
جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تتواصل بلا توقف لليوم الـ730 وسط مجاعة خانقة فيما تتواصل جرائم الاستيطان واحتجاز نشطاء اسطول الصمود
التاريخ: 5 اكتوبر 2025
بيان صحفي
جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تتواصل بلا توقف لليوم الـ730 وسط مجاعة خانقة فيما تتواصل جرائم الاستيطان واحتجاز نشطاء اسطول الصمود
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تدين وبأشد العبارات استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، لليوم الـ730 على التوالي، رغم اعلان خطة ترامب لوقف الحرب على غزة ، في ظل تصعيد دموي وممنهج طال جميع مناطق القطاع وان تركزت معظم الجرائم في مدنية غزة ، مرتكبةً سلسلة مجازر دموية في مختلف مناطق القطاع، كان آخرها قصف مربع سكني لعائلة عبد العال في شارع يافا بحي التفاح شرق غزة، ما أدى إلى استشهاد 20 مدنيًا بينهم 7 أطفال (أعمارهم بين شهرين وثمانية أعوام)، وإصابة أكثر من 40 مدنيًا، ولا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن 20 مفقودًا تحت الأنقاض، عدا عن مواصلة استهداف المدنيين المنتظرين للمساعدات، وتدمير الاحياء السكنية والمنشاءات المدنية عبر استخدام أسلحة محرّمة دوليًا ، إضافة لتدمير الجامعات والمدراس والمرافق الخدمية حيث قصفت طائرات الاحتلال مركز النور للمكفوفين التابع للأونروا في حي الرمال، إلى جانب استهداف صيدلية يافا بمخيم المغازي وتدمير جامعة الازهر في منطقة المغرقة ضمن سياسة متعمدة لتدمير المرافق الإنسانية والطبية والجامعات والمدراس وتترافق هذه الجرائم مع استمرار الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات، عدا عن تعطيل دور الأونروا والمنظمات الأممية، بالتوازي مع تفاقم غير مسبوق للأوضاع الإنسانية والصحية والمعيشية التي باتت اكثر من كارثية ، مع استمرار احتجاز نشطاء اسطول الصمود واعتداءات استيطانية متسارعة في الضفة الغربية.
وخلال الثلاث أيام الأخيرة شن جيش الاحتلال أكثر من 300 غارة جوية على قطاع غزة بمعدل يزيد عن 100 غارة يومياً، استهدفت أحياء مكتظة في مدينة غزة، والوسطى، وخان يونس، ورفح، والتي ترافقت مع استخدام قوات الاحتلال للمتفجرات والعربات المفخخة التي أدت الي تدمير الاحياء السكنية والمنازل على رؤوس ساكنيها، واضافة الي استهداف سيارات الإسعاف وطواقم الإنقاذ، في سياسة عقاب جماعي ممنهجة تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وتدمير مقومات الحياة في القطاع، وقد تسببت هذه الجرائم في وقوع عشرات المجازر بحق العائلات الفلسطينية والنازحين وادت الى استشهاد ما لا يقل عن 215 مدنياً بينهم 61 شهيداً منذ فجر الأمس فقط، من ضمنهم 45 في مدينة غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب مئات الجرحى، والمفقودين تحت الأنقاض، لترتفع الحصيلة الإجمالية لضحايا الإبادة الجماعية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 67,180 شهيدًا و169,700 جريحًا، إضافة إلى 720 شهيدًا تم انتشالهم مؤخراً من تحت الأنقاض بعد استكمال قوائم المفقودين، فيما لا تزال جثامين آلاف الضحايا تحت الركام بسبب استمرار القصف ومنع فرق الدفاع المدني من انتشالهم وقد سجلت الهيئة خلال الثلاث أيام اعترض ومنع واستهداف فرق الدفاع المدني والمسعفين وعربات الإسعاف لمنعهم من القيام بدورهم في انتشال جثامين الشهداء والجرحى .
الهيئة الدولية “حشد”: تواصل قوات الاحتلال استهداف المدنيين المنتظرين للمساعدات أمام مراكز التوزيع في مدينة غزة والمناطق الوسطى، ما أدى لاستشهاد 4 أشخاص صباح اليوم فيما استشهد 11 مدنيًا من المنتظرين للمساعدات الإنسانية خلال الأيام الثلاثة السابقة، وتتزامن هذه الجرائم في ظل تعطيلٍ متعمّدٍ لإدخال الإغاثة الإنسانية عبر المعابر، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ما يدخل من مساعدات لا يتجاوز 10 إلى 15% من الاحتياجات الفعلية للسكان، في ظل استمرار منع عمل وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية وعرقلة دخول الوقود والمعدات الطبية، في وقت يعيش فيه أكثر من 2.3 مليون إنسان حالة مجاعة وعطش وانعدام شبه كامل للغذاء والدواء، فيما يتواصل بشكل يومي تسجيل حالات الوفاة جراء الجوع وسوء التغذية ونقص الأدوية، بينهم أطفال وكبار سن حيث أسفرت هذه السياسة عن وفاة ما لا يقل عن 471 شخصًا جراء المجاعة وسوء التغذية، بينهم 157 طفلاً و79 امرأة، في ظل انتشار واسع للأمراض المعدية نتيجة تلوث المياه وانعدام الخدمات الصحية.
الهيئة الدولية “حشد”: يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة التدمير الممنهج للبنية الصحية في غزة، حيث تم استهداف مستشفيات ومراكز طبية بشكل مباشر، ما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، جراء منع سلطات الاحتلال دخول الإمدادات الطبية العاجلة، الأمر الذي أدى إلى وفاة العشرات من المرضى والجرحى يوميا والذين لم يتلقوا العلاج اللازم، إضافة الي تهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى، بينهم 1,200 مريض فشل كلوي و350 طفلًا في الحضانات. من جهة اخري تسبب القصف في استشهاد أحد المسعفين العاملين في منظمة “أطباء بلا حدود”، إضافة الي اختطاف قوات الاحتلال الإسرائيلي الممرضة تنسيم الهمص من مكان عملها واقتيادها إلى جهة مجهولة، في جريمة ترقى إلى جريمة اختفاء قسري. وبعد يومين تبين انها محتجزة في سجن عسقلان، بدون إمكانية زيارة المحامي.
الهيئة الدولية “حشد”: يواصل الاحتلال تهجير المدنيين قسراً من مدينة غزة نحو الوسط والجنوب، ويمنع عودتهم عبر حاجز الرشيد الذي يغلقه بشكل دائم أمام العائدين، فيما يسمح فقط بخروج المزيد من السكان، وقد أجبرت مجاز الاحتلال وعمليات التدمير للأحياء السكنية ومحو معالم مدينة غزة مئات الالاف من المواطنين للنزوح القسري والعيش في العراء والاماكن غير الصالحة، في ظل غياب شبه كامل لأي تدخل إنساني فعال، فيما لايزال قرابة اربعمائة الف من المدنيين محاصرون في المدينة وشمال القطاع تحت قصف متواصل، بينما مناطق النزوح جنوبًا تعاني من انعدام المياه والغذاء والرعاية الصحية والبنية التحتية للحياة ودون توفير أي خدمات أساسية، فيما باتت تنتشر بينهم الأمراض والأوبئة .
الهيئة الدولية “حشد “: بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ الاحتلال والمستوطنون أكثر من 38 ألف اعتداء في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، وأقاموا 117 بؤرة استعمارية جديدة، فيما نصبت قوات الاحتلال 916 حاجزًا وبوابة عسكرية، وصادرت 55 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين بقرارات عسكرية، وخلال الأسبوع الجاري، صادقت سلطات الاحتلال على الاستيلاء على 35 دونماً جديداً في بيت لحم ضمن مخطط توسعي استيطاني جديد يهدف الي استكمال التهويد للضفة الغربية وتقويض إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية.
الهيئة الدولية “حشد”: تجد ادانتها لجريمة القرصنة البحرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أسطول الصمود في المياه الدولية، أثناء توجهه نحو غزة في مهمة إنسانية سلمية، والذي ضم 42 سفينة و443 ناشطًا وصحفيًا ومتطوعًا من 47 دولة.حيث قامت بحرية الاحتلال باعتراض السفن بوسائل عنيفة، واستخدام خراطيم المياه والصعق الكهربائي واعتقال النشطاء، واقتيادهم إلى ميناء أسدود ثم الي سجون الاحتلال، وقد كشفت شهادات الناجين أن قوات الاحتلال عذبت واحتجزت العشرات داخل سجون عسقلان وقدسعوت، وحرمتهم من الماء والطعام، وتعرضوا للضرب والإهانة، ومن بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ التي أُجبرت على تقبيل علم الاحتلال بعد جرّها من شعرها، في انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية، إضافة الى الاعتداءات عليهم تم توجيه الاهانات لهم ووسمهم بالإرهاب من قبل وزير الامن القومي المتطرف بن غفير، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، الامر الذي يستوجب عقاب دوليا ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم .
الهيئة الدولية “حشد”: ترحب بالزخم الدولي المتنامي الرافض لجرائم الإبادة في غزة، وتشيد بالمواقف والتحركات الشعبية والرسمية الداعية لوقف الحرب، خاصة الإضرابات العمالية الكبرى في إيطاليا، والمظاهرات الحاشدة في العواصم الأوروبية دول العالم ، وإذ تثمن الشكوى التي تقدمت بها البرازيل وسبعون دولة للأمم المتحدة ضد الجرائم الإسرائيلية، وإذ تشيد بالتحركات القانونية والدبلوماسية لاستدعاء السفراء الإسرائيليين في عدد من الدول، وتؤكد ضرورة ترجمة هذا الزخم إلى إجراءات فعلية تفرض المساءلة والعقوبات، وتمنع استمرار الحصانة التي يتمتع بها قادة الاحتلال، وإذ تؤكد على ضرورة ان توظف كل الجهود الوطنية والعربية والدولية ضمن الخطط المعلنة لوقف الحرب دون استغلال الكارثة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية أو تمرير مشاريع مشبوهة على حساب دماء الفلسطينيين وصمودهم وحقهم في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
الهيئة الدولية “حشد”: تحذر من أن استمرار الإبادة الجماعية في غزة وتوسّع الاستعمار في الضفة الغربية تقوّضان الامن والسلم الإقليمي والدولي وحقوق الفلسطينيين ومنظومة القانون الدولي، اذا تدين التقاعس وال والعجز الدولي الذي بات يمثل تواطؤًا وشراكة في الجريمة، فأنها تدعو الأمم المتحدة والدول الثالثة والشعوب الحرة إلى مضاعفة الجهود لوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، و ضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة لتلبية احتياجات السكان، وحماية الفلسطينيين ، وإطلاق سراح جميع النشطاء المدنيين في أسطول الصمود فوراً وضمان سلامتهم، ومحاسبة دولة وقادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الإنسانية جمعاء امام القضاء الدولي ، ومقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات الدولية عليها إلى حين امتثالها للقانون الدولي ووقف جرائمها.