الرئيسيةبيانات صحفيةمهم

الهيئة الدولية “حشد” توجه مذكرة إحاطة عاجلة إلى منظمات وهيئات دولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين في غزة

التاريخ: 11 ابريل 2025

خبر صحافي
الهيئة الدولية “حشد” توجه مذكرة إحاطة عاجلة إلى منظمات وهيئات دولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين في غزة

وجهت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” مذكرة إحاطة عاجلة إلى عدد من الجهات الدولية المعنية، بهدف وضعهم في صورة الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، في سياق حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 17 شهراً على قطاع غزة.

وقد خاطبت الهيئة الدولية “حشد” بهذه الإحاطة كل من الأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، في محاولة لحث هذه الجهات على التحرك العاجل لوقف الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، وضمان حماية المدنيين في قطاع غزة.

وأكدت “حشد” في مذكرتها أن استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، في خرق جديد وصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار، قد أدى إلى سقوط 830 شهيداً إضافياً و1,787 جريحاً، لترتفع الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 65,000 شهيد ومفقود، بينهم 211 من الصحفيين والصحفيات، فضلاً عن نحو 112,000 جريح.

وأوضحت “حشد” أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهدافها المتعمد للصحفيين بهدف إسكات الشهود على الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، ما يؤكد الطبيعة العمدية لهذا الاستهداف، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية. فقد قتلت قوات الاحتلال يوم الاثنين 24 مارس 2025 الصحفي محمد منصور، مراسل قناة فلسطين اليوم، عبر استهداف منزله في مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاده وإصابة زوجته. وفي اليوم نفسه، استهدفت غارة أخرى سيارة الصحفي حسام شبات، المتعاون مع قناة الجزيرة، ما أدى إلى استشهاده كذلك.

وفي جريمة أخرى، استهدفت قوات الاحتلال خلال الأسابيع الماضية مجموعة من العاملين في المجال الإنساني شمال منطقة العطاطرة ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين بينهم ثلاثة صحفيين: الصحفي محمود خالد مصباح البسوس (20 عامًا)، مصور حر يعمل بطائرة درون لصالح وكالة الأناضول، وبلال محمد خليل أبو مطر (35 عامًا)، يعمل في المونتاج، ومحمود يحيى رشدي السراج (24 عامًا)، مصور صحفي.

وبهذه الجرائم، ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 إلى 208 صحفياً وصحفية، وهو الرقم الأعلى في العالم منذ بدء توثيق استشهاد الصحفيين عام 1992. ومن بين هؤلاء الشهداء 13 صحفية، واستشهدت الغالبية العظمى منهم جراء غارات جوية، بينما قُتل آخرون برصاص القناصة الإسرائيليين، كما سقط عدد كبير منهم خلال استهداف منازلهم مع أفراد عائلاتهم. كما أُصيب نحو 185 صحفياً خلال العدوان في ظروف مختلفة.

وفي سياق متصل، وثقت “حشد” استمرار سلطات الاحتلال في تنفيذ حملات اعتقال تعسفية بحق الصحفيين الفلسطينيين، حيث بلغ عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، نحو 38 صحفياً، يعيشون ظروف احتجاز قاسية وغامضة، دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، في انتهاك واضح للقانون الدولي.

وأكدت الهيئة أن هذه الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيما المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف، التي تنص على أن “الصحفيين الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة يُعتبرون أشخاصاً مدنيين”، ويتمتعون بالحماية القانونية الكاملة. كما أن هذه الاعتداءات تُعدّ انتهاكاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صادقت عليه دولة الاحتلال، وخرقاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي، التي تدرج القتل العمد للصحفيين ضمن جرائم الحرب، فضلاً عن كونها انتهاكاً للحق في حرية التعبير وحرية الصحافة المكفولتين بموجب المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وفي ختام مذكرتها، طالبت “حشد” الجهات الدولية الموجهة إليها الإحاطة، بضرورة التحرك الفوري والفاعل لوقف استهداف الصحفيين، وتوفير الحماية الدولية لهم، وفتح تحقيق دولي في الجرائم المرتكبة ضدهم، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى فرض عقوبات دولية رادعة على دولة الاحتلال، باعتبار ذلك ضرورة ملحة لوقف جرائم التطهير العرقي والانتهاكات المنهجية ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة.

وأكدت الهيئة الدولية “حشد” أن الوقت ينفد، وأن أي تأخير في التدخل الدولي قد يعني المزيد من الضحايا، داعية إلى اعتبار تدخل المجتمع الدولي بمثابة رافعة حقيقية لضمان حق الشعب الفلسطيني في حياة إنسانية كريمة أسوة بسائر شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى