
الهيئة الدولية”حشد ” تعقـد لقاء حواري بعنوان أبعاد وتداعيات الخطة الامريكية للمساعدات في قطاع غزة
التاريخ : 14-5-2025
الوقت المنعقد فيه اللقاء: الساعة السابعة بتوقيت القدس المحتلة
المكان المنعقد فيه الورشة: تطبيق zoom
خبر صحافي
الهيئة الدولية”حشد ” تعقـد لقاء حواري بعنوان أبعاد وتداعيات الخطة الامريكية للمساعدات في قطاع غزة
عقدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” مساء اليوم لقاء حواري من خلال ندوة الكترونية نظمتها بالتعاون مع شبكة الجاليات الفلسطينية في واشنطن ومركز الدراسات السياسة والتنموية بعنوان ( ابعاد وتداعيات الخطة الامريكية للمساعدات في غزة ) بمشاركة شخصيات سياسة وفكرية من الداخل والخارج.
وجاء هذا اللقاء بهدف اطلاق حملة دولية من قبل جهات فلسطينية عربية ودولية من اجل وقف حرب الابادة الجماعية و ضمان تدفق المساعدات لسكان قطاع غزة ومناهضة الخطة الامريكية الإسرائيلية المقترحة لإدارة المساعدات في قطاع غزة والتي تهدف الى احلال جهات بديلة عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ( الاونروا) وباقي الجهات الدولية والاهلية وعسكرة العمل الانساني واستخدامها كسلاح وسط تحذيرات من تداعيات انسانية خطيرة تهدد سكان قطاع غزة وخاصة منطقة رفح ومالها من تداعيات خطيرة ممنهجة لتهجير سكان قطاع غزة .
افتتح اللقاء المحامي د. صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني مرحبا بالضيوف والمشاركين في اللقاء الحواري مشدداً على اهمية هذا اللقاء في نشر الوعي وتسليط الضوء على مخاطر وتداعيات الخطة الاميريكة- الاسرائيلية التي تثقدم تحت غطاء انساني زائف واكد على ضرورة فضح هذه السياسات التي تمهد لهندسة الحصار والمجاعة والكارثة الانسانية ودفع السكان للنزوح القسري تحت ضغظ الجوع والقصف داعياً الى مناهضة الخطة الامريكية والتصدي لمألاتها الكارثية
واعتبر عبد العاطي هذه الخطة ترقي لتكون جريمة دولية تتعارض مع المبادىء الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني مؤكدا انها تهدف لفرض واقع من التجويع والتهجير وتُستخدم من اجل تقويض ” الاونروا” بحجة عدم الحيادية وشدد على ان الخطة تٌشرعن حرب الابادة الجماعية وتحرم الفلسطينين من حقوقهم الاساسية كالحق في الصحة والتعليم والبنية التحتية على عكس وكالة الغوث”الاونروا” التي كانت تشمل كافة الخدمات وتمن وصولها لكافة الشرائح الفلسطينية , كما اتهم الولايات المتحدة الامريكية بانها شريكة في هذه الابادة عبر تنسيقها مع اسرائيل رغم ادعاءات امريكا بنفيها المتكرر لهذه التنسيقات وحذر من انهيار تام للوضع المعيشي ودعا الى تحالف دولي لاجبار الاحتلال على فتح الممرات الانسانية العاجلة لانقاذ غزة ومنع تنفيذ هذه السياسات التي تتنافى مع القانون الدولي والتي تشكل “هندسة ابادة جماعية ” وليست حلاً للازمة الانسانية في غزة
وبدورة كشف المستشار الاعلامي لدى ” الاونروا” أ. عدنان ابو حسنة عن الرفض القاطع من قبل المنظمات الاممية للخطة الامريكية التي وصفها بأنها ” محاولة لتفكيك الاونروا واستبدالها بكيانات محلية ومشاريع مؤقتة ذات طابع امني ” مشيراً الى ان الاونروا تضم اكثر من 13 الف موظف ومئات المؤسسات والاف المتعاقدين مما يجعل استبدالها امراً مستحيلاً وكشف عن مضمون المقترح الامريكي الذي يتكون من 30 صفحة تتضمن انشاء مؤسسة توزيع مساعدات وفق اشتراطات امنية صارمة تشمل 4 نقاط في جنوب قطاع غزة تخدم كل منها 300 الف فلسطيني وتخضع لفحص امني مقابل وجبة غذاء لاتتعدى 1400 سعرة حرارية متحكمة ً في النوع والكمية , كما اشار الى ان تأمين هذه العملية سيتم عبر شركات امنية دون اي ضمانات لحماية المستفيدين واجبار السكان على التهجير القسري محذراً من سابقة خطيرة تعارض مع مبادىء الامم المتحدة التي ترفض ان تكون شريكة في التمييز بتوزيع الغذاء والرعاية الصحية واكد ابو حسنة ان موقف المنظمات الدولية بما فيها الاونروا وبرنامج الغذاء العالمي واليونسف كان موحداً ورافضاً لهذه الخطة سواء في اجتماعات مجلس الامن او الامم المتحدة كذلك اشار ابو حسنة الى الوضع المأساوي الذي يعانيه قطاع غزة من سياسة تجويع وتعطيش وتدهور الوضع الانساني في قطاع غزة وارتفاع معدلات سوء التغذية بين المواطنين .
ازمة الجوع في غزة واشاد في مدى صمود سكان قطاع غزة رغم الجوع والوضع الكارثي وقدرتهم على رفض واخفاق هذه الخطة التي تندرج تحت اطار المساعدات الانسانية
من جانبه وصف أ. امجد الشوا مدير شبكة المنظمات الاهلية الخطة ب ” الفقاعات الانسانية ” مؤكداً انها تهدف الى تجويع السكان وتهجيرهم قسراً الى جنوب قطاع غزة عبر نظام امني مشدد يُدار بالتنسيق مع الاحتلال الاسرائيلي وشركات امنية خاصة ولفت الى ان الخطة تعيد طرح افكار رُفضت سابقاً وتُدار حاليا بالتنسيق مع الجيش الاسرائيلي وشركات امريكية و واضح انها تستهدف في مرحلتها الاولى 50 % من السكان مما يعني تجويع النصف الاخر وتعرضهم للقتل في ظل عدم وجود اي ضمانات لحماية المدنيين كما حذر من بدء تنفيذ فعلي للخطة في محور “موراج ” كما انتقد محدودية المساعدات التي تقتصر على نوع وكمية معينة من حيث ادخال فقط 100 شاحنة مساعدات ولاتقارن بما كان يدخل خلال فترة الهدنة من ( 600 ) شاحنة يوميا و لا تكفي من حيث الكمية بحيث تتضمن وجبات طعام محددة السعرات كذلك لم تتطرق الخطة للمساعدات الاخرى كالمساعدات الطبية والوقود و الخيام والمنازل المتنقلة من المساعدات الاساسية وأكد على موقف الشعب الفلسطيني الرسمي الموحد لرفض هذا المخطط بدءا من الحكومة والفصائل وصولا للمنظمات الاهلية والقطاع الخاص والعشائر .
وتطرق أ. راهيف رئيس اتحاد الجالية الفلسطينية في امريكا لاستيضاح قراءة ثابتة حول الخطة الامريكية للمساعدات في قطاع غزة وما له من رؤية واضحة وممنهجة واوضح ان امريكا ترى ان اسرائيل غير قادرة على حسم هذه الحرب وانهاء المعركة عسكرياً واعتبرت ان خطة المساعدات ستكون اكثر حسما واستنكر راهيف قيام الادراة الامريكية بتنفيذ مخططات لمساعدة الاحتلال للتملص من انهاء الحرب وكان من الاجدر لها ان تطالب بوقف الابادة الجماعية على قطاع غزة وانهاء للمجازر والانتهاكات المستمرة واضاف الى ان امريكا ماهي الا شريكٌ فعليٌ فيها.
وتساهم الادارة الامريكية في دعم الاحتلال مالياً وعسكرياً من خلال تمديدها بالاموال والاسلحة وقبل طرحها لخطة المساعدات ورأى انه ماهو الا مشروع تحاول تمريره لاجل خدمة شعب اسرائيل من خلال تهجير الفلسطينين ونوه خلال مداخلته عن نشاطات الجالية وقيامها بتقديم مايلزم من الدعم المالي والمساعدات اللازمة لسكان قطاع غزة كذلك تقديم الدعم السياسي من خلال اثبات وجودهم في التحالفات مع القوى الامريكية , واستنكر قيام ترامب برفع العقوبات عن سوريا في حين تترك اسرائيل تشرعن في القتل والدمار لذلك كان يجب على الادارة الامركية وقف الحرب فورا وليس تقديم خطة التفافية لاظهار نفسها امام العالم بأنها معنية لحل
وفي ذات السياق حذرت الاكاديمية الفلسطينية في امريكا د. رباب عبد الهادي من تحويل القضية الفلسطينية الى مجرد “ازمة انسانية” تُدار بالمساعدات بدلاً من الاعتراف بحقوق الفلسطينين الوطنية والسياسية وطمس الابادة الجماعية تحت عنوان ” ادارة المجاعة ” واكدت ان الولايات المتحدة لطالما استخدمت الطعام كأداة للهيمنة واشادت بالحراك الطلابي المتصاعد داخل الجامعات الامريكية من اعتصامات واضرابات عن الطعام تضامنا مع غزة و رفضاً لهذه السياسات واكدت ان الطلاب دفعوا ثمناً باهظاً لمواقفهم تمثلت بالاعتقالات وفقدان المنح الدراسية وفرص العمل , واشارت الى زيارة ترامب الى المنطقة العربية واعتبرتها الى انها مجرد محاولة لتهدئة الاجواء الغاضبة في الداخل الامريكي بسبب دعمه المطلق وانحيازه لاسرائيل ولفتت خلال المداخلة ان الشعب الفلسطيني وارادته هي من ستفشل الرواية الامريكية بينما يثير موقف السلطة الفلسطينية احراجاً للانصار المريكيين بسبب تعاملها مع الاحتلال.
وكشفت مداخلات المشاركين عن وجود مضامين خططية تحمل اهدافاً استراتيجية ذات طابع سياسي تستهدف بشكل مباشر تصفية عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئيين “الاونروا” وذلك ضمن رؤية امريكية- اسرائيلية مشتركة تسعى لتقويض دور الوكالة في قطاع غزة كما وجه المشاركون انتقادات حادة لمحاولات تلميع الدور الامريكي وتصويره على انه تدخل انساني لانقاذ السكان من المجاعة بينما يهدف في الحقيقة لتهجير سكان قطاع غزة و تفكيك الاونروا وخدماتها الاساسية مما يشكل تهديدا مباشرا لمستقبل اللاجئيين الفلسطيين وتقويض المؤسسات الدولية الداعمة لحقوق اللاجئيين
وشددت د . مريم ابو دقة على ان الخطة تسعى لتشويه الاونروا التي تعد شاهداً على النكبة ومحاولة استبدالها ليست جديدة لكنها تمر اليوم بدعم امريكي مباشر عبر تمويل السلاج واستخدام الفيتو ووصفت الخطة انها مشروع سياسي اقتصادي يهدف للسيطرة على قطاع غزة وموادرها خاصة الغاز واشارت ان ترامب يرى قطاع غزة كمشروع مربح بينما يرفض الزام اسرائيل باي التزامات دولية لانه شريك فعلي في الحرب واشادت بصموت الشعب الفلسطيني ورفضه للخطة واشارت الى فشل القانون الدولي في حماية الضعفاء ويكشف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون.
في مداخلة هامة من قبل الدكتور خليل الدقران الناطق باسم مستشفى شهداء الاقصى –غزة : وصف مدى الوضع الكارثي للمنظومة الصحية في قطاع غزة التي تتعرض لابادة ممنهجة وما يعانيه قطاع غزة من اسوء الكوارث الانسانية في التاريخ وسط هجمة شرسة في ظل استمرار حرب الابادة الجماعية التي يقودها الاحتلال الاسرائيلي وجيشه بحق المدنيين والتي اسفرت حتى الان عن استشهاد اكثر من 52 الف شهيد واصابة 120 الف شخص ووثق استشهاد 17 الف طفل ومايزيد من 650 الف طفل مهدد بالموت بسبب الجوع وانعدام العلاج وتوفير اللقاحات ,واشار الى خرق الاحتلال لكافة الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الانساني في توفير الحماية للاعيان المدنية وما الحقه من دمار واخرج نحو 70 % من المستشفيات عن الخدمة , وتحدث خلال المداخلة عن ارتفاع حالات المجاعة بين سكان قطاع غزة وازدياد سوء التغذية وفقر الدم والجفاف الحاد بين الاطفال والنساء الحوامل ومدى عجز الطواقم الطبية على تقديم الحد الادنى من الخدمات الصحية بسبب شح الادوية ونفاذ الوقود واغلاق المعابر المستمر وحرمان المواطنين من الحصول على العلاج والمياه النظيفة ولفت الى صعوبة حصول توفير الطعام والمحاليل للمرضى داخل اروقة المستشفيات والنقص الحاد في الاجهزة الطبية مما ينذر بكارثة انسانية ستفقدنا العديد من الضحايا.
كذلك اشار أ. عمر فارس الناشط الفلسطيني في بولندا الى الدور البارز الذي تقوم به جمعيته في تنظيم الحراك الشعبي في اروروبا حيث تم تسجيل نحو 36 الف مظاهرة داعملة لفلسطين خلال الفترة الماضية معتبرا الى ان هذا الحراك هو احد اشكال الضغط الشعبي الفعال لصانعي القرار وانتقد أ عمر غياب الدور الرسمي للسلطة الفلسطينية متسائلا عن سبب عدم وجود اي وفد فلسطيني يجوب اللقاء الدولي بين المؤسسات والمنظمات الدولية بهدف فضح مايتعرض له الشعب الفلسطيني وحشد الدعم لوقف حرب الابادة كما اعرب عن استنكاره الشديد للدور السعودي منتقدا استقبال ترامب وتقديم التمويل له في حين لم تقدم المملكة اي دعم قعلي او موقف جاد لوقف حرب الابادة وفي سياق التحرك الميداني اعلن الاستاذ عمر عن استعداد مجموعات دولية للمشاركة في تحرك كبير بتاريخ 12- يونيو نحو معبر رفح لكسر الحصار مشيرا الى ان الالاف سينطلقون ضمن تنسيق واسع مع سفراء ودبلوماسيين من مختلف انحاء العالم
واثار أ. جميل سرحان – مدير عام الهيئة المستفل لحقوق الانسان : خلال مداخلته تساؤلاً جوهرياً حول كيفية اعلان منطقة يسكنها ملايين السكان الفلسطيين بأنها “منطقة مجاعة” بينما الواقع يشير الى رفض هذا الاعلان من قبل الجهات المانحة نظراً لمخالفته معايير التوزيع والحياد الانساني واكد خلال ذلك على ان المجتمع المدني والموقف النسوي في غزة والجهات الدولية والمحلية جميعها ترفض هذه الالية كونها لاتحقق العدالة ولا تصل للمستحقيين الفعليين واشار الى ان المستوى الشعبي والوطني الفلسطيني موحد وهو الرفض التام لهذه الخطة مؤكا استحالة تطبيقها على ارض الواقع بسبب تعقيد الممرات الامنية والتفتيشات المذلة التي يتعرض لها المواطنون وما يواجهونه من موت واعتقالات اثناء التنقل , كما اوضح ان الجهات الممولة نفسها قد رفضت تمويل هذه الخطة نتيجة مخالفتها الصريحة للمبادىء الانسانية كونها تفرض نقاطا محددة لتوزيع المساعدات تحت ادراة الجيش الاسرائيلي وتابع بالقول الى ان الفشل الذريع في تنفيذ مشروع الميناء العائئم الي بدا في نهاية 2023 وبداية 2024- ما هو الا تأكيد على عدم جدوى هذه المشاريع ورفض الفلسطينين لها واختتم مداخلته بالتأكيد على ان المساعدات هي حق مكفول وفق القاونين والمواثيق الدولية ولكن الخطة الامريكية بكافة ابعادها هي مرفضوة ويجب ان تنفذ خلال منظمات اهلية دولية على مقدمتها وكالة الاونروا.
استهل ا.نزار الخالد مساعد رئيس منظمة التضامن للشعوب الفرنسية مداخلته مؤكدا على اهمية طرح هذه الخطة الكارثية وماتحمله من ابعاد خطيرة واشار الى مدى صعوبة ان تتواجد منطقة على وجه الارض تعاني هذا القدر من الدمار والمأساة وسط غياب عربي تام ولام في حديثه القيادات والحكومات العربية على تقاعسها في تقديم اي دعم فعلي للقطاع الصحي الفلسطيني رغم الكارثة الصحية التي يعيشها قطاع غزة واكد على استيائه من الموقف العربي الصامت ومعلنا تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الكبرى
اشارت أ. امال صيام – غزة لمدى خطورة هذه الخطة وتداعياتها ونوهت الى انه قد جرى بالفعل مناقشة هذه القضية مع عدد من المنظمات الدولية التي أبدت قلقها البالغ من خطورة تداعيات الخطة على معايير العمل الانساني واوضحت خلال المداخلة ان المنظمات النسوية رات ان النام المقترح يقصي بشكل ممنهج منظمات المجتمع المدني ويهمش دور الاونروا ووكالات الامم المتحدة كما يتنافى مع مبدأ الحياد والعدالة واعتبرت ان الية توزيع المساعدات ماهي الا مصيدة قد تعرض المستفيدين للخطر المباشر من قوات الاحتلال خاصة النساء والاطفال وذوي الاعاقة ومدى صعوبة حصولهم عليها بسبب التعقيدت الامنية والجغرافية وشددت على ان المعيار الاساسي هو التوزيع وضمان سهولة اتمام ذلك وحذرت من هدف الخطة التي تتضمن تحريف الانظار عن الابادة لتتجه فقط نحو المجاعة ويساهم في اعادة صياغة الرواية لتحويل غزة لمجرد منطقة بحاجة لمساعدات بدلا من التركيز على قضية انهاء الحرب كما انتقدت ما وصفته محاولة التحكم بمصير السكان من خلال عدم توفير قدرة اكتفاء ذاتي او كرامة معيشية .
من جهته أكد ا. باسم شراب : على ان مايجري في قطاع غزة هي ابادة شاملة وليست مجرد ازمة انسانية لتحويل قطاع غزة الى مجتمع يعيش على الحد الادنى من الطعام دون تعليم او صحة او مأوى بما يفقده ملامح الحياة الانسانية واشار الى ان الخطة الامريكية ماهي الا مقدمة لتهجير قسري تهدف في جوهرها تفريغ قطاع غزة من سكانها
اشارت أ . نورا زقوت – باحثة في المجال الحقوقي والدعم النفسي ( غزة ) خلال اللقاء الى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة منذ بداية حرب الابادة الجماعية ونوهت الى خطورة هذه الخطة وما تحمله من سياسة تهجير قسري واضحة و أكدت على ان سلطات الاحتلال تتبع سياسة التدريج الواضحة في تنفيذ خططها والتي بدأت من استهداف مستشفيات وارتكاب مجارز وسط صمت دولي وفشل لكافة القوانين الدولية في محاسبتها على انتهاكاتها المتكررة ولمعرفة ردة قعل الشعوب العالمية والدولية والتي اظهرت مدى سلبيتها لتعاد الكرة من جديد لتتدرج االانتهاكات وتصل الى سلاح التجويع , واشادت بمدى صبر الشعب في قطاع غزة الذي بات يحارب كل اشكال الموت وتطرقت الى اهمية كل خطوة تندرج لمساعدة ودعم ابناء قطاع غزة وعدم الاستهانة بأي فعل يساهم في وقف هذه الابادة وضمان ادخال المساعدات ابتداءً من كلمة وصولاً لتطبيق واقعي للفعل .
تحدث أ. روان الشوا – غزة عضو مجلس ادارة وفي الهيئة الدولية وناشطة خلال المداخلة عن الخطة الامريكية ومالها من طار وابعاد سياسية امنية وتنموية وميدانية لا يمكن فصلها فهي تحيط بها من جميع الجوانب واوضحت البعد السياسي الذي يدعو لربط المساعدات دون اشراك حقيقي للمؤسسات المحلية والدولية بحيث تتحول هذه المساعدات لوسيلة ضغط لا وسلة دعم دعم في حين ان البعد التنموي فإنها ترى ان هذه الرؤية تفقتر الاستراتيجة على المدى البعيد فهي اغاثية فقط ولا تساهم في اعادة الاعمار والنهوض الاقتصادي في قطاع غزة واختتمت التحديات الميدانية بصعوبة الحصول على هذه المساعدات ومدى المخاطر الامنية لذلك وخطورة استبعاد المنظمات الحقوقية المحلية ذات المصداقية .
وصف الدكتور احمد صالح مايجري من تحالف الولايات المتحدة مع الحركة الصهيونية هو تحالف وثيق منذ 20 عاما وتابع الى ان الحكة الصهيونة تسعى منذ عقود للتحالف مع البيت الابيض باعتباره ركيزة القرار الدولي في العالم ولاجل ذلك تسعى سلطات الاحتلال دوما الى ضم التحالف الامريكي الى جانبها لضمان استمرار عملياتها وانتهاكاتها داخل الاراضي واشار الى عدم الاندهاش من مضمون هذه الخطة الامريكية فالجميع يعلم ان اساس اي مخطط امريكي هدفه دعم المحتل فقط في تمكينه بالارض وتهجير الشعب الفلسطيني .
من جهته أكدت أ . الاء داود – غزة عن ابعاد الخطة الاميركية واثرها على المنظومة التعليمة والقطاع الصحي واشارت الى تدمير الاحتلال الاسرائيلي الممنهج للبنية التحتية التعليمية من استهداف المدارس والجامعات وحرمان اكثر من 280 الف طالب من حقهم في التعليم لما يقارب العامين وكذلك نوهت الى القطاع الصحي والانهيار الشبه كلي للمنظومة الصحية ونقص حاد في الادوية والعلاج بالاضافة الى ان هذه الخطة لاتشمل اي حلول او دعم مؤسسي للنهوض بهذه القطاعات وابعدت دور الاونروا في مهتما التي كانت تقدمها لكافة المجالات الانسانية
ووصفت مدى خطورة اشراك الشركات الخاصة لتوزيع المساعدات وما يتعارض في فتح باب خصخصة للخدمات المقدمة بما يتعارض مع مبدا الحصول على الرعاية المجانية خلال الحروب والنزاعات المسلحة وتطرقت لخطر هذه الخطة من احداث تفتيت واضح للنسيج الاجتماعي من خلال مفاقمة ظواهر الفقر والبطالة وتغير التركيبة الديموغرافية وما تؤل اليه من تهجير قسري.
في مداخلة من قلب قطاع غزة شارك المهندس هاني عن المعاناة والمأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة وتحدث عن صعوبة الحياة ومدى شور المواطنين بالالم والصدمة اتجاه هذه لخطة الامريكية التي تتحدث عن الترحيل والتهجير القسري وما فيها من اذلال وتحقير للشعب الغزي واشار الى كذبة امريكا الجدية التي تندرج في نفس السياق السابق لكذبة الميناء العائم الامريكي الذي كانت تسعى امريكا لتجميل صورته من خلال عملها على ادخال الدواء والغذاء ليتحول الميناء لقوة دفاع وخطف وقتل وفي وقت وتحدث عن مدى استائه من قيام دول الخليج على دعم ترامب واقامة الاحتفالات وتقديم الملايين في حين لم تقدم هذه الدول اي مساعدة لشعب يباد يحرق ويقتل جوعا وعطشا وختم مداخلته في حزنه العميق لتكرر سيناريو النكبة الفلسطينية من وعد الدول العربية لمساعدة الشعب الفلسطيني وكيف ساهم خذلانهم في فقدان اراضي فلسطين وقطاع غزة ووضعه تحت الادارة المصرية والان يكرر نفس المصير لوضع قطاع غزة تحت الادارة الامريكية.
اشار أ . احمد عيسى للخطة الامريكية ومدى تداعياتها الخطيرة والواضحة والتي تشكل ركيزة من ركائز الخطة الامريكية الشاملة وتعتبر حرب الابادة الجماعية احدى ركائزها المعتمدة ومدى ارتباطها بالاهداف المعلنة و التي لم تستطع اسرائيل تحقيقها من خلال استخدامها للقوة العسكرية بالتالي استخدمت سلاح جديد وهو سلاح تجويع لتحقيق هذه الاهداف المطلوبة وبالتي تبدا تغير صورة امريكا التجميلية واشار الى ان جميع الخلافات المعلنة من خلال وسائل الاعلام من مشادات كلامية وادانات بين ترامب ونتنياهو ما هي الا مسريحة واستعراض وباطنها تكمن فيها الدعم الفعلي والحقيقي لتحقيق المشروع الامريكي الاسرائيلي من خلال استخدام التجويع كسلاح اخضاع الشعب الفلسطيني ودفعه نحو التهجير القسري .
وخلال مداخلة أ. ياسمين قاسم محامية وباحثة حقوقية –الهيئة لدولية”حشد” اوضحت مدى تداعيات هذه الخطة التي تاتي في سيق انساني ظاهر امام العالم ومدى ماتحمله في طياتها من ابعاد سياسية وامنية خطيرة تهدد مستقبل قطاع غزة وحقه في تقرير المصير ومن جانبه رأت ان اي خطة تقع تحت اطار الانسانية لا تنبع من موافقة وارادة الشعب الفلسطيني لا يمكن القبول به واشارت الى ان المساعدات هي حق وليست منه ليتحكم الاحتلال والادارة الاميركية في مصير مليوني مواطن ووضعهم تحت مثلث الابادة اما موت بقتل او جوع او عطش وعبرت عن رفضها لاي خطة تطرح دون مشارك وتمثيل الممثليين الشرعيين للشعب الفلسطيني وليس من خلال مشارييع ذات طابع اجرامي سياسي وامني تتجاهل حقوقه الشرعية وتتعامل معه كانه متملق وليس صاحب حق وقضية وحذرت من مخاطر هذه الخطة في حال تنفيذها لما سنواجهه من اعتاب نكبة جديدة في القرن الواحد والعشرين وبالتالي السماح للاحتلال الاسرائيلي في استكمال خطته وسياسته الممنهج للدفع بسكان قطاع غزة وتهجيرهم نحو منطقة سيناء والسيطرة على قطاع غزة.
فيما اكد باقي المشاركون على الخطة تقوم على ثلاثة اهداف رئيسية جميعها تصب في اتجاه تفكيك “الاونروا” بشكل تدريجي واستبدالها ببدائل تخدم اجندات سياسية محددة واشار الى ان هذه الحطة تسعى لتكريس التهجير القسري من خلال تجميع سكان قطاع غزة في منطقة رفح وتحوليه الى مايشبه “السجن الكبير” وتشمل الخطة ادخال 60 شاحنة اغاثية يومياً ليس بهدف معالجة الازمة الانسانية بل كأداة ضغط على السكان لدفعهم نحو الهجرة وتهدف هذه الخطة لتجميل الدور الامريكي وتقديمه كبطل منقذ لمجاعة ويرى الى ان نسبة صغيرة من اموال زيارة ترامب للخليج تكفي لاعادة تمويل الوكالة وتشغيلها من جديد .
وخلال اللقاء اكد المشاركين في الذكرى (77) لنكبة فلسطين على رفض الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات مشيرين الي ان مسؤولية وقف الابادة الجماعية و دعم قطاع غزة تقع على عاتق الجميع : عربياً ودولياً وفلسطينياً وشدد على ان غياب التوافق السياسي وتراجع دور السلطة ساهم في تفاقم المأساة , داعياً الحقوقيين والاعلاميين الى تكثيف جهودهم من توثيق ومطالبات لوقف جريمة الابادة الجماعية و من اجل العمل على دعم صمود الشعب الغزي والتصدي للمخططات الللا انسانية وفي مقدمتها الخطة الامريكية لتوزيع المساعدات , وحث على ضرورة المطالبة بالحقوق الفلسطينية كاملة وتفعيل الدور الاممي للضغط على الاحتلال الاسرائيلي ومحاسبته على جرائمه المرتكة لاسيما في ظل اصراره على تحويل قطاع غزة الى ساحة تجويع وابادة جماعية
وقد توزعت توصيات المشاركين في هذا اللقاء علي اربع محاور
اولاً : على المستوى الدولي والاممي
1- المطالبة بوقف فوري وشامل لحرب الابادة الجماعية في قطاع غزة والعمل على توثيق الجرائم والانتهاكات لضمان محاكمة مرتكبيها امام المحاكم الدولية .
2- على المؤسسات والمنظمات الحقوقية والدول المعنية الضغط على الاحتلال الاسرائيلي والزامه بفتح المعابر الانسانية وضمان تدفق المساعدات الاغاثية والطبية العاجلة وادخال الوقود دون عراقيل او شروط واستبدال والغاء الية الوجبات الجاهزة بمواد غذائية متنوعة تحفظ كرامة المواطن وحقه في التحكم بغذائه .
3- دعوة المنظمات الحقوقية والمؤسسات المعنية بتفعيل اليات حماية دولية عاجلة لقطاع غزة وخاصة للمرافق الطبية والاعيان المدنية استناداً لاتفاقيات جينف وبروتوكولاتها والمواثيق والقوانين الدولية.
4- العمل على تشكيل تحالف دولي انساني مستقل لضمان وصول المساعدات تحت اشراف رقابة مجتمعية بعيدا عن الابعاد السياسة والامنية ومنع تحويلها الى ادوات تحكم واذلال.
5- الضغط على الامم المتحدة والمؤسسات الدولية للاعتراف بخطورة هذه الخطة وادانتها ومواجهة كل محاولات فرضها كأمر واقع .
6- انشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة في جرائم الابادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني بما في ذلك استهداف المستشفيات والطواقم الطبية .
7- العمل على تفعيل العضوية الفلسطينية بصفة مراقب في الامم المتحدة واستثمار المواثيق الدولية لحشد الدعم القانوني والحقوقي .
8- الدعوة للتحرك الدولي العاجل من اجل ضمان عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئيين ( الاونروا ) و استمرارية عملها وتمويلها دون شروط باعتبارها شريان الحياة للاجئيين الفلسطيين والشاهد على حق العودة .
9- رفض استبدال منظومة العمل الانساني الشرعي بمنظومة مسيسة مشروطة تحت اشراف الاحتلال الاسرائيلي الولايات المتحدة .
ثانيا: على المستوى العربي والاسلامي
1- مناشدة الدول العربية ومطالبتها بتشكيل جبهة موحدة لمناهضة وادانة الخطة الامريكية والتمسك بوكالة الغوث ودورها التاريخي الاساسي.
2- الشبيك مع المنظمات العربية خاصة المنظمات المعنية بالصحة والتنسيق لتقديم مايلزم من دعم لضمان تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في قطاع غزة باعتبارها الاطراف الوحيدة التي تتفاعل ميدانيا مع مأساة قطاع غزة
3- الضغط على الدول العربية الممولة للخطة الامريكية للتراجع عنها وتوجيه دعمها لانقاذ القطاع من المجاعة وانهيار المنظومة الصحية.
4- دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي الى عقد جلسة طارئة تتناول تداعيات الخطة الامريكية ومخاطرها.
5- المطالبة باطلاق تحالف عربي لدعم القطاع الصحي في غزة .
6- العمل على مواجهة الخطة الامريكية باعتبارها اداة لتكريس التهجير والاذلال الجماعي ورفضها رسمياً وشعبياً وعربياً
7- رفض اي تطبيع سياسي او دعم مالي غير مشروط للجهات التي تروج للخطة الامريكية او تحوال فرضها
8- مطالبة الدول العربية ادانة كافة محاولات تحويل قطاع غزة الى منطقة مجاعة منكوبة ورفض تحيول دوات المساعدة الى اداة هيمنة تتحكم لالسكان
ثالثا: في التحرك الاعلامي والشعبي
1- العمل على ترجمة هذه الخطة والوثائق المتعلقة بها الى لغات عدة لنقل الحقيقة للراي العام العالمي وفضح ابعادها السياسية واللا انسانية وكشف الرواية الامريكية -الاسرائيلية
2- تحيقي التعاون والتشبيك مع المؤسسات والمنصات الدولية والاعلامية لفضح مخططات الاحتلال الاسرائيلي والادارة الامريكية وضمان تعبئة ونشر الوعي حول تداعياتها وابعادها الخطيرة.
3- دعم الحراك الشعبي والطلابي الدولية ومضاعفة الجهود الاعلامية لتسليط الضوء على خطورة الخطة وتحويل الرواية الانسانية الى سياسية وحقوقية وتعزيز روابط حملات المناهضة الفصل العنصري والتطهير العرقي
1- اطلاق حملات توعوية بلغات متعددة لفضح حاهداف الخطة وتدايعاتها خاصة في الاوساط لغربية والشعوب المتضامنة
1- التاكيد على الدور المحوري لمنظمات المجتمع المدني في رفض خطة استبدالها ومواجهة سياسات الاقصاء والتهجير القسري و رفض عسكرة العمل الانساني ونشر الوعي لضرورة ضمان التوزيع العادل للمساعدات وفق معايير الحياد والاستقلال لوصولها للفئات الاكثر تهميشا كالنساء والاطفال وذوي الاعاقة وكبار السن
رابعا: على صعيد المستوى الفلسطيني
1- على الجهات الفلسطينية المعنية سرعة التوافق الوطني وضمان تعظيم الاشتياك الشعبي والدبلوماسي والقانوني مع دولة الاحتلال والتحرك مع المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية الانسانية لشرح تداعيات حرب الابادة الجماعية ومواجهة الخطة الاميركية الاسرائيلية..
2- توحيد القوى والفصائل الفلسطينية وانهاء الانقسام وتوحيد الجهود وتكاثفها لمواجهة خطر نكبة جديدة ومأساة كارثية للشعب الفلسطيني
3- تعزيز التنسيق بين الفصائل والمؤسسات الرسمية للاتفاق على خطاب واحد وموحد وموقف سياسي جامع ورافض لحرب الابادة وسياسة التجويع والتعطيش
4- ممارسة الضغط الرسمي عبر البعثات الدبلوماسية للمطالبة بتوفير حماية دولية عاجلة لسكان قطاع غزة ووقف حرب الابادة الجماعية
5- التسيق والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني الفلسطيني لتشكيل تحالف مجتمعي موحد لتمكينها من الاشراف والتخطيط على المساعدات واليات توزيعها.
6- تنظيم حملة مناصرة لتداعياتها من اجل خلق ضغط وطني داخلي رافض ومقاوم يدعم صمود ورفض الخطة .
7- اطلاق حملات توعوية اعلامية على منصات التواصل الاجتماعي لتسلط الضوء على خطورة الخطة الممنهجة وتسليط الضوء على حرب الابادة الجماعية والتاكيد على الرواية الفلسطينية التاريخية
8- توسيع دائرة التنسيق بين الجهات المعنية من حقوقيين ومحاميين وباحثيين فلسطينين ودوليين لتفعيل ادوات القانون الدولي في مواجهة حرب الابادة الجماعية وسياسة التجويع ورفض التهجير القسري
9- توثيق الجرائم وانتهاكات الاحتلال اليومية ودعم جهود التوثيق الشعبي
10- تفعيل شبكات الدعم والاغاثة الداخلية عبر المبادرات الشبابية والاهلية لضمان استمرار تقديم الحد الادنى من الخدمات.
11- تعزيز قدرة المؤسسات الفلسطينية على التشبيك الخارجي مع الجهات العربية وعدم الاعتماد فقط على المنظمات الدولية
12- توجيه الدعم نحو تفعيل حلول بديلة وخطط تساهم في وضع ابعاد لمواجهة الازمات في ظل انهيار المنظومة الصحية مع خلال التعاون مع وازرة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية والوزارات والمؤسسة الصحية العربية