الهيئة الدولية (حشد) تُصدر ورقة سياسات بعنوان: “الإبادة الممنهجة للقطاعين الزراعي والحيواني في غزة تداعيات العدوان وآفاق التعافي”
التاريخ : 14 كانون الاول 2024
خبر صحافي
الهيئة الدولية (حشد) تُصدر ورقة سياسات بعنوان: “الإبادة الممنهجة للقطاعين الزراعي والحيواني في غزة: تداعيات العدوان وآفاق التعافي”
أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) ورقة سياسات بعنوان “الإبادة الممنهجة للقطاعين الزراعي والحيواني في غزة: تداعيات العدوان وآفاق التعافي”، أعدتها المحامية والباحثة لبنى ديب.
شهدت غزة منذ بداية العدوان تغييراً واضحاً في بيولوجيتها، إذ استهدفت سياسة الاحتلال بشكل ممنهج القطاعين الزراعي والحيواني، مما حول القطاع إلى مدينة أشباحٍ غير صالحة للاستقرار الإنساني. فقد كانت هذه القطاعات تشكل المصدر الأساسي لإنتاج الغذاء لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، الذي يعاني من حصار خانق استمر لأكثر من 17 عاماً. قبل السابع من أكتوبر 2023، كان قطاع غزة يعتمد على إنتاجاته المحلية التي كانت تلبي نحو 70% من احتياجاته الغذائية، ولكن العدوان الأخير حول هذا الأمن الغذائي إلى مجاعة، بفضل تدمير واسع النطاق طال الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، محققاً 85% من التدمير في القطاع الزراعي و95% في القطاع الحيواني. تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على هذه الأوضاع الكارثية ووضع بعض الحلول المحلية لحين الحصول على الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
المشكلة السياساتية
كان القطاع الزراعي والحيواني يشكلان مصدر رزق حيوياً لأكثر من 25,000 أسرة فلسطينية، حيث بلغت قيمة الإنتاج الزراعي في عام 2022 حوالي 575 مليون دولار أمريكي. ومع ذلك، أدى العدوان إلى تدمير شبه كامل لهذا القطاع، حيث دُمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي كانت تنتج الخضراوات والفواكه، وتم إعدام أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية. لقد تسببت هذه الخسائر في كارثة غذائية حقيقية، حيث توقفت 56% من الواردات التي كانت تدخل القطاع من الخارج، وأصبح معظم السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
التداعيات الرئيسية
- تدمير الإنتاج الزراعي: دُمّرت نحو 85% من الأراضي الزراعية، بما في ذلك المحاصيل الرئيسية مثل الخضراوات والفاكهة، مما خلف خسائر تقدّر بحوالي 400 مليون دولار أمريكي.
- إبادة الثروة الحيوانية: تم تدمير 60-70% من الماشية المنتجة للحوم والألبان، كما تم القضاء على 44% من أعداد الأبقار و42% من خلايا النحل، مما ضاعف من معاناة السكان.
- التلوث البيئي: القنابل المحرمة دولياً مثل القنابل الفسفورية تسببت في تدمير الأراضي الزراعية وخلق تربة غير صالحة للزراعة لفترات طويلة، ما يجعل تعافي القطاع الزراعي أمراً بالغ الصعوبة.
الحلول السياساتية المقترحة
- القطاع الزراعي
- تشكيل لجنة لحماية المزارعين وتمكينهم من العودة إلى أراضيهم لاستئناف الإنتاج.
- تعزيز دعم المؤسسات الزراعية لاستعادة الأراضي الصالحة للإنتاج، بما في ذلك استخدام التربات الصناعية مثل البيتموس كبديل محلي.
- دعم الزراعة المنزلية في المناطق الأكثر أماناً.
- إنشاء بنك زراعي لحفظ البذور المحلية وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.
- القطاع الحيواني
- إعادة تقييم الوضع الحيواني بما يضمن الحفاظ على الأنواع المتبقية رغم التحديات الكبيرة.
- توفير الدعم اللازم لضمان استمرار تربية الماشية وإعادة تأهيل الثروة الحيوانية في المناطق الأقل تضرراً.
الخاتمة
إن السياسات الاحتلالية التي تستهدف القطاعين الزراعي والحيواني في غزة تعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجرائم حرب يجب أن تُحاسب عليها دولة الاحتلال. هذه الورقة تشدد على ضرورة وضع استراتيجيات محلية للتعافي بشكل سريع في ظل الظروف الراهنة، وكذلك أهمية تفعيل الدعم الدولي لضمان عودة القطاعين إلى سابق عهدهما كمصادر أساسية للأمن الغذائي في غزة.