
الهيئة الدولية (حشد) تصدر ورقة موقف بعنوان “بين الاحتفال العالمي والنضال اليومي المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال”
التاريخ: 11 مارس 2025
خبر صحافي
الهيئة الدولية (حشد) تصدر ورقة موقف بعنوان:“بين الاحتفال العالمي والنضال اليومي: المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال”
أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ورقة موقف أعدتها المحامية والباحثة القانونية أ. ريم محمود منصور، بعنوان “بين الاحتفال العالمي والنضال اليومي: المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال”، وذلك تزامناً مع يوم المرأة العالمي، حيث تتناول الورقة واقع المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
واقع المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي
تواجه النساء الفلسطينيات أوضاعًا كارثية نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث وثّقت التقارير الحقوقية استشهاد 12,316 امرأة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، من بينهن آلاف الأمهات اللاتي فقدن حياتهن أثناء محاولتهن حماية أطفالهن. كما أصيبت عشرات الآلاف من النساء بإصابات خطيرة أدت إلى بتر الأطراف، والتشوهات الدائمة، والإعاقات الجسدية، مما انعكس سلبًا على حياتهن وأدى إلى زيادة المعاناة داخل المجتمع الفلسطيني.
التهجير القسري وتدمير المنازل
منذ بداية العدوان، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 70% من المنازل السكنية في قطاع غزة، مما أجبر النساء على النزوح القسري والعيش في ظروف غير إنسانية في مراكز الإيواء أو العراء. وأصبحت أكثر من مليون امرأة بلا مأوى، يعانين من ظروف معيشية قاسية، حيث يفتقرن إلى أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والصحة العامة، مما جعلهن أكثر عرضة للأمراض وسوء التغذية.
الحرمان من الرعاية الصحية والخدمات الأساسية
استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية في قطاع غزة أدى إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، حيث خرجت المستشفيات عن الخدمة، وتوقفت العديد من المرافق الصحية عن تقديم الخدمات. وقد انعكس ذلك بشكل خطير على النساء، خاصة النساء الحوامل والمرضعات، حيث تعاني آلاف الحوامل من عدم القدرة على تلقي الرعاية الطبية اللازمة أثناء الحمل أو الولادة، مما يعرضهن لخطر الوفاة أو المضاعفات الصحية الحادة.
بالإضافة إلى ذلك، أدى تدمير منظومة الصحة إلى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، مما جعل النساء المصابات جراء القصف الإسرائيلي يواجهن صعوبة في تلقي العلاج اللازم، في ظل انعدام الخدمات الطبية المتخصصة.
الأسيرات الفلسطينيات ومعاناتهن داخل سجون الاحتلال
إلى جانب معاناة النساء في غزة، تواجه الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال انتهاكات جسيمة، حيث تعرضت أكثر من 450 امرأة فلسطينية للاعتقال منذ بداية العدوان، وما زالت 18 أسيرة رهن الاعتقال حتى فبراير 2025. تعاني الأسيرات من سوء المعاملة، والتعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الطبية، بالإضافة إلى التعرض لظروف احتجاز غير إنسانية. كما تمارس سلطات الاحتلال سياسات الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسيرات، مما يعرض حياتهن للخطر.
التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه النساء الفلسطينيات
العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على الأضرار المباشرة، بل تسبب في أزمة اقتصادية خانقة، حيث فقدت آلاف النساء مصادر دخلهن بسبب تدمير الأسواق، والمصانع، والمشاريع الصغيرة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين النساء. كما زادت معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي نتيجة الضغوط النفسية والاجتماعية المتزايدة.
مطالب وتوصيات الهيئة الدولية (حشد)
في ضوء ما سبق، دعت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) إلى:
- تحرك دولي عاجل لضمان حماية النساء الفلسطينيات من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وفق القوانين الدولية ذات الصلة.
- محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق النساء الفلسطينيات، ومطالبته بالامتثال للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
- الضغط على المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للنساء الفلسطينيات، خاصة في قطاع غزة، وتأمين الاحتياجات الأساسية لهن.
- إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات فورًا، ووقف الانتهاكات المستمرة بحقهن داخل سجون الاحتلال.
- تعزيز دور المؤسسات النسوية في الدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية، والعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي للنساء المتضررات من العدوان.
- إدانة ورفض الصمت الدولي حيال الجرائم المستمرة بحق النساء الفلسطينيات، ودعوة المنظمات الحقوقية والنسوية حول العالم إلى اتخاذ موقف واضح ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ختامًا
يأتي إصدار هذه الورقة في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني، وخاصة النساء، لأبشع أنواع الانتهاكات والجرائم في ظل تواطؤ دولي وصمت مخزٍ من قبل المجتمع الدولي. وبينما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، تظل المرأة الفلسطينية نموذجًا للصمود والتحدي، تواجه الاحتلال بكرامتها ونضالها، مطالبةً بحقها في الحرية، والعدالة، والكرامة الإنسانية.