
حشــــــد الاحتلال يحوّل المساعدات الإنسانية إلى أداة إبادة ويمنع وصولها للمدنيين منذ أكثر من 185 يوماً
غزة – 4 سبتمبر/أيلول 2025
خبر صحافي
حشد: الاحتلال يحوّل المساعدات الإنسانية إلى أداة إبادة ويمنع وصولها للمدنيين منذ أكثر من 185 يوماً
حذرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” في مذكرة إحاطة رسمية وُجِّهت إلى محكمة الجنايات الدولية، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وعدد من المقررين الخاصين، من أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المساعدات الإنسانية في قطاع غزة تمثل جزءاً أصيلاً من خطة الإبادة الجماعية الجارية منذ السابع من أكتوبر 2023، مؤكدة أن تقويض وصول المساعدات وعرقلة إدخالها أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وارتفاع أعداد الشهداء والمصابين والمجوعين.
وذكرت الهيئة أن حصيلة الضحايا منذ اندلاع العدوان وصلت إلى 63,746 شهيداً و161,245 جريحاً، بينهم 11,615 شهيداً و49,204 جريحاً منذ 18 مارس 2025 فقط، بينما يواجه أكثر من مليون مواطن شمال القطاع أوامر إخلاء قسري تهدد بترحيلهم نحو الجنوب وسط أوضاع معيشية معدمة واكتظاظ كارثي في غياب مراكز إيواء مجهزة.
أوضحت المذكرة أن الاحتلال يفرض حصاراً خانقاً منذ أكثر من 185 يوماً متواصلاً، في خرق صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة، ويمنع تدفق المساعدات الإنسانية عبر المعابر، ما تسبب في حرمان المدنيين من الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية.
وعرضت الهيئة أبرز الطرق التي سمح الاحتلال باستخدامها منذ أغسطس الماضي تحت ضغط دولي، لكنها وصفتها بأنها شكلية وغير كافية:
القوافل والشاحنات: غزة بحاجة يومياً إلى 500–700 شاحنة، بينما ما يدخل لا يغطي سوى 4% من الاحتياجات.
المنظمات الدولية: شهد دورها تراجعاً حاداً بنسبة 88% بعد خرق الاحتلال لقرار وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025.
نقاط التوزيع الأمريكية – الإسرائيلية: ثلاث نقاط (رفح: العلم وميراج، شمال القطاع: زيكيم)، تحولت إلى مصائد موت أودت بحياة 2,339 شهيداً و17,070 جريحاً.
المعونات النقدية: فقدت فعاليتها نتيجة القيود والعمولات المرتفعة (54%)، إلى جانب تقليص تمويل إدارة ترامب.
الإنزال الجوي: رغم مشاركة دول عديدة، لم يتجاوز مجموع ما أُنزل منذ أغسطس ما يعادل 18 شاحنة فقط، في حين استشهد 23 مواطناً وأصيب 124 آخرون جراء سقوط الصناديق.
إحصائيات صادمة لشهر أغسطس
خلال الفترة بين 27 يوليو و30 أغسطس 2025، دخل القطاع 3,188 شاحنة فقط من أصل حاجة فعلية تقارب 21 ألفاً، أي ما نسبته 15% فقط من الاحتياج. كما يمنع الاحتلال إدخال نحو 430 صنفاً أساسياً، تشمل اللحوم، الألبان، الفواكه، المكملات الغذائية، الأدوية، والوقود.
كما كشفت المذكرة أن 367 مواطناً بينهم 131 طفلاً قضوا بسبب المجاعة وسوء التغذية، فيما يواجه 55 ألف حامل ومرضعة و43 ألف طفل دون الخامسة مخاطر الجوع الحاد. وتوقعت أن يصل عدد من يعيشون في مجاعة فعلية إلى 641 ألفاً خلال سبتمبر الجاري.
أكدت “حشد” أن الاحتلال لم يكتفِ بتجويع الفلسطينيين، بل حوّل المساعدات نفسها إلى أداة قتل وإبادة، عبر:
استهداف مؤمني المساعدات، ما أسفر عن أكثر من 722 شهيداً.
عرقلة تنسيق إدخال القوافل وفرض الطوق العسكري في مناطق مكتظة.
منع الدول من الاستمرار في الإنزال الجوي بذريعة رفض تصوير القطاع من الأعلى.
تقليص التمويل الدولي للمنظمات الإنسانية، واستهداف مقراتها وموظفيها.
إقصاء الأونروا، باعتبارها الجهة الأكثر خبرة وقدرة على تقديم الإغاثة.
نشر الفوضى ودعم تشكيل عصابات مسلحة تسيطر على جزء من المساعدات.
التلاعب بالشاحنات، ما أدى إلى فساد حمولات غذائية وانتهاء صلاحيتها قبل السماح بدخولها.
أشارت الهيئة إلى أن هذه العراقيل أدت إلى:
ارتفاع أعداد الضحايا والمجوعين وفقدان مصدر الغذاء.
انتشار الفقر والبطالة بعد تدمير البنية الاقتصادية.
تعميق أزمة الثقة بالمجتمع الدولي واعتباره شريكاً في “مسرحية المساعدات”.
تفشي الأمراض النفسية والاكتئاب خاصة بين الأطفال والنساء.
تسهيل خطة الاحتلال بتهجير السكان شمال القطاع.
وفي ختام المذكرة، دعت “حشد” إلى:
وقف فوري للإبادة وفتح المعابر الإنسانية دون قيود أو شروط.
توحيد الجهود الإنسانية وتوفير قواعد بيانات دقيقة للتوزيع العادل، مع ضمان التمويل الدولي.
إغلاق نقاط التوزيع الأمريكية – الإسرائيلية وإعادة الاعتبار لدور الأونروا.
مقاضاة المسؤولين الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية لمشاركتهم في جرائم الإبادة والتجويع.
إطلاق حراك عالمي ضاغط للتظاهر أمام السفارات والضغط على الحكومات للتحرك العاجل.
واعتبرت الهيئة أن ما يجري في غزة “يمثل فشلاً أخلاقياً وقانونياً للمجتمع الدولي”، مؤكدة أن سياسة الاحتلال في عرقلة المساعدات ليست سوى “جزء لا يتجزأ من مخطط الإبادة الجماعية الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني”.