اخبار صحفيةتصريحات صحفية

د. صلاح عبد العاطي: استمرار العجز والصمت الدولي على الإبادة الجماعية والمجاعة واعلان الهجوم العسكري على مدينة غزة يفتح الباب أمام مجازر وإعدامات جماعية وموت الآلاف جوعًا ومرضًا وعطشًا

التاريخ : 23 اغسطس 2025

تصريح صحفي

د. صلاح عبد العاطي: استمرار العجز والصمت الدولي على الإبادة الجماعية والمجاعة واعلان الهجوم العسكري على مدينة غزة يفتح الباب أمام مجازر وإعدامات جماعية وموت الآلاف جوعًا ومرضًا وعطشًا

حذر د. صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، من مغبة استمرار صمت المجتمع الدولي وعجزه عن التدخل لوقف جرائم الإبادة الجماعية والمجاعة التي يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، مؤكدًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل ضمن خطة إجرامية ممنهجة للقتل والتدمير والتجويع والتعطيش ونشر الأمراض والتهجير القسري بهدف اهلاك وابادة اكبر عدد من الفلسطينيين واقتلاع الباقين من أرضهم.

الجرائم الميدانية والتطهير العرقي

اشار عبد العاطي بان قوات الاحتلال الإسرائيلي توصل لليوم 687 ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 62,263 شهيدًا، واكثر من 156 جريح ، في ظل إعلان أممي رسمي يؤكد تفشي المجاعة على نطاق واسع، ما يجعل الواقع الإنساني في القطاع أكثر مأساوية وكارثية.

 وأوضح عبد العاطي أن العملية العسكرية الإسرائيلية المعلنة لاحتلال ما تبقى من مدينة غزة وشمال القطاع، يتم تنفيذها  بخطوات مدروسة لإحكام الطوق على مدينة غزة عبر السيطرة شرق شارع صلاح الدين وتدمير أحياء الزيتون والصبرة بما فيها المعالم التاريخية، ثم التوغل نحو الغرب من جهتي الشمال والجنوب وصولًا إلى البحر، وسط التدمير بمختلف انواع الأسلحة والمجازر لإجبار السكان علي النزوح القسري  في محاولة لتهجير قرابة مليون فلسطيني مجوَّع يتواجدون في مدينة غزة وشمالها نحو بقعة ساحلية ضيقة في وسط وجنوب القطاع، دونما الاكتراث لأوضاعهم المأساوية وعدم قدرتهم على النزوح مجددًا في ظل المجاعة وغياب وسائل النقل والفقر وانعدام المأوى أو مقومات الحياة.

وأشار إلى أن أحياء الزيتون والصبرة في مدينة غزة، ومنطقتي جباليا البلد وجباليا النزلة، تتعرض منذ أكثر من أسبوع لحملة عسكرية عنيفة تُوصف بأنها الأشد منذ بداية الحرب، حيث يستخدم الاحتلال الطائرات المسيّرة (كواد كابتر)، والروبوتات الأرضية، إلى جانب القصف المدفعي والجوي الكثيف، ما تسبب في مجازر مروّعة بحق المدنيين وسط استمرار عمليات التهجير القسري وإطلاق النار المباشر على المواطنين. ولا يزال العديد من الشهداء والجرحى تحت الأنقاض في ظل انقطاع الاتصالات وتضييق الخناق على طواقم الإنقاذ.

وأكد عبد العاطي أن تصريح وزير الحرب الإسرائيلي المجرم بتسلئيل كاتس بأن العملية تهدف لتهجير السكان بالقوة يمثل اعترافًا صريحًا بارتكاب جريمة ترقى إلى التطهير العرقي.

المجاعة كسلاح حرب

وأشار عبد العاطي إلى أن إعلان الأمم المتحدة رسميًا المتأخر دخول غزة في مرحلة المجاعة وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يثبت أن الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب، حيث يواجه المدنيون – وخاصة الأطفال والنساء – خطر الموت جوعًا وعطشًا في ظل انعدام المأوى، وانهيار المستشفيات، وتفشي الأمراض والأوبئة نتيجة الاكتظاظ والمجاعة وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وعبر عن أمله أن يسهم هذا الإعلان الأممي في زيادة الضغط الدولي لرفع الحصار ووقف إعاقة إدخال المساعدات بما يضع دولة الاحتلال أمام مسؤولياتها.

وأكد أن هذا الإعلان يفتح الباب قانونيًا وأخلاقيًا لتفعيل آليات الاستجابة الإنسانية العاجلة، والسماح بإدخال المساعدات دون موافقة أطراف النزاع استنادًا إلى القانون الدولي الإنساني.

وشدد أن تعمد عسكرة المساعدات وخلق ظروف المجاعة يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية تستوجب المساءلة الدولية.

المطلوب دوليًا

وأكد عبد العاطي أن استمرار الاكتفاء بالإدانات أو الرهان على مسار المفاوضات والوساطات المثمن والمقدر جهودهم ،  لم يعد كافيًا بعدما استخدمها المجرم نتنياهو وحكومته الفاشية والعنصرية مرارًا كأداة لإطالة أمد الحرب والإبادة.

وعليه، فإن المطلوب اليوم الانتقال الفوري نحو التدخل الجبري الإنساني وفق مبدأ مسؤولية الحماية وقواعد القانون الدولي، وتفعيل صيغة “متحدون من أجل السلام” في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل تحالف دولي من كافة الدول الرافضة للإبادة الجماعية لضمان تشكيل وإرسال قوة حماية دولية عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان فتح جميع المعابر دون قيد أو شرط لتدفق المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الدولية،

وطالب عبد العاطي دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية بفرض عقوبات شاملة على دولة الاحتلال وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة، ومحاسبة قادتها وجنودها وشركائهم أمام المحكمة الجنائية الدولية وباستخدام مبدأ الولاية القضائية العالمية.

رسالة إلى زعماء العالم

 وختم عبد العاطي تصريحه بالتأكيد على أن استمرار صمت المجتمع الدولي لن يعني سوى التواطؤ غير المباشر في جرائم التجويع وتدمير الأحياء السكنية والبنى التحتية وجرائم الإعدام خارج إطار القانون والقتل الجماعي، وسوف يسمح بمواصلة ارتكاب المجازر واسعة النطاق وجرائم التجويع التي قد تحصد أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة.

وقال: “على القيادات الفلسطينية المتقسمة وزعماء دول العالم أن يخجلوا من خذلناهم لسكان غزة، وأن يستخدموا كل نفوذهم لإنهاء حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإلا فإننا سنكون أمام مجازر وأوضاع أشد سوءًا وكارثية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى