الفلسطيني 2016 إلى أن 4 من كل 10 شباب في فلسطين هم في صفوف البطالة. فيما بلغ معدل البطالة بين الخريجين الشباب 51% و80% بين الخريجات الشابات خلال الربع الاول 2016، ليسجل الخريجون من تخصص العلوم التربوية وإعداد المعلمين أعلى معدل بطالة إذ بلغ 64%، بينما سجل الخريجون من تخصص القانون أدنى معدل بطالة إذ بلغ 25%، ومن الملفت للنظر أن المؤشرات تقول بارتفاع وزيادة العاطلين علن العمل من الشباب بارتفاع مستوى التحصيل التعليمي.

الشباب والإعاقة:-

تبلغ  نسبة الشباب في الفئة العمرية  (15-29) سنة الذين لديهم صعوبة / إعاقة قد بلغت 3.6%، بواقع 3.7% في الضفة الغربية و3.6% في قطاع غزة.   كما بلغت نسبة الصعوبة / الاعاقة لدى الذكور الشباب 4.9% مقابل 2.3% لدى الاناث الشابات. بواقع 4من بين كل 100 شاب لديهم صعوبة/ إعاقة.

الشباب والعمل الطوعي:-

بلغت نسبة الشباب الذين شاركوا في أعمال تطوعية 20% حيث شارك الشباب في أعمال وأنشطة خيرية غير مادية (تقديم المساعدة للفقراء أو ذوي الفئات الخاصة) بنسبة 11% من إجمالي الشباب في حين شارك نحو 7% في أنشطة تنموية مجتمعية وحوالي 5% في أنشطة تعليمية و6% في أنشطة جمع تبرعات، وأنشطة تطوعية أخرى بنسبة 1%.

الشباب والحياة العامة:-

تشير كافة المؤشرات إلي أن 13% فقط من الشباب يشاركون بفعالية في الحياة العامة منهم (6.3%) من الشباب الذين ينتمون إلى أندية ومراكز رياضية، و(3%) ملتحقين بجمعيات أهلية أو ثقافية أو منظمات غير حكومية، و(2.4%) ينتمون إلى اتحادات ونقابات بمختلف أشكالها، فيما أقل من (1.5%) من الشباب ينتمون لأحزاب أو حركات سياسية، وهذا يدل على وجود عدد من المعيقات الرئيسية أمام الشباب الفلسطيني في الحياة العامة والبروز والترشح للانتخابات والنهوض بقيادة مستقبلية بصورة خاصة.

56% من الشباب لا يعرفون السنة التي تأسست فيها منظمة التحرير،مقابل 73% يعرفون مؤسس الفيسبوك، و نصف الشباب لا يعرفون الرئيس الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبلغت نسبة الشباب الذي قام بالتسجيل في السجل الانتخابي الأخير 40% فقط،  في المقابل بلغت نسبة الشباب في القوائم الانتخابية للانتخابات المحلية التي كان من المفروض اجرائها في أكتوبر 2016 ، ما يقارب من

نسبة تمثيل الشباب في الهيئات القيادية العليا للسلطة الوطنية والأحزاب السياسية صفر

الشباب والهجرة:-

حوالي 24% من الشباب (15-29) سنة في فلسطين لديهم الرغبة للهجرة للخارج ويبدو أن الأوضاع السائدة في القطاع دور في زيادة نسبة الرغبة في الهجرة للخارج اذ بلغت نسبة الشباب الذين يرغبون في الهجرة للخارج في قطاع غزة 37% مقابل 15% في الضفة الغربية.  كما يلاحظ ان الذكور الشباب أكثر ميلا للتفكير في الهجرة للخارج مقارنة بالإناث الشابات اذ بلغت هذه النسبة للذكور 29% مقابل 18% لدى الإناث الشابات.

أما فيما يتعلق بالهجرة المؤقتة فأظهرت النتائج أن 63% من الشباب (15-29) سنة الذين يرغبون في الهجرة لا يفكرون بهجرة دائمة،بواقع 73% في الضفة الغربية و56% في قطاع غزة، كما أن الإناث الراغبات في الهجرة يفضلن أكثر ان تكون هجرتهن مؤقتة مقارنة بالشباب الذكور (62% للذكور الشباب مقارنة 64% للإناث الشابات).

تداعيات الواقع على الشباب:

-هيمنة فكرة الخلاص الفردي على الشباب، وتراجع القيم الوطنية بشكل ملحوظ، عبر التفكير بالهجرة كي يتم فك الارتباط ما بين المواطن والقضية عبر اغراقه بالهموم الذاتية التي تمنعه وتحد من قدرته للبحث عن تقدير الذات وتحقيقها بحسب هرم ماسلو.

-لجوء الشباب للانسحاب من الحياة العامة وفقدان الثقة بالقدرة على التغيير وهو ما يترتب عليه انصراف الشباب أما نحو السلبية أو التطرف أو الإدمان وارتفاع مستويات الجريمة.

-هيمنة مفاهيم التكيف السلبي على الشباب خاصة نتيجة انعدام القدرة على التغيير وغياب النموذج وفقدان الثقة بالهياكل الموجودة، وبالتالي رفضها والبحث عن نماذج أخرى ربما لا تكون سليمة، كالعصابات والجريمة المنظمة.

-فقدان الثقة بالمجتمع، والتمرد على القيم الاجتماعية ورفضها وبروز أشكال متطرفة من الرفض.

-تراجع نمط الأسرة النووية أمام الأسرة الممتدة مما يؤدي لارتفاع نسبة المشاكل الاجتماعية ونسب الطلاق وينذر بتفكك مجتمعي وارتفاع لوتيرة العنف الأسري وخاصة بين الأزواج الشباب.

التوصيات: –

-إعادة الاعتبار لقضايا الشباب عبر رسم استراتيجية وطنية تكون قادرة على تلبية احتياجات الشباب من كافة النواحي ويتم اشراك الشباب فيها بشكل فعال ليكونوا مساهمين في إيجاد حلول لكافة الأزمات التي يعانوا منها.

-استعادة الدور الريادي للشباب في الحياة السياسية عبر دمقرطة كافة الهياكل والبني سواء على مستوى السلطة أو المنظمة أو الأحزاب السياسية، وإقرار كوتا شبابية في الهيئات القيادية العليا لا تقل عن 30% من المقاعد، حتى نتمكن من صقل قيادة مستقبلية قادرة على حمل القضية الوطنية والحفاظ عليها من التآكل أو التشويه.

-تمكين اقتصادي حقيقي وتنموي يستهدف فئة الشباب من خلال خطة اقتصادية وطنية تشمل الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، تكون أولويتها مواجهة البطالة وما تفرزه من تأثيرات جسيمة على واقع الشباب.

-بث الوعي المجتمعي بقضايا الشباب وخطورتها، وإشراك كافة المؤسسات للتضامن مع الشباب الفلسطيني سواء كانت إعلامية أو حقوقية أو نفسية، بهدف إعادة بناء الشاب الفلسطيني على أسس معرفة وقيمية صحيحة.

-استعادة الجامعات لدورها الحقيقي في صقل الشخصية الوطنية ومحاربة كافة أشكال تسليع التعليم، والانتقال بالتعليم الفلسطيني إلى موقع الابداع والتفكير النقدي بدلا من التقليد والرتابة التي يعاني منها.

-توجيه مؤسسات المجتمع المدني نحو قضايا الشباب واستعادة قيم العمل الطوعي الحقيقي بعيدا عن الاستغلال السيء للشباب ، وذلك عبر تطوير منظومة العمل الطوعي في المؤسسات المجتمعية .

رابط مختصر