خلال لقاء نظمته الهيئة الدولية (حشد).. مجتمعون يؤكدون على ضرورة معالجة العقبات والتحديات التي تهدد حياة مرضى السرطان
الرقم: 32 /2019
التاريخ :23 يوليو 2019
خلال لقاء نظمته الهيئة الدولية (حشد).. مجتمعون يؤكدون على ضرورة معالجة العقبات والتحديات التي تهدد حياة مرضى السرطان
فلسطين المحتلة/ غزة: نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد: صباح اليوم، الثلاثاء الموافق 23 يوليو2019، ورشة بعنوان: “واقع الحق في العلاج والرعاية الصحية لمرضى السرطان بغزة”، في مقر الهيئة بمدينة غزة، وشارك فيها مجموعة من المتخصصين، يمثلون وزارة الصحة، ونخبة من المؤسسات الصحية، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، وناشطين شباب.
وأفتتح اللقاء د. علاء حمودة، مدير دائرة التدريب بالهيئة، مرحباً بالضيوف، قائلاً:” أن هذه الورشة تهدف إلى مناقشة واقع الحق في العلاج والرعاية الصحية في غزة، والتي تعتبر حقاً لكل مواطن بالتمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الخدمات الصحية، بما يؤدي إلى الخروج بتوصيات تحقق تحسين جودة الخدمات الصحية في المشافي الحكومية، وتكفل تعزيز واحترام وحماية الحق في الصحة، باعتباره حقاً من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأحد العناصر الرئيسية لكرامة الإنسان”.
من جهته أكد د. محمد أبو سلمية مدير مستشفى الرنتيسي للأطفال، أن القطاع الصحي في قطاع غزة يعاني من العديد من الأزمات، وخاصة مرضى السرطان، ومن أبرزها نقص الأدوية، والوقود، ونقص الكوادر الطبية، ومنع التحويلات للعلاج بالخارج، ومنع سلطة رام الله تحويل الحالات لإسرائيل.
وشدد على أن لمرضى السرطان خصوصية، حيث أن المريض إذا لم يتلقى العلاج اللازم فهو أمام خيارين، إما تفشي المرض بجسده، وإما الموت.
ونوه أبو سلمية إلى أن عدد مرضى السرطان في قطاع غزة يقدر بنحو 8000 مريضًا، من بينهم 600- 700 طفلًا، يواجهون أوضاعاً صحية قاسية، بسبب النقص المستمر في الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة التشخيصية والعلاجية اللازمة لعلاجهم، ونقص الأطباء المهنيين المتخصصين في علاج الأورام، وتفاقم أزمة الوقود في المستشفيات واستمرار أزمة الكهرباء.
ووجه رسالة إلى الكل الفلسطيني بضرورة تجنيب القطاع الصحي للتجاذبات السياسية، لأن أرواح المرض في خطر، كما دعا المنظمات الدولية والحقوقية إلى ضرورة التحرك العاجل والفوري حتى ينال مرضى السرطان أبسط حقوقهم، منوهاً إلى أن الوضع خطر، ونحن على أعتاب كارثة حقيقة إذا لم يتم تدارك الوضع.
من جهته تحدث كمال حمدان، من الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان، عن حملة “الأمل والسلام ” قائلاً:” نحن مجموعة من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والشخصيات المعروفة، قررنا ألا نستمر في مشاهدة آلام مرضى السرطان دون أن يكون لنا يد في تغيير هذا الواقع”.
وأضاف:” لقد تآلفنا وبدأنا العمل منذ أكثر من عامين. الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة، منوهاً إلى أن الحملة تهدف لخلق ائتلاف فلسطيني أولاً بحيث يتم حشد طاقات الشعب الفلسطيني في كل مكان من أجل إيجاد الخدمات الصحية اللازمة لمرضى السرطان داخل قطاع غزة، لننهي معاناة الآلاف من المرضى الذين أنهكم السفر خارج قطاع غزة لتلقي العلاج. ونفتح لهم نافذة الأمل المغلقة وبث في نفوسهم الطمأنينة والسلام.
وأوضح أن الحملة تعمل مع الفلسطينيين والخيرين في أنحاء العالم من أجل تشكيل شبكة أمان مالي ومعرفي لدعم هذه الخدمات والخدمات المساندة مثل الكشف المبكر والدعم النفسي والعلاج التلطيفي، لنثبت للعالم أجمع بأننا قادرون على حمل مرضانا عندما تضيق بهم السبل وينغلق باب الأمل.
وأكد على أن الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة هي حملة أهلية إنسانية بعيدة كل البعد عن السياسة والأيديولوجيا بجهود انسانية فلسطينية محلية ودولية، ورؤية عالمية منفتحة على جميع الخيرين حول العالم.
بدوره تحدث الصحفي فتحي صباح مدير المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، عن قرار السلطة الفلسطينية وقف التحويل للمشافي الإسرائيلية، مؤكداً أنه كان يجب عليها قبل تنفيذ هذا القرار، أن توفر البدائل للمرضى الذين لديهم بروتوكولات علاج، خاصة لأصحاب الأمراض المستعصية وتوفير العلاجات اللازمة لهم، وإلا تصبح حياتهم في مهب الريح،، عندما يتم حرمان المريض من الأدوية.
وأوضح أن الحكومة الفلسطينية هي المسؤولة بموجب القانون والدستور عن علاج المرضى، وتوفير ما يحتاجونه من خلال ما يتوفر لديها من تبرعات الدول المانحة، والضرائب، التي يجب أن ترجع للمواطن بشكل عام وللمرضى بشكل خاص على هيئة خدمات.
ونوه صباح إلى صعوبة الوضع الاقتصادي لغالبية مرضى السرطان في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الكثير منهم لا يستطيع توفير العلاج، أو المواصلات، وهو ما يفاقم معاناتهم.
وفي ختام اللقاء أكد المجتمعون على ضرورة معالجة العقبات والتحديات التي تتهدد حياة مرضى السرطان، وتحييد القطاع الصحي التجاذبات والصراعات السياسية، ووضع خطط استراتيجية للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
كما طالبوا المجتمع بتزويد قطاع الصحة في غزة بما يحتاجه من أدوية، ومستلزمات طبية، ووقود لتشغيل مولدات الطاقة البديلة في حال انقطاع التيار الكهربائي، مع ضرورة تطوير قطاع الصحة، وتحسين قدرات المستشفيات والمرافق الصحية.